"نحلة" تسبب في أزمة دبلوماسية بين تركيا وبريطانيا.. وأوامر بقتلها
في واقعة غريبة من نوعها لا تخلو من الدهشة والطرافة، أمر مسؤولون حكوميون في بريطانيا بقتل نحلة تركية كانت قد حضرت إلى البلاد برفقة عائلة بريطانية بعد قضاء عطلة في تركيا، ظنًا منهم إنها قد تحمل فيروسات قد تؤثر على النحل البريطاني، وفي الوقت نفسه طالبت تركيا بـ"إعادة نحلتها".
سلالة نادرة
وتعتبر النحلة التركية من سلالة نادرة، وكانت قد أقامت خلية لها في منزل عائلة "توي" في بريستول غرب إنجلترا منذ عودتها من دالامان في تركيا بعد قضاء العائلة للإجازة.
بريطانيا تعتزم صيد الحشرة
وأعلنت وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية البريطانية، عن أنها تعتزم صيد الحشرة وتدميرها بسبب المخاطر المحتملة التي تشكلها على الأنواع المحلية من النحل.
وعثر على شرنقة من أربع على أريكة الغرفة الزجاجية بمنزل عائلة "توي"، وتعمل وكالة صحة الحيوان والنبات لالتقاط 4 شرانق متبقية لإجراء اختبارات الحمض النووي.
فيما ترتب على ذلك نقاش بين الخبراء حول ما إذا كانت الأنواع الأجنبية التي اكتشفت لأول مرة قبل عشر سنوات فقط تشكل بالفعل تهديدًا.
اختفاء النحلة الغازية
وقالت إميليا توي، 19 عامًا: "لقد نصحونا فعلياً بقتلها.. نصحوا أمي بالتقاطها وتجميدها، ولكن بعد ذلك لم تظهر، لذلك لم نتمكن من التقاط النحلة".
ومن جانبها، حذرت جمعية مربي النحل البريطانيين من أن هذا النوع من النحل يمكن أن يدمر السلالات المحلية للنحل من خلال نشر فيروسات فتاكة أو عن طريق التكاثر.
وتعتقد عائلة توي أن النحلة قد وصلت بالصدفة إلى المملكة المتحدة بعد أن وجدت طريقها إلى إحدى حقائبهم.
مخاطر على النحل البريطاني
ومن الممكن أن يتعرض النحل البريطاني للتهديد بعد أن أحضرت أسرة من مدينة بريستول، بطريق الخطأ، نحلة غريبة معها من رحلة في تركيا.
وظلت النحلة التركية على قيد الحياة مسافة تقارب 2000 ميل، وهي مخبأة في حقائب الأسرة، قبل أن تهيئ لنفسها شرنقة غير عادية في أريكة غرفة زجاجية في حديقة المنزل، ولكن النحلة، التي يعتقد أنها من فصيلة أوسميا أفوسيتا، اختفت الآن عن الأنظار.
وقال علماء لدى الحكومة إنهم سيحاولون "العثور على النحلة لتحديد نوعها رسميا قبل القضاء عليها".
وأوضحت أميليا توي أنها لاحظت وجود شرنقة على الأريكة، مكونة من بتلات الزهور، مضيفة: "بحثت في جوجل عن (شرنقة من البتلات)، فوجدتها على الفور، وعرفت أن هذا النوع من الشرانق يوجد فقط في تركيا، أو إيران، وساعتها عرفت أنها ليست من هنا".
وتعتقد أميليا، أن النحلة جاءت مع والديها اللذين كانا في إجازة في دالامان في تركيا، أوائل هذا الشهر.
قد تحمل فيروسات
ولكن النحلة اختفت قبل أن يتمكن العلماء التابعون إلى هيئة صحة الحيوان والنبات في بريطانيا من العثور عليها وتحديد هويتها.
ولا تمثل النحلة خطرًا على البشر، لكنها قد تحمل فيروسات، يمكن أن "تدمر النحل المحلي"، بحسب ما قاله مايكل هانت، من جمعية النحالين في مقاطعة غولستشير.
كونوا يقظين
وقال متحدث باسم هيئة صحة الحيوان والنبات إن الهيئة "ستتخذ إجراءً فوريًا للبحث عن أي شرنقة في البيت، ولتقييم الخبراء لها".
وتابع: "مازلنا يقظين، ونعمل مع وحدة النحل الوطنية، وشبكتها من المفتشين المنتشرين في البلاد لمراقبة الوضع".
فيما دعا البريطانيين المسافرين إلى البقاء يقظين، حينما يعدون حقائبهم للسفر أو للعودة من السفر إلى بريطانيا، للحيلولة دون دخول أنواع أجنبية من الحشرات إلى البلاد".
وأردف: "إذا لاحظتم وجود حشرة عند عودتكم، فيجب أن تبلغوا الجهات المختصة، بتواريخ سفركم والأماكن التي ذهبتم إليها خلال الإجازة، ومن الأفضل التقاط صورة للحشرة".
