اغتصاب في زمن الحوثي.. "كرامة" فقدت عذريتها و"عبير" اختطفت ليلة زفافها تحت تهديد السلاح باليمن
هُنا داخل الأراضي اليمنية، لا صوت يعلو فوق صوت البنادق الآلية. الحرب ليست على الجبهة فقط، فهناك حرب دارت رحاها على الشرف؛ هى الأشرس منذ اندلاع الأزمة اليمنية.. لم تجف دموع الضحايا منذ سنوات، أصواتهن اختفت بعد أن استغل الحوثيين أجسادهن فى سوق نخاسة الحروب من أجل إمتاع الجنود. هن ضحايا أطلقت عليهن عناصر المليشيا "نساء المتعة"، فخلال سنوات الحرب وقعت حرب أخري تُسمي "حرب الاغتصاب"، أبطالها عناصر مليشيا الحوثيين الإرهابية المدعومة من إيران، بدأوها بالاستعباد الجنسي المؤسسي لعمليات الاغتصاب المرتبطة بالمعارك، فعندما يصلوا إلى منطقة جديدة، تكن النسوه هى وجهتهم الأولي، بأوامر صريحة من كبار القادة.
مئات النسوه تعرضن للاغتصاب أمام أعين ذويهم، ودموع الألم والحسرة تُسيطر عليهن، هن ضعفاء غير قادرين على المقاومة، وأزواجهن غير ذي حيلة.. معاناة المرأة في وقت النزاع دوماً تكون خلف الكاميرات، فما يتعرضن له نتاج خسارة صفوف رجال جيشهن، يجدنه في الاغتصاب اليومي، ثم القتل والتنكيل بهن. ولكن من الخطأ الاعتقاد بأن هذه الاعتداءات مجردة فقط لإشباع حاجات الجنود الجنسية فقط، فالاغتصاب أثناء الحرب معروف كنهج عسكري متعمد لتحقيق مكاسب نفسية، مثل إذلال المعارضين في الصفوف الأخرى، وإجبار الأقليات على هجرة أرضهم، ونقل أمراض جنسية للنساء، أو إحداث تشوهات بأرحامهن.
عدم محاسبة المجرمين وإفلاتهم من العقاب تحول دون وضع حد لإنهاء تلك الجرائم الوحشيّة، لتظل المرأة موضع شرف مجتمعها، وتظل في موقف ضعف بسبب نوعها.
كرامة وعبير، امرأتين تعرضا للاغتصاب فى وضح النهار بأحد الأحياء بمديرية المخاء بمحافظة تعز، لم تنجح صرخاتهن المتتالية فى إنقاذهن من ذئاب الحوثيين، لكل واحدة قصة تختلف عن الأخري، لكن النهاية واحدة. الأولى فقدت عذريتها وهي عند سن 23 عاماً، قبل أن تتزوج من شريك حياتها.. الثانية تمت خطبتها قبل عاماً من الآن، وتجهزت ليوم زفافها، واجتمع الأقارب والأحباب وعُلقت الزينة استعداداً ليوم الزفاف، لكن عناصر تابعة لمليشيا الحوثي الإجرامية اختطفتها فى تلك الليلة، لإشباع رغبتهم الجنسية والتمتع بها قبل زوجها.
شهادات أدلت بها المرأتين، أفادوا أنهم قد أُجبرن على تقديم أنفسهن للجنود، فى المرة الثانية، بعد أن تعرضوا للاغتصاب الوحشي فى ليلتهم الأولي بمعسكر الحوثيين، لكي يبدو أن ما يتم عن رضي وطيب خاطر. يقولون أن قادة المليشيا استخدموهن كهدايا، حيث استمرت دائرة عرض أجسادهن عند كل ليلة، عدة مرات.
"فعلوا جريمتهم فى الليلة الأولي، بعد أن وصلنا مكان مظلم لا عدنا نعرف فيه الليل من النهار زى بدروم صغير تحت الأرض، تمنيت أن يقتلني أحدهم أو تكن أمامي فرصة للانتحار، فعلًا تمنيت ذلك، فأنا لم أكن أريد العيش بعد هذه الصدمة، لقد تناوبوا علي جميعاً"، قالتها عبير التى اختطفت ليلة زفافها أمام أعين جميع أقاربها، وزوجها، وكلها أسي وحزن على حياتها وفرحتها التى انتهت، حيث تصف أيامها داخل معسكر المليشيا بـ السواد الدامس.
أحد قادة القبائل، قال "من خلال متابعتي للظاهرة نجد أنها انتشرت بشكل مخيف في عدد من المحافظات اليمنية الأمر الذي أدى إلى قلق الأهالي على أبنائهم خاصة مع غياب الاستقرار الأمني وحالة الانفلات السائدة في البلاد.
وأضاف، أنّ ما ينشر عبر وسائل الاعلام ما هو غير حالات بسيطة، نتيجة الخوف والعار الذي يلحق بالضحية و أهلها، لافتاً إلى أن ضحايا الاغتصاب يُقتلون مرتين، مرة بالاغتصاب وأخرى بـ (الفضيحة) والتستر عليها.. ولا أحد يؤمن بواقعية الأرقام.
وفى السياق ذاته، كشفت تقارير حقوقية، فى وقت سابق من الأيام، عن انتهاكات نفذتها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في حق النساء في اليمن، وذلك ضمن الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات ما بين القتل، والإصابة، والتشويه، والاعتقالات، والتحرش الجنسي والعنف، وقتل أو جرح رؤوس الأسر المعيشية، وتشريد الآلاف من النساء، دون تحرك واضح وصريح من المجتمع الدولي.