"الإسلاموفوبيا": الجماعات اليمينية المتطرفة نفذت عمليات إرهابية أكثر من القاعدة وداعش
ذكر مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية أنه على أثر موجة الإرهاب التي ترافقت مع ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي، شهدت المجتمعات الغربية موجة مماثلة من إرهاب الجماعات اليمينية المتطرفة التي تتبنى خطابًا معاديًّا للمسلمين والمهاجرين بشكل عام، نتجت عن هذا الصعود موجة من "الإرهاب المحلي" بلغت ذروتها بالأحداث الإرهابية في مسجدي "كرايست تشيرش" بنيوزيلندا وهجومي "دايتون" و"إل باسو" بولايتي أوهايو وتكساس الأمريكيتين.
وأوضح المرصد أنه حسب قاعدة بيانات "مركز التقارير الاستقصائية" التابع لمعهد الأمة، فإن حوادث "الإرهاب المحلي" في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من يناير 2008 إلى نهاية عام 2016، قد فاق إرهاب تنظيمي "القاعدة" و"داعش" بأكثر من ضعف الهجمات.
وتابع المرصد أن الدراسة قد رصدت "201 حادث إرهابي" داخل الولايات المتحدة الأمريكية، قام بها عدد واسع من التنظيمات اليسارية المتطرفة واليمينية المتطرفة وجماعات دينية منهم القاعدة وداعش وجماعات مسيحية متطرفة.
وبيَّن المرصد أن 63 هجومًا من تلك الحوادث الإرهابية قام بها أشخاص ينتمون إلى تنظيمات دينية مثل داعش وتنظيم القاعدة. في حين نفذ المتطرفون اليمينيون 115 هجومًا.
وأشار المرصد إلى أنه في حين تم إحباط (76%) من هجمات التنظيمات الإرهابية ذات الخلفية الدينية، فقد تم إحباط (35%) من هجمات التنظيمات اليمينية المتطرفة؛ الأمر الذي يوضح مدى صعوبة التعرف على شبكات اليمين المتطرف؛ وذلك يرجع إلى كون هذه المجموعات لا تخضع لقيادة مركزية تعمل من خلالها، وإنما هي أقرب إلى الممارسة الفردية. فحين يقتنع الشباب بهذه الأفكار يقومون بتنفيذ عمليات إرهابية ضد الأقليات والمهاجرين بهدف الحصول على الدعم من مجموعات أخرى.
وأكد المرصد أن دوافع مجموعات اليمين القومي هي إحداث صدمة في صفوف الأقليات والمهاجرين حتى يضطروهم لمغادرة الغرب. كما أكد "برينتون تارانت" الإرهابي منفذ مجزرة مسجدي "كرايست تشيرش" أنه أقدم على فعلته لـ "الانتقام لضحايا هجمات ارتكبها مسلمون ومهاجرون ولاجئون في أوروبا، حيث يصفهم بـ "الغزاة والمحتلين".
واختتم المرصد بيانه بأن وسائل الإعلام – بمختلف أنواعها – من أهم أسباب تثبيت صورة نمطية تؤدي إلى تضخيم جرائم الإرهاب الديني في مقابل الإرهابي اليميني في الغرب.