أحمد فايق يكتب : اصمدوا 3 أيام حتى يرحل الفاشل

مقالات الرأي

أحمد فايق يكتب :
أحمد فايق يكتب : اصمدوا 3 أيام حتى يرحل الفاشل


■ «الجماعة» تشن حربا نفسية على المصريين وتعتمد على الدعم الأمريكى لتمرير أصعب يوم

فى تاريخها ■ حرارة الاعتصام أكثر رحمة من قطع الكهرباء التى حولت مصر إلى قبر

■ «الإخوان» تراهن على ملل الثوار من التظاهر والاعتصام.. وتعود لنغمة الاستقرار و«أكل العيش»

هناك ألف سبب لرحيل مرسى عن مصر وطريق وحيد فقط لتحقيق هذا.. وهو الصمود لمدة ثلاثة أيام فى الشارع بنفس القوة، مرسى خلع ملابسه أمام أمريكا حتى تدعمه، قدم لها ما لم تحلم به فى سوريا، ورط مصر فى حرب أهلية بين الأشقاء السوريين، أهله وعشيرته يدعمان المعارضة ضد بشار الأسد، حاول أن يورط الجيش المصرى فى هذه المعركة، دخل فى عداء بلا مبرر مع حزب الله، أصبح نائبا عن الغرب فى خوض الحرب المقدسة لتفكيك العرب، لم يتوقف الأمر عند هذا.. بل استقبل خالد مشعل وقادة حماس حتى يجبرهم على عدم إلقاء صواريخ على إسرائيل من غزة، ثم خرجت تل أبيب تمدح فى تصريحات رئيسنا الفاشل.. مؤكدة أنه نجح فى تخفيض عدد الصواريخ الموجهة إلى إسرائيل من 200 إلى 15 صاروخًا فقط، طوال الأيام الماضية لم يوجه مرسى رسالة إلى شعبه الغاضب، فقط قال أمين حينما وصف شيوخه وتجار الدين الداعين لثورة 30 يونيو بإنهم ملحدون وكفرة، فكل إنسان من حقه أن يختار سيده، ومرسى وجماعته لا سيد لهم سوى المندوبة السامية الأمريكية فى مصر «إن باترسون».

هل تعرف أن أحد أسباب الإطاحة بالمشير طنطاوى والفريق سامى عنان القوية كان الاعتداء على وزيرة الخارجية الأمريكية «هيلارى كلينتون» بالطماطم، هنا أعطى الأسياد أوامرهم لمرسى بضرورة التخلص من طنطاوى وعنان.

يراهن مرسى على أمريكا والميليشيات المسلحة لأهله وعشيرته فى مصر والخارج، يعتقد أن المصريين سيشعرون بالملل بعد ساعات من الاعتصام أمام قصر الاتحادية، لكن ما قيمة كل هذا أمام المصريين، لقد وقفنا أمام العالم كله حتى نطيح بالمخلوع مبارك، ساندته أمريكا بكل قوتها فى بداية الثورة، كان مع مبارك الشرطة وحتى الجيش، كان يمتلك ميليشيات من بلطجية حبيب العادلى، حتى ظروف الطقس ساعدته، فكانت أجسادنا تنتفض من كثرة البرودة، لكن المصريين أقوى من كل هذا، تغلبوا على برودة الطقس وإرهاب مبارك، وأجبروا الأمريكان على أن يستجيبوا للثورة ولو بشكل مؤقت حرصا على مصالحهم، ملايين الأمريكان شاهدوا شبابنا وهم يقتلون والابتسامة لا تفارق وجوههم، شعر النظام الأمريكى بالخطر، فقد تعاطفت كل شعوب العالم مع ثورة تطالب بالعدالة الاجتماعية، والرأسمالية دائما ضد العدالة الاجتماعية، ونجاح مصر كنموذج كفيل بهدم عروش الأمريكان، تحالفوا مع المجلس العسكرى لذبح الثورة، ثم دعموا الإخوان، لأنهم يعرفون أنهم أكثر البشر فى العالم ابتعادا عن العدل والتسامح والعدالة.

بعضكم يخشى من حر الصيف ولا يطيقه والمكوث فى الشوارع، لكن لو بقى مرسى سنظل لسنوات قادمة نجلس فى بيوتنا بلا كهرباء، وسيحرم أبناؤنا من المياه، لا أنكر أننى أخاف من الخرطوش والرصاص والبلطجية مثلى مثلك، لكنها بالتأكيد ستكون أفضل بكثير من أن يقطعوا رأسى بالسيف فى أحد الأيام بتهمة إهانة الرئيس أو ازدراء الأديان.

اصمدوا فى الشارع حتى «تقبلوا» تراب مصر بدلا من أن تنحنوا و«تقبلوا» يد رئيس فاشل رغما عنكم، يوم 30 يونيو ستجدون بشرًا طبيعيين مثلنا، يعرفون الله ويصلون له، يعشقون الحياة، وطنهم هو مصر، يحترمون المسيحيين بقدر احترام الرسول لهم، يريدون لأبنائهم أفضل تعليم، ستجدون بشرًا قرأوا للإمام محمد عبده وطه حسين وتوفيق الحكيم، وأثر فى حياتهم نجيب محفوظ وصلاح جاهين، شبابًا يعرفون قيمة سعاد حسنى وفتيات يعشقن رشدى أباظة، يبكون حينما يسمعون شادية وهى تغنى «ياحبيبتى يامصر»، ويتراقصون على أنغام بليغ حمدى، يطربون لصوت الشيخ محمد رفعت حينما يؤذن للصلاة، ويذهبون لقضاء فرض الله.

إذا تركت هؤلاء ستعود للمنزل كى تجد وجوها تخيف الأطفال والكبار يتحدثون عن السلام وهم قتلوا المصريين فى مذابح إرهابية، وجوهها تريد أن تتحكم فى حياتك، بشرًا نصبوا أنفسهم آلهة تكفرك وقتما تشاء، وتجعل منك عالما فقيها إذا أرادت، أيهما أقرب إلى قلبك الحسينى أبو ضيف الذى وهب نفسه لمصر، التحق بالصاعقة ليتدرب كى يعمل خلف خطوط العدو، تعلم أن يفجر نفسه فى وجه دبابات العدو الإسرائيلى، أصبح صحفيا يدافع عن حقوق الفقراء والغلابة، ثم قتل برصاص الإخوان المسلمين، هل هذا أقرب إليك أم آخر، قتل المصريين ثم أعلن توبته بعد الدماء، ثم عاد مرة أخرى ليحلل لنفسه ماضيه الأسود وحاضره الدموى، أم تريد هذا الداعية المودرن الذى لا يفقه شيئا فى الدين ولا الدنيا سوى ذكاء الوقوف أمام الكاميرا، ليذهب كى يعطى دروسا فى الدين للأمراء ورجال الأعمال ويحصل فى السهرة الواحدة على 120 ألف جنيه.

ألا يستحق الحسينى أبو ضيف وأصدقاؤه أن تصمد فى الشارع معهم لثلاثة أيام فقط حتى يرحل الفاشل، مصر كلها تعرف أن يوم 30 يونيو سيكون فاصلا بين مصر رفاعة الطهطاوى وأم كلثوم ومصطفى مشرفة وبيرم التونسى التى ترتدى أبهى ما لديها كأنه يوم العرس، وبين مصر المظلمة التى ترتدى لحية وجلباب مستوردين من الخارج، مصر الدموية التى تقتل أبناءها ليحتلها آخرون لا يشبهوننا، وليسوا منا فى شىء.

لقد اختار جمال عبد الناصر شعبه فانتصر على أمريكا وفرنسا وإنجلترا، لم يقف أمام أحلامه سوى الخونة من الداخل، واختار مبارك أمريكا وإسرائيل وأصبح مصيره السجن، تحول إلى مومياء قبيحة الشكل، لا تستطيع أن تراها لدقيقة كاملة، وهذا هو مصير مرسى لأنه اختار أمريكا، ولم ينتصر لشعبه فى أى شىء، رضخ لشروط صندوق النقد الدولى، رفع الأسعار على الفقراء، حتى تمتلئ جيوب خيرت الشاطر وشركائه، قطع الكهرباء عن بيوت المصريين حتى تضىء بيوت عشيرته، أهان مصر وأهان شعبها، جعلنا نتسول قوت يومنا، سلب منا حريتنا التى انتزعتها أرواح شهداء الثورة، لم يتحدث عن أحكام قضائية منحت النظام المخلوع البراءة، واحمر وجهه ولوح بكل جسده حينما اقترب القضاة من عشيرته، ثوار يخرجون من مكتب النائب العام بكفالة آلاف الجنيهات، ومبارك يخلى سبيله بدون ضمانات، فقد منح الرئيس الفاشل حمايته لمبارك وفلوله، فى الوقت الذى قتل فيه الثوار وسحلهم وعذبهم.

الحلال والحرام عندهم أصبح مثل طبق الكشرى يستخدم وفقا لأغراضهم، قرض صندوق النقد الدولى كان ربا، ثم أصبح حلال بإجماع مشايخ العهر السياسى، الخروج عن الحاكم كان حرامًا شرعا، ثم أصبح حلالاً ضد مبارك، ثم كفرًا وإلحادًا لو كان ضد مرسى.

هل تعرف أن الكنيسة الأوروبية فى العصور الوسطى قتلت آلاف البشر بتهمة ممارسة الجنس مع الشيطان، كانت تهمة جاهزة للتخلص من الخصوم، يكفى فقط أن يتهمك قس بأنك مارست الجنس مع الشيطان، وحينما تسأله أين هذا الشيطان، يعطيك تهمة أخرى بأنك كافر لا تؤمن بالإنجيل لأنك تنكر وجود الشيطان، وفى نفس الوقت كانت الكنيسة تدير بيوت الدعارة بمباركة من الرب، هذه هى مصر المقبلة لو ظل هذا الفاشل يحكم المصريين، اصمدوا لثلاثة أيام فقط حتى يرحل هذا الكابوس عنا، اصمدوا لأيام حتى تستطيعوا النوم مطمئنين على أولادكم وبناتكم للسنوات القادمة.