مجلة ألمانية ترصد معاناة "العتالين" الأكراد في إيران

عربي ودولي

معاناة العتالين الأكراد
معاناة العتالين الأكراد

كشفت مجلة ألمانية أسبوعية النقاب عن استهداف عناصر قوات حرس الحدود الإيرانية 154 عتالا على مدار العام الماضي، رغم مناشدات من جانب منظمات حقوقية دولية فضلا عن الأمم المتحدة بهدف وضع حد لهذه الجريمة.

 

وأوضحت مجلة "دي تسايت" الألمانية في تقرير لها الإثنين، أن حياة هؤلاء العتالين الذين يعملون في نقل البضائع حدوديا مليئة بالخطر لكونهم يعملون في ظروف عمل غير آمنة.

 

وينحصر نطاق عملهم (العتالون) في السير بحذر لساعات كثيرة على أطراف المناطق الجبلية الوعرة الواقعة شمالا بين إيران والعراق، وسط خشيتهم من السقوط في أودية عميقة أو التعرض لإطلاق الرصاص من عناصر قوات حرس الحدود الإيراني ظنا بتهريبهم مخدرات أو أسلحة، بحسب المجلة الألمانية.

 

وذكرت "دي تسايت"، حسبما نقلت عنها صحيفة كيهان اللندنية (ناطقة بالفارسية ومقرها بريطانيا)، أن هؤلاء العتالين أغلبهم من عرقية الأكراد القاطنين في شمال إيران، في حين تنطوي صعوبة عملهم على حمل الشخص الواحد منهم أكياس بضائع قد تصل أوزانها إلى 100 كجم، ويقطع بها مسافات طويلة رغم صعوبة التضاريس.

 

وأشار التقرير إلى أن هذه المهنة لم تكن صعبة على هذا النحو مثلما أصبح الحال في الوقت الراهن، حيث يسعى العتال الواحد إلى كسب ما بين 10 إلى 25 دولارا أمريكيا يوميا، في مغامرة يومية قد تنتهي بمصرعه على غرار مقتل 48 عتالا وجرح 104 آخرين خلال الأشهر الماضية.

 

ويتوقف مكسب العتال على وزن حمولة البضائع التي يضعها أعلى ظهره، في حين يضطرون (العتالون) إلى دفع نفقات أخرى لتأمين سيارة لنقل البضائع التي بحوزتهم إلى التجار في الأسواق المحلية وإلا سيجبرون على تركها في العراء وسط الجبال.

 

ووثقت المجلة الألمانية صورا ترصد الظروف السيئة لهؤلاء العتالين، والتي حصلت عليها من مصورة فوتوغرافية إيرانية تدعي نفيسة زادة (30 عاما) والتي تستكمل دراستها بإحدى الجامعات الألمانية.

 

ويصل طول الحدود المشتركة بين إيران والعراق إلى نحو 1458 كم، في حين يتوقع أن تصل أعداد العاملين في مهنة العتالة الشاقة للغاية إلى 40 ألف شخص في المناطق الشمالية لإيران، وفقا لـ "دي تسايت".

 

ويفقد عشرات العتالين حياتهم على نحو متكرر سنويا، إثر وقائع إطلاق نار من قوات حرس الحدود الإيرانية في الغالب بدعوى تهريب أسلحة ومخدرات إلى داخل البلاد.