خلال ندوة في السيدة نفيسة.. صابر عبد الدايم: الوحدة وإعلاء القيم الإنسانية من أهم دروس حجة الوداع

أخبار مصر

جانب من الندوة
جانب من الندوة

نظمت وزارة الأوقاف ندوة دينية من مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها بمحافظة القاهرة تحت عنوان: "اغتنام مواسم الطاعات".

حاضر في الندوة الدكتور صابر عبد الدايم عميد كلية اللغة العربية الأسبق جامعة الأزهر ، و الدكتور هشام عبد العزيز علي مدير عام بوزارة الأوقاف، بحضور جمع غفير من رواد المسجد.

وفي كلمته أكد عبد الدايم، أننا نعيش هذه الأيام موسمًا من أعظم المواسم أجرًا، وأجلها قدرًا ، فهي أيام شريفة ، وأوقات جليلة ، أقسم  الله عز وجل  بها في كتابه العزيز، حيث يقول سبحانه "وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ * والشفع والوتر"، والذي عليه جمهور المفسرين أن الليالي العشر هي العشر الأول من ذي الحجة ، والله عز وجل لا يقسم إلا بعظيم، فالقَسَم بها تكريم لها ، وتعظيم لمكانتها، وتنويه بشأنها، فلا بد أن نغتنم هذه الأيام في فعل الطاعات، موضحا أنه يستحب للمسلم أن يصوم من أيام التسع من ذي الحجة قدر استطاعته ، فصومها من الأعمال المحببة إلى الله تعالى، وخاصة صيام يوم عرفة لغير الحاج  فقد خص النبي (صلى الله عليه وسلم) صيامه من بين أيام العشر ، حيث قال (صلى الله عليه وسلم) : (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ) .

 

وبين أن الوحدة وعدم التفرقة وإعلاء القيم الإنسانية من أهم دروس خطبة حجة الوداع ، التي وقف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم على عرفات قائلا:” أيُّها النَّاسُ، اسمعوا قولي ، فإنِّي لا أدري لعلِّي لا ألقاكم بعدَ عامي هذا، بِهذا الموقِفِ أبدًا أيُّها النَّاسُ، إنَّ دماءَكم وأموالَكم عليْكُم حرامٌ ، إلى أن تلقَوا ربَّكم كحُرمةِ يومِكم هذا ، وَكحُرمةِ شَهرِكم هذا…. وأنه لا بد من دراسة عصرية للمعاني الجليلة الكامنة في هذه الخطبة الجامعة ، التي تحمل إسرارًا ودقائق عظيمة، فإنها مع كثرة الدراسات حولها إلا أن لكل عصر متطلباته.

 

 وفي كلمته أكد  هشام عبد العزيز أن الله عز وجل قد اختص من أيام الدهر مواسم تضاعف فيها الحسنات ، وتكثر فيها الخيرات، وترفع فيها الدرجات ، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) :” إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٌ فَتَعَرَّضُوا لَهُ ، لَعَلَّهُ أَنْ يُصِيبَكُمْ نَفْحَةٌ مِنْهَا فَلَا تَشْقَوْنَ بَعْدَهَا أَبَدًا”، وأننا نعيش هذه الأيام موسمًا من أعظم المواسم أجرًا ، وأجلها قدرًا ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِيَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: (وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ).

وأشار إل أن من صور التكافل المشروع بين المسلمين الأضحية، وهي سـنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم ينبغي الالتزام بها للمستطيع ، وحيث يكون الرخاء والسعة يكون العمل بقوله صلى الله عليه وسلم : كلوا وتصدقوا وادخروا وحيث يكون بالناس جهد وحاجة أو شدة وفاقة يكون العمل بقوله صلى الله عليه وسلم :من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وفي بيته منه شيء” ..

 وأوضح أن الأضحية كما تتحقق بالذبح تتحقق بشراء الصك، وأن صكوك الأضاحي من صور التكافل المجتمعي ، وأن شراء الصك يعظم من نفع الأضحية  وبخاصة لمن لا يملك آلية لتوزيعها على الوجه الأمثل  مما يجعلها تصل عبر منظومة الصكوك إلى مستحقيها الحقيقيين , وهو ما يزيد من نفع الأضحية وثوابها في آن واحد  كما أنه يسهم في إيصال الخير إلى مستحقيه بعزة وكرامة ، وما أجمل أن يجمع المستطيع الموسر بين الأمرين ذبح الأضحية توسعةً على أهله وذويه ، وشراء الصكوك توسعة على عامة الفقراء في المناطق الأكثر احتياجًا.