"الفجر" تتجول في متحف النسيج.. تعرف على تاريخ كسوة الكعبة وكتاباتها وفنونها

أخبار مصر

الكسوة
الكسوة

قامت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية بجولة في قاعة كسوة الكعبة المشرفة في متحف النسيج المصري بشارع المعز لدين الله الفاطمي، وكشف لنا الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير عام المتحف أسرار هذه التحفة النادرة.

قال أبو اليزيد إن القاعة تضم أحد أهم القطع في كسوة المعبة المشرفة وهي حزام مستطيل الشكل، وهو من الحرير الكحلي، عليه كتابات مطرزة بخيوط الفضة تم تركيبها عليه بطريقة "السيرما" وهي أحد فنون التطريز النادرة، ونص الكتابات "صُنعت هذه الكسوة بأمر المتوكل على الله فاروق الأول ملك مصر أهديت إلى الكعبة المشرفة في عهد خادم الحرمين الشريفين عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية".
وتابع أبو اليزيد أن الحزام مدون عليه تاريخ 135هجري وميلادي، ويحيط بالكتابات من أعلى وأسفل إطار من زخارف نباتية مطرزة بنفس الأسلوب "مصر 1355هـ - 1361هـ / 1936 - 1942م ".

كما يمتلك المتحف قطعة أخرى من كسوة الكعبة وهي "ستارة باب التوبة" مستطيلة الشكل عليها زخارف نباتية وآيات قرآنية وكتابات مطرزة بخيوط معدنية فضية بأسلوب السيرما أيضًا نصها "بسم الله الرحمن الرحيم أمر بتجديد هذه الستائر الشريفة صاحب الجلالة فاروق الأول ملك مصر إبن فؤاد الأول إبن إسماعيل باشا إبن الحاج إبراهيم باشا 1359 - مصر - 1359هـ / 1940م"

وتابع، كما تضم القاعة حزام آخر من كسوة الكعبة المشرفة مستطيل الشكل عليه آيات قرآنية مكتوبة بخيوط السيرما الفضية على أرضية حرير كحلي "مصر - 1355هـ - 1361هـ / 1936-1942 م"، وحزام من كسوة الكعبة المشرفة مستطيل الشكل عليه آيات قرآنية مكتوبة بخيوط السيرما الفضية على أرضية حرير كحلي "مصر 1355 - 1361هـ / 1936 - 1942م.

والجدير بالذكر أنه مع بداية الدولة الفاطمية اهتم الحكام الفاطميين بإرسال كسوة الكعبة كل عام من مصر، وكانت الكسوة بيضاء اللون، وفى الدولة المملوكية وفي عهد السلطان الظاهر بيبرس أصبحت الكسوة ترسل من مصر، حيث كان المماليك يرون أن هذا شرف لا يجب أن ينازعهم فيه أحد حتى ولو وصل الأمر إلى القتال، فقد أراد ملك اليمن "المجاهد" في عام 751هـ أن ينزع كسوة الكعبة المصرية ليكسوها كسوة من اليمن، فلما علم بذلك أمير مكة أخبر المصريين فقبضوا عليه، وأرسل مصفدا في الأغلال إلى القاهرة

واستمرت مصر في نيل شرف كسوة الكعبة بعد سقوط دولة المماليك وخضوعها للدولة العثمانية، فقد اهتم السلطان سليم الأول بتصنيع كسوة الكعبة وزركشتها وكذلك كسوة الحجرة النبوية، وكسوة مقام إبراهيم الخليل، وفي عهد السلطان سليمان القانوني أضاف إلى الوقف المخصص لكسوة الكعبة سبع قري أخرى اتصبح عدد القرى الموقوفة لكسوة الكعبة تسعة قرى وذلك للوفاء بالتزامات الكسوة، وظلت كسوة الكعبة ترسل بانتظام من مصر بصورة سنوية يحملها أمير الحج معه في قافلة الحج المصري.

وفى عهد محمد علي باشا توقفت مصر عن إرسال الكسوة بعد الصدام الذي حدث بين أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الأراضي الحجازية وقافلة الحج المصرية في عام 1222هـ الموافق عام 1807م، ولكن أعادت مصر إرسال الكسوة في 1228هـ.

وقد تأسست دار لصناعة كسوة الكعبة بحي "الخرنفش" في القاهرة عام 1233هـ، وما زالت هذه الدار قائمة إلى الآن، وفي عام 1962م توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة لما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها. 

وجولة الفجر جاءت على هامش الاحتفالية التي أطلقها المتحف بعنوان "يوم الحج الأكبر "،وتستمر علي مدار يومين أمس الأربعاء واليوم الخميس موسم الحج وعيد الأضحى المبارك.