المملكة توقع أول اتفاقية دولية بشأن اتفاقات التسوية
وقعت المملكة العربية السعودية على اتفاقية الأمم المتحدة بشأن اتفاقات التسوية الدولية المنبثقة من الوساطة، التي تعرف اختصارا بـ "اتفاقية سنغافورة بشأن الوساطة"، لتكون في مقدمة الدول الموقعة على الاتفاقية الدولية الأولى من نوعها في مجال تسوية المنازعات التجارية العابرة للحدود من خلال الوساطة.
ووقع على الاتفاقية نيابة عن المملكة سعادة الأستاذ بدر الهداب وكيل وزارة التجارة والاستثمار للسياسات والأنظمة، وذلك خلال حفل التوقيع الذي عُقِد في دولة سنغافورة في 7 أغسطس 2019م الموافق 6 ذي الحجة 1440هـ وشارك فيه المركز السعودي للتحكيم التجاري ضمن وفد رسمي رفيع المستوى.
ويأتي هذا الحدث، بعد أن شارك المركز السعودي للتحكيم التجاري، جنبا إلى جنب العديد من الجهات الحكومية، في الجهود الرامية إلى تسهيل أن تكون المملكة العربية السعودية عضوا في اتفاقية سنغافورة، ومن ذلك التوصية بضرورة أن تكون المملكة في مصاف الدول الأولى الموقعة عليها وتوضيح المكانة الدولية التي تتمتع بها وانعكاساتها على تمكين صناعة التحكيم المؤسسي محليا ودوليا.
وكان مجلس الوزراء الموقر قد أقر تفويض معالي وزير التجارة والاستثمار -أو من ينيبه- بالتوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة بشأن اتفاقات التسوية الدولية المنبثقة من الوساطة، وذلك خلال جلسة المجلس في تاريخ 20/11/1440هـ الموافق 23/07/2019م.
ويأتي افتتاح باب التوقيع على "اتفاقية سنغافورة بشأن الوساطة" بعد ثلاث سنوات من النقاش المستفيض والصياغة لمسودة الاتفاقية في أروقة لجنة الـ "أونسيترال"، بمشاركة 85 دولة عضو و35 منظمة غير حكومية، وانتهت باعتماد نص الاتفاقية من الجمعية العامة للأمم المتحدة في الـ18 من ديسمبر 2018.
وتوفر الاتفاقية إطارا موحدا وفعالا من أجل إنفاذ اتفاقات التسوية الدولية المنبثقة من الوساطة، ومن أجل تمكين الأطراف من الاحتجاج بتلك الاتفاقات. وهو إطار شبيه بذلك الذي توفره اتفاقية الاعتراف بقرارات التحكيم الأجنبية وتنفيذها، أو ما تعرف اختصارا بـ "اتفاقية نيويورك".
وقد صيغت اتفاقية سنغافورة لكي تصبح أداة أساسية في تيسير التجارة الدولية، وفي الترويج للوساطة باعتبارها طريقة بديلة وفعالة لتسوية المنازعات التجارية. وتكفل الاتفاقية أن تصبح التسوية التي يتوصل إليها الأطراف ملزمة وواجبة الإنفاذ.
تعليقا على هذه المناسبة، أكد سعادة الأستاذ ياسين بن خالد خياط رئيس مجلس إدارة المركز السعودي للتحكيم التجاري، أن الموافقة الكريمة على توقيع المملكة "اتفاقية سنغافورة بشأن الوساطة" إشارة واضحة على ما تلقاه صناعة التحكيم المؤسسي في المملكة من دعم متواصل من أعلى مستويات القرار، للنهوض ببيئتها التشريعية والقانونية إلى مستوى يواكب أحدث المعايير الدولية المتّبعة في هذا المجال.
وأضاف الأستاذ خياط، أن توقيع المملكة على اتفاقية سنغافورة بشأن الوساطة، ينطلق من مستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تضع نصب عينيها تعزيز القوة الاستثمارية للمملكة، بتطبيق المعايير العالمية المتبعة قانونيا وتجاريا، وتهيئة بيئة مشجعة للاستثمار طويل المدى.