زهير مخلوف : نبيل القروي بعد وفاة ابنه أصبح يحمل قيمة الحب والتضامن والاحساس بهموم المهمشين
اعتبر العضو السابق في هيئة الحقيقة و الكرامة و رئيس قائمة حزب قلب تونس المرشحة للانتخابات التشريعية عن دائرة نابل زهير مخلوف ان رئيس حزبه نبيل القروي تغير كثيرا بعد وفاة إبنه بـ180 درجة .
و قال زهير مخلوف في تدوينة نشرها عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ما يلي :
سألني عديد الأصدقاء عن سبب إنضمامي لحزب نبيل القروي" قلب تونس" وترأسي لقائمة نابل 2 عن هذا الحزب وجوابي ألخصه باقتضاب كالتالي :
1- لقد تغير نبيل القروي بعد وفاة ابنه 180 درجة وأحسست بهذا التغير الايجابي في أكثر من محطة وخاصة في آلاف التدخلات الصحية والطبية التي قام بها من خلال جمعية "خليل تونس" لصالح أشخاص عانوا كثيرا ولم تهتم بهم الدولة .
2- بعد وفاة ابنه قدم أعمال خيرية عديدة للطلبة وللفلاحين وللنساء وللمواطنين المهمشين في أقاصي البلاد وخاصة في المناطق التي قصّرت فيها الدولة عن أداء مهمتها وهمشتهم واحتقرتهم بشكل كبير حيث قام بحفر آبار عميقة في أكثر من مكان وذلك لتوفير الماء الصالح للشراب لآلاف المتساكنين .
3- بعد وفاة ابنه اشترى عشرات الشاحنات والسيارات لايصال المعونات للأماكن التي لم تقدر الدولة على الوصول إليها والاهتمام بمتساكنيها فيها. وقد بعث فيهم روح التضامن والتكافل وأشعرهم ببقاء الخير في أمة محمد وفتح لهم أبواب الأمل والعمل.
4- ورغم أن الدولة قد منعته من تنظيم قوافل صحية وافطارات جماعية وأمور خيرية أخرى إلا أنه استطاع أن يُمكّن الكثير من المواطنين من علاجات استعجالية ورواتب وأدوية ومعونات دفعت البعض لوسمها بشتى النعوت لتلهية الناس عمن أوصل التونسيين لمثل هذه الحالة من الفقر والاحتياج أعجزتهم عن تلبية ابسط ضرورات العيش الكريم .
5- بعد وفاة ابنه اصبح الرجل يحمل قيمة الحب والتضامن والاحساس بهموم المهمشين والمفقرين بشكل مبدئي وأخلاقي وايتيقي حقيقي في حين أن بعض السياسيين الآخرين من اتجاهات أخرى مغايرة أتوْا بأمور أقل ما يقال فيها أنها تافهة وسافلة ومضرة ومهلكة للبلاد والعباد .
6- بعد وفاة ابنه حاول نبيل القروي أن يوجه خط تحرير تلفزته في اتجاه العائلة واحترام الرابطة الاجتماعية والأسرية والعائلية بعيدا عن الاسفاف والابتذال وإفساد الأجيال .
7- بعد وفاة ابنه وجه اعلامه للالتصاق بهموم الجهات والمواطنين ومعاناة البسطاء الذين يتألمون ولا يجدون من ينقل صوتهم وهمومهم التي غصت بها الوقائع والأحداث من هنا وهناك وذلك من أجل تنبيه السلط ونقدها ومحاولة تجاوز المعضلات القائمة والبحث عن حلول لها .
8- بعد وفاة ابنه اكتشف ان السياسيين لا يعبؤون بهموم الفقراء والمهمشين ولا يبحثون الا على مصالحهم الخاصة أو الحزبية الضيقة فقرر أن يغير من معادلات السياسة ومسلماتها الهابطة .
9- أما أنا فبحثت عن ذاتي الخيرية التي نشأت عليها وترعرعت بها وفيها ولها عقودا طويلة وجُبلت عليها في أعماق دواخلي فوجدتها تعتمل في جمعية خليل تونس وهي الدافع الذي جعلني أعيد حساباتي ومواقفي الانطباعية القديمة حول أداء الرجل وفعله وصدقه أو مخاتلته فقررت مزيد البحث في الأمر برويّة واتزان فقادني ذلك إلى قناعة راسخة لا تهتز وهي ضرورة مراكمة هذا الفعل الخيري وتثمينه وتجويده من أجل المهمشين والضحايا والفقراء والتونسيين الذين يشبهونني فكان انخراطي في هذا المشروع.
10- وكانت طبيعتي الحقوقية التي تهتم بحالة المواطن التونسي المضطهد سياسيا أو أمنيا أو اقتصاديا عاملا إضافيا لانخراطي في هذا المشروع ،وطالما عهدت ربي سابقا وحاليا أن ابقى صوتا للمظلومين وللفقراء والمحتاجين بعيدا عن كذب الدجالين ونفاق المزايدين وتهويمات المضللين .
11- بعد الثورة وبعد زهاء عقد من الزمن عايشت فيه انحراف السياسيين الجدد الذين تم تخليقهم بسرعة رهيبة .
وعاينت فيه شتى فئات المتزعمين المحدثين الذين نبتوا من رحم المال الأجنبي المتعفن.
وتابعت شتى الثورجيين الذين يبشرون إما بالدعوشة الفكرية أو بالصهينة المسلكية او بالولاءات الخارجية أو بتكريس ثقافة التكاره والتباغظ المقرفة ، بعد كل ذلك شعرت ان الاكتفاء بالشأن الحقوقي فحسب في واقع تَمّتْ فيه دَمَقرطَة الدكتاتورية تحت شعار " قولوا ما شئتم ونحن نفعل ما نشاء " قد أصبح الأمر بعد ذلك لا يجدي نفعا ولا ينتج فعلا ولا يصلح أمرا ،ولهذا السبب بحثت عن بوابة الفعل السياسي لإنفاذ الحقوق، فوجدتها في قلب تونس مع مجموعة من الصادقين والمتظامنين والطيبين الذين لم تدنسهم خطايا السياسة ومسارب الحكم وهم كثر في حزب قلب تونس .
12- بحثت عن سبيل لأخلقة السياسة من خلال مجموعة جديدة تؤمن بهذه القيم وتعمل عليها في إطار حزب قوي متظامن موحّد حالم يحب الناس ويحبه الناس ولا يوهم الناس بالطهرية والمثالية كما تفعل الأحزاب الأخرى التي تتهم الاخرين تضليلا وزورا بالفساد في محاولة منها لاكتساب طهرية كاذبة.
13- بحثت عن دليل يقطع باثبات الاتهام ضد نبيل القروي وفتحت ملفه القضائي والمالي فلم أجد دليلا يؤكد الفساد أو حجيّة الاتهام وكل ما قيل عن تبييضه للأموال قد أبطلته الوثائق المقدمة من البنوك وهيئات الرقابة الجبائية التي عاينتها بأم العين ،كما أن كل الاتهامات المحالة على القطب القضائي قد تمّ نقضها ودحضها بالاثباتات والوثائق والأدلة وذلك بعد ثلاث سنوات من نشر القضية ووضعها في حالة انتظار عند أدراج المحاكم كما اتجه جميع الاقصائيين إلى ابتداع قانون استبعادي رهيب جندوا له كل امكانيات تمريره لكنهم فشلوا .
14- بعد أن تمّ تهميشي بشكل مقرف حين تصديت لأعداء الوطن والذين قايضوا وباعوا واشتروا بدم المستضعفين والضحايا في هيئة العدالة الانتقالية وكادوا يدفعون بالبلاد في أتون الفتنة الداخلية والانقسام المجتمعي وشككوا في كل شيء وحرفوا الحقيقة وزيفوا التاريخ ووظفوها أداة لامتهان هيبة الدولة والقضاء والبرلمان ،وحينها تأكدت ان الاصداع بالحقيقة القاطعة لا تجدي نفعا أمام التحيز الحزبي اللاوطني وأمام المغالبة والمطارحة السياسوية وأمام الأجنداة المقيتة فضلا عن أني لم أعد اطيق رؤية الفاسدين وهم يتسلقون كل الاحزاب للوصول للبرلمان التونسي ويبتدعون السياحة الحزبية والبرلمانية ثم يتنصلون من مسؤوليتهم الاخلاقية تجاه وطنهم وتجاه شعبهم وتجاه كل الذين انتخبوهم وتجاه أحزابهم وتجاه القضايا القومية والعروبية والانسانية حبا في محتل صهيوني يمتهن سيادة بلادنا ويغتال ويعتدي على شعبنا وأرضنا في أكثر من مناسبة ،لذلك قررت خوض هذه التجربة لعلها تعطي نموذجا لشخص يؤمن بالدور والمهمة الرسالية للبرلماني الصادق الذي يُغلّب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ومصلحة الوطن على المصلحة الذاتية، ولعلنا بذلك الصنيع قد نخرق القاعدة السائدة .
15 - لا أنسى أن والدتي ومنذ سنوات كانت تقول لي وتردد ان هذا الذي يظهر في التلفزة قد أعان هذا وعالج ذاك وأسكن الاخر ووووووو وكنت دائما اسخر منها لبساطة عقلها وانطباعية تقييمها إلى أن تابعت بعض هذه الحصص فتأكدت ان الأمر جدي ويحتاج الى نظر وتدقيق ،وأتساءل دائما هل أن هذا الاحساس هو احساس انطباعي عاطفي أم هو احساس ترسخ تدريجيا وغاص انطباعيا في الأعماق بشكل لا ارادي ؟؟.