ضيوف الرحمن يزورن مآثر المدينة المنورة.. ويسجلون انطباعاتهم
كشفت المديرية العامّة للجوازات، اليوم الثلاثاء، عن أن عدد الحجاج القادمين لأداء المناسك من الخارج عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية، منذ بدء القدوم وحتى نهاية يوم أمس الخميس، وصل إلى (1.168.203) حجاج.
وأوضحت المديرية (وفق وكالة الأنباء السعودية)، أن عدد الحجاج القادمين عن طريق الجو بلغ (1.095.584) حاجًّا، وقدم عن طريق البر (60.886) حاجًّا، وعبر البحر (11.733) حاجًّا، بزيادة (110.327) حاجًّا عن الفترة نفسها من العام الماضي بنحو 10% تقريبًا.
ويحرص زوار المدينة المنورة من ضيوف الرحمن على استغلال أوقاتهم بزيارة المساجد والمآثر الإسلامية وأداء الصلاة فيها واستذكار الأجواء الروحانية والسيرة المباركة لعهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولأصحابه الميامين، رضوان الله عليهم أجمعين.
ويتصدر هذه المساجد مسجد قباء، الذي يعد أول مسجد أسس على التقوى، وهو مهوًى لضيوف الرحمن، والذي يحرص الحجاج على زيارته وأداء ركعتي السنة فيه، حيث شارك الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في بناء مسجد قباء الذي يبعد عن المسجد النبويّ زهاء نصف ساعة مشيًا على الأقدام.
وتم تجديد المسجد في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وزاد فيه، ولما اعتراه الخراب جدّده من بعده الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز، عندما كان أميرًا على المدينة المنورة وأقام له مئذنة عام 87/ 93هـ.
وتوالت التوسعات على المسجد وصولًا للعهد السعودي الذي تمّت فيه أكبر توسعة لمسجد قباء ليستوعب عشرين ألف مصل، وخصص الجزء الشماليّ منه ليكون مصلى للنساء بطاقة استيعابية تصل إلى 7000 مصلّى.
والمسجد مستطيل الشكل، وقد روعي في تصميم المسجد أن يكون به فناء داخليّ يتوسط المسجد تفتح عليه جميع المداخل، وخصص الجزء الشمالي منه ليكون مصلى للنساء بمداخل منفصلة وبعيدة عن مداخل الرجال، وهو من دورين حتى يتسع للنساء مرتادات المسجد.
وللمسجد له أربع مآذن وملحق به سكن للأئمة والمؤذنين ومكتبة، وسقف المسجد على شكل سلسلة من القباب عددها 62 قبة القبة الرئيسية بارتفاع 25م، ويحيط بها خمس قباب ارتفاع كل واحدة منها 20م، وأما باقي القباب فبارتفاع 12م وعدد المداخل سبعة رئيسة و12 مدخلًا فرعيًّا.
وأصبحت الأبواب تفتح طوال اليوم بدءًا من ليلة 14 ربيع الآخر 1440هـ، وذلك إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما يوجد بالمسجد سوق تجاريّ مساحته 450 مترًا مربعًا به 12 محلًا.
وفي المسجد دورات مياه للرجال عددها 64 دورة ووحدات للوضوء عددها 34 وحدة ودورات النساء 32 دورة، ولمسجد قباء فضل عظيم فقد ورد فيه قول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء، وصلى فيه كان له كأجر عمرة.
وثمّن عدد من حجاج بيت الله الحرام الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- والخدمات الميسرة لضيوف الرحمن زوار مسجد رسوله، صلى الله عليه وسلم.
وعبّر الحاج ثروت علي إبراهيم (من مصر) عن سعادته الكبيرة لأداء مناسك الحج للمرة الأولى وسط هذه الخدمات الجليلة وهذه التسهيلات التي لم يتوقعها بالرغم من أنه سمع بها لكنه رآها بنفسه، مشيدًا في الوقت ذاته بالجهود الكبيرة من حكومة خادم الحرمين الشريفين.
وأشاد بجميع النواحي الخدماتية والأمنية والتوسعات الكبيرة مما سهل لجميع الحجاج أداء شعائرهم بكل يسر محاطة بالأمن والأمان، بينما أعرب مجموعة من الحجاج الباكستانيين عن شكرهم لخادم الحرمين وسمو ولي عهده لكل الخدمات والتسهيلات التي يقدمونها لضيوف الرحمن.
وثمّن الحجاج مبادرة طريق مكة، التي تدل بالفعل على حرص قيادة المملكة للارتقاء بمستوى جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتيسير أداء مناسكهم وحقيقة تفخر الأمة الإسلامية جميعها، بالدور الريادي الذي تؤديه المملكة وقيادتها في خدمة الإسلام والمسلمين والعناية بالحرمين.
أما الحاجة حفيظة بوشلة (من المغرب) فتقول: أول مرة أؤدي الحج، وكنت أشاهد دومًا الحجيج على التلفاز والخدمات تحيط بهم، لكن ما رايته في أرض الواقع يختلف كليًّا، لقد وجدت أحسن استقبال وبحفاوة كبيرة بتقديم الهدايا لنا ونثر الورود لحظة دخولنا صالة الحجاج بمطار المدينة المنورة وتسهيل يفوق الوصف.
وأضافت: لم أتمالك نفسي وأنا أصلي في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكذلك في أول مسجد بناه عليه أفضل الصلاة والتسليم، مسجد قباء، فأجهشت بالبكاء وسط أفضل وأجل الخدمات التي توفرها حكومة المملكة.
وتابعت: تضرعت لله -عز وجل- أن يحفظ المملكة العربية السعودية هذا البلد المبارك بقائدها الكريم وشعبها ومسؤوليها من كل مكروه، وأن يجزيهم أفضل الجزاء لما يقدمونه من خدمات وتسهيلات كبيرة وعظيمة، مشيدة بتواجد رجال الأمن في المسجد النبوي والأسواق وأماكن المزارات مما أشعرنا فعلًا بالأمن والأمان ونحن نتنقل من مكان إلى آخر.
وأشاد الحاج رشيد حسن أحمد (من السودان) بالتطور الكبير في الخدمات والتسهيلات المقدمة للضيوف الرحمن والزائرين والتنظيم الجميل والرائع داخل المسجد النبوي وخارجه، لا سيما الجهود الكبيرة لرجال الأمن من حفظ للأمن، في ظل وجود أعداد هائلة من المصلين.
وعبرت مجموعة أخرى من حجاج دولة «مالي»، عن انبهارها بالتنظيم الرائع في الدخول والخروج من وإلى المسجد النبوي وجهود رجال الأمن في تنظيم الحجاج ووجودهم في جميع الأماكن للتنظيم والتخفيف من الزحام.
وشكروا رجال الكشافة لإصرارهم -بأسلوب حضاري وجميل- على مساعدة كبار السن وإرشادهم لأماكنهم عبر عربات تسهل للحاج تنقله أينما يريد إلى جانب الخدمات الصحية المتوفرة في المراكز حول المسجد النبوي الشريف، وكذلك التواجد الأمني، ما يؤكد مدى عناية القائمين على هذه الخدمات المتنوعة والعظيمة من إخلاص وتفانٍ في خدمة ضيف الرحمن وتقديم كل ما يحتاجه كل حاج وزائر.