ميليشيا الحوثي تهرب آثار اليمن إلى جهات إيرانية
سلطت صحيفة "الشرق الأوسط"، الضوء على عمليات النهب التي تقوم بها ميليشيات الحوثي الانقلابية في قطاع الآثار والمخطوطات في صنعاء، حيث تقوم بتهريبها إلى جهات إيرانية.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، اليوم الإثنين،
إن "الميليشيات الحوثية تقوم بنهب وتهريب كميات ضخمة من المخطوطات الأثرية القيمة
الموجودة في مكتبات المساجد التاريخية، إضافةً غلى القيام بأعمال تدمير ممنهجة لمئات
المخطوطات القديمة التي تتعارض مع أفكار الجماعة الطائفية".
وحذر عاملون في مجال الآثار في صنعاء من
مغبة استمرار عبث الميليشيات الحوثية بالمخطوطات الواقعة تحت سيطرتها، بعد إخراجها
بذريعة الترميم، بما في ذلك أقدم نسخة مخطوطة من القرآن الكريم عثر عليها في الجامع
الكبير في صنعاء.
وأوضح أكاديميون وناشطون، أن هدف الميليشيات
من تكثيف جهودها في مجال الآثار والمخطوطات هو تهريبها إلى جهات إيرانية ومرجعيات في
الحوزات الخمينية، إلى جانب سعي الجماعة إلى إخفاء كافة المخطوطات التي تتعارض مع أفكارها
الطائفية، أو تلك التي تدل على الإرث الحضاري والثقافي لليمن.
وأكدت مصادر مطلعة، أن الميليشيات الانقلابية
تقوم بالتنقيب في الجوامع التاريخية والأثرية بصنعاء، وفي شبام كوكبان بالمحويت، وفي
كل من مساجد صعدة وذمار وزبيد وصنعاء القديمة وجبلة والجند، حيث تحتوي الجوامع على
كميات ضخمة من المخطوطات وتمثل ذاكرة اليمن عبر القرون الماضية.
وناشد أكاديميون وناشطون يمنيون منظمة اليونيسكو،
وكل المنظمات الدولية المهتمة بالآثار، لسرعة التدخل وإيقاف العبث الحوثي بالمخطوطات
اليمنية، والتي تعد من أندر المخطوطات عالمياً في مختلف المجالات والعلوم، داعين إلى
وضع حد لعمليات التهريب والإخفاء والاتجار المنظم بالمخطوطات اليمنية من قبل الجماعة
الموالية لإيران.
الجامع الكبير
وأشارت الصحيفة، إلى أن ميليشيا الحوثي
الإرهابية، كثفت من أعمال البحث والتنقيب عن الآثار والمخطوطات وبصائر الوقف في الجامع
الكبير، حيث يستهدف التنقيب مخازن المخطوطات في جدران الجامع الذي يعد أقدم جامع في
اليمن، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الأول الهجري.
ويقول سكان في صنعاء، إن ميليشيات الحوثي
لم تكتف بنهب المخطوطات والتنقيب في المواقع الأثرية ومصادرتها، بل شنت حملات على العائلات
والأهالي الذين يملكون كتباً ومخطوطات ورثوها عن أجدادهم وفتحت تحقيقات معهم، وقامت
بمصادرة ما وجدوه لصالح المكتبات الخاصة بالقيادات الحوثية.
وتضم مدينة زبيد، وحدها أكثر من 26 مكتبة
خاصة وعامة، غالبيتها أغلقت بسبب ممارسات الميليشيات الحوثية وابتزازهم ونهبهم، إضافةً
إلى عدم قدرة ملاكها على دفع حقوق ورواتب الموظفين والعاملين فيها.
ويقدر عدد المخطوطات في مدينة زبيد وحدها بأكثر من 10 آلاف مخطوط في علوم الجبر والتاريخ والحديث والأنساب والرياضيات وعلم الحساب والطب، وغيرها.