انتصارات الجيش الليبي تمزق صفوف تحالف الوفاق والإخوان

عربي ودولي

الجيش الليبي
الجيش الليبي


من الواضح أن المخططات الخبيثة لقطر  لتصعيد جماعة الإخوان في ليبيا بات على مشارف الإنهيار، نظرًا للخلافات التي بدأت تظهر في صفوف أذرع الجماعة الإرهابية.

 

نجاح قوات الجيش الوطني الليبي في تحقيق انتصارات في طرابلس، أظهر مدى الشقاق والخلافات بين حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج من جانب، والإخوان من جانبٍ آخر، خاصة بعد رفض وزير الداخلية فتحي باشاغا الاعتراف بالهزيمة واعتراضه على مساعي السراج لوقف الاشتباكات مع قوات حفتر.

 

وأكد فتحي باشاغا  وزير الداخلية في حكومة الوفاق، أن محاولة التهدئة التي يقودها فايز السراج تعد اعتراف رسمي بهزيمة مليشياتهم أمام قوات الجيش الوطني الليبي في طرابلس ومصراته.

 

وتراجعت حكومة الوفاق في 30 يوليو 2019 عن قرارها بالإفراج عن رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي، في ظل رفض الإخوان لذلك القرار الذي اعتبروه مخالفًا للقانون الليبي، كما اعتبر الناطق باسم لواء الصمود التابع لصلاح بادي "الإرهابي الليبي المفروض عليه عقوبات أمريكية" أن ذلك القرار يُربك الرأي العام.

 

هذا بجانب انتقاد أعضاء الجماعة لطريقة تعامل السراج مع معركة طوفان الكرامة التي أطلقها الجيش الوطني في مطلع أبريل الماضي؛ بهدف تحرير طرابلس من المليشيات المسلحة المدعومة من حكومة الوفاق، وهو ما تجلّى بشكل كبير في منتصف يوليو مع إعلان بعض أعضاء مجلس الدولة المحسوبين على تيار الإخوان رفضهم أسلوب إدارة حكومة الوفاق للمعركة، حيث اعتبر الإخواني عبدالرحمن الشاطر عضو مجلس الدولة، أن هناك عدم تناغم في الأداء بين العمل العسكري والعمل السياسي، ففي حين اكتفى السراج بإعلان النفير العام عسكريا بقيت الأذرع السياسية والدبلوماسية شبه معطلة.

 

الاعتراضات الإخوانية زادت من التكهنات حول انقسام حكومة الوفاق إلى تيارين متعارضين؛ أحدهما يقوده فايز السراج، والآخر يقود وزير الداخلية فتحي باشاغا المحسوب على تيار الإخوان، وهو ما يعكس انقساما كبيرا من الداخل، خاصة في ظل إصرار الإخوان على رفض أية مبادرات للتهدئة مع الجيش الوطني الليبي، ورفض أي مقاربات خاصة بوقف إطلاق النار، وهو ما يتجلّى بشكل واضح في تصريحات القيادي في حزب العدالة والبناء الإخواني خالد المشري الذي يشغل منصب رئيس مجلس الدولة الليبي، والذي أكد أن مجلسه غير مستعد للحوار على الرغم من إعلان السراج في وقت سابق نيته للحوار.

 

ويرى  العديد من المحليين السياسيين أن هذا الانقسام  الواضح في صفوف حكومة الوفاق من شأنه أن يكون أحد أسباب التعجيل بحسم معركة طوفان الكرامة في المدى المنظور، خاصةً في ظل نجاح الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر على إدارة المعركة بشكل ناجح على المستويين السياسي والعسكري، وهو ما قد يُمهّد لتحول الخلافات بين السراج والإخوان من خلافات سياسية إلى مواجهات عسكرية، خاصةً في ظل وجود عداءات سابقة بين بعض تلك المليشيات والسراج في ظل هشاشة التحالف القائم بين الطرفين والمَبني بشكل رئيسي على إسقاط الجيش الوطني والإبقاء على سطوة ونفوذ المليشيات المسلحة بالتحديد في العاصمة طرابلس.