شركة جوجل العالمية تستضيف الدكتورة رانيا المشاط ضمن القادة البارزين وصناع التغيير الحديث في "talks @ google"
اختارت شركة جوجل العالمية، وزيرة السياحة المصرية لمسيرتها العلمية والعملية الرائدة لتكون ضمن الشخصيات البارزة والملهمة التي تستضيفها في Talks@Google، والجدير بالذكر أن الدكتورة رانيا المشاط أول مصرية تستضيفها شركة جوجل في Talks @Google، وقامت الشركة بنشر حديث الدكتورة رانيا المشاط في Talks @Google علي حسابي تويتر ويوتيوب الخاصين بالشركة.
وقد تناولت الجلسة جوانب من حياة الوزيرة المهنية ودراستها في الجامعة وتخصصها في الاقتصاد حيث حصلت على الدكتوراه فى الاقتصاد الدولي من الولايات المتحدة الأمريكية فى سن ٢٥ عاما، وتدرجت العديد من المناصب الهامة حيث كانت أصغر اقتصادي يلتحق بصندوق النقد الدولى وذلك بعد حصولها على درجة الدكتوراه مباشرةً، وبعد خمس سنوات أصبحت أول وأصغر وكيل محافظ البنك المركزى المصرى للسياسة النقدية لمدة ١١ عاماً قبل أن تعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتتقلد منصب مستشار كبير اقتصاديي صندوق النقد الدولي حتى تم اختيارها كأول وأصغر امرأة تتولي مسؤلية وزارة السياحة في الحكومة المصرية في يناير ٢٠١٨.
كما تناولت الجلسة جوانب من حياة الوزيرة الشخصية منذ نشأتها، وأهمية الدور الذي تلعبه الأسرة في دعم النجاح، ودور المرأة في النهوض بالمجتمعات.
وقد استضافت Talks @Google العديد من القيادات والشخصيات العالمية البارزة في مجالات عديدة سياسية ورياضية وفنية وإعلامية ومنهم علي سبيل المثال وليس الحصر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وهيلاري كلينتون، وديڤيد بيكهام، والمفكر الأمريكي نعوم تشومسكي،والمغنية الشهيرة الحاصلة علي الأوسكار ليدي جاجا، والممثل رايين رونلدز والمذيع أنثوني بوردين.
بدأت الوزيرة الحديث بالتأكيد على أهمية التسلح بالعلم، والتركيز في الدراسة وأشارت إلى أن الحصول على الشهادات العليا يعد وثيقة تعزز من مصداقية الإنسان في حياته العملية.
وقالت: إن دراستي في الخارج وعملي في صندوق النقد الدولي كانت بالنسبة لي دائما الوسيلة للتعلم واكتساب الخبرات لأعود مرة أخرى لخدمة بلدي.
وأكدت الوزيرة على أهمية تحديد الأهداف والعمل الجاد والسعي الدائم والإصرار على تحقيق تلك الأهداف، مشيرة الى أن الطريق الى النجاح مليء بالعقبات التي يجب على الإنسان ان يتغلب عليها ليحقق احلامه وطموحاته، وقالت "اعقد النية.. وسيتحالف الكون من اجلك".
وأوضحت الوزيرة أن لديها أربعة مفاهيم تتبناها في حياتها العملية ولها أثر إيجابي في نجاحها، وهي: الكفاءة مشيرة إلى أهمية الشغف بالعمل والتسلح بالخبرة والضمير؛ التواصل، لافتة إلى أهمية العلاقات الإنسانية وان يكون لديك شبكة من المعارف؛ والثقة النابعة من الكفاءة موضحة أهمية تبادل العلم والخبرات بين الناس؛ وأخيرًا، وليس آخرًا، الإلهام، والمرونة في التعامل مع الناس في المواقف المختلفة.
وأكدت الوزيرة على أن كونها امرأة لم يكن أبداً حائلا أمام نجاحها في اي من المناصب التي تولتها؛ مشيرة الى الدور الذي لعبته المرأة المصرية في المجتمع على مر العصور.
وعن قطاع السياحة في مصر أشارت الوزيرة إلى أن القطاع يأتي علي رأس أولويات القيادة السياسية، لافتة الى أن الدولة المصرية أصبحت الآن تنظر لقطاع السياحة المصري بمنظور اقتصادي، حيث انه يمثل 20 % من الناتج الإجمالي المحلي لمصر، و10 % من الناتج الإجمالي المحلي العالمي، كما انه يمثل 30 % من الصادرات الخدمية حول العالم، بالإضافة الى أنه يوفر 1\10 من كل فرصة عمل حول العالم.
وأضافت أنها استطاعت أن تطوع ما تعلمته في الاقتصاد وخبرتها والمهارات التي اكتسبتها من عملها في المؤسسات الدولية لتطوير هذا القطاع الهام الذي يمس حياة الناس، والنظر اليه من منظور كلي، فالسياحة ليست مجرد ارقام، السياحة صادرة خدمية، وقالت إن هدفها أن يعمل فرد على الاقل من كل اسرة مصرية في قطاع السياحة سواء عن طريق الأنشطة ذات الصلة المباشرة بالقطاع او غير المباشرة.
وقالت إن ما فعلته عندما تولت مسئولية الوزارة، هو أنها حددت الهدف أمامها وهو تغيير الصورة النمطية للسياحة المصرية لتكون اكثر عصرية، والعمل على استخدام الأساليب الحديثة في ادارة هذا القطاع الحيوي، وقامت الوزيرة وفريق عملها بوضع برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة و تحقيق تنمية سياحية مستدامة بما يتوافق مع أهداف الأمم المتحدة، وتضافرت جهود الدولة والقطاع الخاص لإنجاحه، مشيرة الى انه يرتكز على خمسة محاور رئيسية وهي الإصلاح المؤسسي، والإصلاح التشريعي، وتطوير البنية التحتية والاستثمار، وتحديث آليات الترويج للسياحة، ومواكبة الاتجاهات العالمية الحديثة.
وأشارت الوزيرة الى قيام السيد زوراب بولوليكاشفيلي أمين عام منظمة السياحة العالمية باهداء فخامة الرئيس السيسي درعاً من المنظمة تقديرا منها لدعمه قطاع السياحة المصري من خلال اطلاق برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة المصري و إسهامه في استراتيجية ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة.
وفيما يخص الجانب الأمني؛ قالت الوزيرة إن مصر تنعم بالاستقرار الأمني والسياسي، مؤكدة على حرص الدولة المصرية للاستثمار في المجال الامني.
وأشارت الى إشادة العديد من المؤسسات الدولية بالإجراءات الإصلاحية الهامة التي اتخذتها مصر لتطوير قطاع السياحة المصري، ومن بينها حصول مصر علي جائزة "الريادة الدولية في السياحة" من المجلس الدولي للسياحة والسفر WTTC، وذلك تقديرا لجهود الدولة في تعزيز قطاع السياحة المصري ليكون اكثر صلابة وقدرة علي مواجهة الازمات.
وقالت إن استعادة مصر لمكانتها على خريطة السياحة العالمية يؤكده ايضا ارتفاع مؤشرات السياحة الوافدة الى مصر من مختلف دول العالم .
وأكدت الوزيرة أهمية مواكبة الثورة الصناعية الرابعة، موضحة أنه في قطاع السياحة وضعت الوزارة صوب أعينها تطوير القطاع ليواكب الاتجاهات العالمية الحديثة مثل الاستدامة والسياحة الخضراء وتمكين المرأة والشباب ودعم المشروعات الناشئة المبتكرة، و استخدام للتكنولوچيا الحديثة لمواكبة التطورات التي طرأت على صناعة السياحة عالميا.
كما تطرقت الوزيرة للحديث عن الحملة الترويجية لمصر بالخارج والتي تقوم علي ثلاثة محاور رئيسية وهي People To People (P2P) والتي تهدف الى اظهار الجانب المعاصر لمصر، فهي توضح ان بمصر نماذجاً بارزةً من فنانين وموسيقيين وغيرهم، بالإضافة إلى ان هذه الحملة تعكس قيم السلام والتقدم ، مشيرة الى ان السائح او المسافر اصبح يبحث الآن عن تجربة جديدة في رحلته يتواصل خلالها مع الناس في الأماكن التي يزورها ويتعرف على ثقافتهم، كما أكدت على ان هذه الحملة موجهة، ليس للخارج فحسب، ولكن ايضا للمصريين لتعريفهم بشكل اكبر بثقافتهم وتراثهم الأصيل وتعزيز روح الانتماء لديهم.
والمحور الثاني للحملة هو Branding By Destination والذي يهدف الى الترويج لكل مدينة سياحية على حدة وإبراز ما تتميز به من مقومات سياحي وتراثية وثقافيةوعادات وتقاليد، والمحور الثالث هو الترويج للمتحف المصري الكبير الذي سيتم افتتاحه العام القادم 2020 GEM.
وأوضحت الدكتورة رانيا المشاط أن المتحف المصري الكبير سيكون اكبر متحف في العالم مخصصاً لحضارة واحدة، مشيرة الى أنه يعتبر نموذجاً للمزج بين الأصالة والحداثة؛ حيث أنه يضم بين جنباته الاثار والكنوز المصرية في مبنى مصمم بشكل حديث ومعاصر، واضافت أن المتحف سيعرض لأول مرة المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك توت عنخ آمون، مشيرة الى موقعه المتميز أمام اهرامات الجيزة.
وفي سؤال عن الأماكن المفضلة لديها في مصر؛ أشارت الوزيرة الي انها تعشق كل مكان في مصر، فكل مكان فيها له جماله وخصوصيته التي يتفرد بها.
وتم خلال اللقاء فتح باب النقاش مع الحضور الذين حرصوا على طرح الأسئلة للاستفادة من التجارب الكثيرة الناجحة للدكتورة رانيا المشاط خلال مسيرتها.