كاتب أمريكي: إيران تحاول إقناع أوروبا بالألتفاف على العقوبات
قال الكاتب والمحلل السياسي أميتاي إتزيوني، في تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست"، أن إيران تحاول جاهدة خلال الفترة الأخيرة إقناع الاتحاد الأوروبي، الالتفاف حول العقوبات الأمريكية التي أنهكت اقتصادها، إلا أنها لم تتمكن من ذلك، فقررت اللجوء إلى العمليات الاستفزازية في بحر الخليج العربي وخليج عمان.
ويوضح إتزيوني
قائلاً: "قام الحرس الثوري الإيراني بزرع ألغام على ناقلات النفط، ولكن فوق خط
المياه ، وبالتالي لم تغرق الصهاريج ولم تقع خسائر في الأرواح، ثم اعترف بأنه أسقطت
طائرة أمريكية بدون طيار، بزعم أنها كانت تحلق فوق الأراضي الإيرانية" .
وأدت هذه الاعتداءات
إلى استجابة غربية ضعيفة للغاية، لذا قررت إيران أن تصعد أكثر فأكثر، واعترفت صراحة
بأنها تخصب اليورانيوم، وبدأت تتدخل في حركة مرور الناقلات في مضيق هرمز"، بحسب
الكاتب .
ويشير التقرير
إلى أنه على الرغم من كل تلك الاستفزازات، والتي كانت تحاول خلالها إيران إرسال رسالة
مفادها لأنها مستعدة لأي ردة فعل كانت، إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
تحاول عدم الاستجابة، بس فرضت مزيداً من العقوبات على طهران، كانت آخرها إدراج وزير
الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على قائمة الإرهاب الدولي.
ويقول إتزيوني
نقلاً عن مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن "إحباط إيران الأكبر
في الوقت الحالي قد يكون عبر إنكار وجودها من الأصل، برغم استفزازاتها المستمرة، نحن
لا نريد المواجهة التي يبدو أنها تريدها"، وهذا ما أشار إليه الجنرال كينيث إف
ماكنزي جونيور، قائد القيادة المركزية الأمريكية قائلاً: "علينا ألا نقع في فخ
رد الفعل المفرط. لذلك سيكون ردنا هادئاً للغاية، يتم اتخاذه بالتنسيق مع المجتمع الدولي".
ويلفت التقرير
إلى أنه بعد استيلاء إيران على ناقلة النفط البريطانية، قال وزير الخارجية البريطاني
جيريمي هانت إن بلاده لا تسعى إلى تفاقم الوضع، "لا نبحث عن خيارات عسكرية. بل
ننظر إلى طريقة دبلوماسية لحل الوضع".
لكن إتزيوني، صاحب
كتاب "استعادة الوطنية"، يرى أنه من خلال إعلان إمكانية حدوث العمل العسكري
مقدماً، بالرغم من أنه ليس مطلوباً الآن، فذلك ربما سيزيد من فرص نجاح الدبلوماسية.
ويضيف "قد
تحل الدبلوماسية الأزمة الحالية فور الإعلان عن هذه الخطوط العريضة. فربما ستسمح المملكة
المتحدة بإطلاق سراح ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة في جبل طارق طالما لن تتوجه إلى
سوريا، وقد تقوم إيران بعد ذلك بإطلاق سراح ناقلة النفط البريطانية".
ومع ذلك، يقول
التقرير: "سيبقى الوضع الأساسي هو أن إيران تطارد تحت وطأة العقوبات. لذلك يجب
توقع استمرار سعيها إلى زيادة العمليات الاستفزازية، وقد تستمر في محاولة منع الاتحاد
الأوروبي من التحالف مع الولايات المتحدة من خلال عرض التفاوض، بشروط ستعتبرها واشنطن
غير مقبولة على الإطلاق".
ويضيف الكاتب
"طالما أن الولايات المتحدة ترفض استفزازات إيران، ومحاولاتها الحصول على أسلحة
نووية وصواريخ بعيدة المدى، واستخدام مواردها لدعم الإرهاب في جميع أنحاء المنطقة،
فسيتعين عليها أن ترد بكل قوة".