قطر ترعى تنظيم الإخوان في السودان
يخطط تنظيم الحمدين
الحاكم في الدوحة لتشكيل "جبهة إخوانية" جديدة في السودان، لتحل مكان الحركة
الإسلامية السياسية التي عزلها السودانيون بانتفاضة شعبية أيدتها القوات المسلحة.
ويقضي المخطط القطري
بدمج الأحزاب السودانية ذات الخلفية الإخوانية في جبهة عريضة، على أن تحمل اسماً ليست
له أي دلالات "إسلامية"، بغرض تمويه الرأي العام المحلي، والحصول على تأييده.
والأحزاب السودانية
التي تقود هذا المخطط هي "المؤتمر الشعبي" الذي أسسه الراحل حسن الترابي
مؤسس الحركة الإسلامية السياسية وحزب "حركة الإصلاح الآن" الذي يتزعمه الإخواني
غازي صالح الدين، و"منبر السلام العادل" الذي يقوده الطيب مصطفى خال الرئيس
المعزول عمر البشير.
كما يشمل المخطط
ما يسمى "تيار الشريعة ودولة القانون" الذي يقوده الإخواني المؤيد لتنظيم
داعش الإرهابي محمد علي الجزولي، والمتطرف عبدالحي يوسف، وقوى سياسية أخرى كانت متحالفة
مع نظام البشير، وكانت تعرف محليا بـ"أحزاب الفكة".
وأشارت مصادر إلى
أن المخطط القطري الذي بدأ منذ عزل البشير في 11 أبريل/نيسان الماضي شارف على نهايته،
وأن الجبهة الإخوانية سيتم الإعلان عنها قريبا.
وطبقاً لمعلومات
وفقا "العين الإخبارية" فإن اجتماعاً عقد قبل أسبوعين في إحدى بنايات الحركة
الإسلامية السياسية بالعاصمة الخرطوم ضم نحو 1500 من منسوبي نظام المؤتمر الوطني الإخواني
المعزول، وتوافقوا على تغيير اسم حزبهم ضمن التوجه الجديد، كما ناقشوا مخطط الاندماج
القطري.
ومع استئناف الدراسة
في الجامعات السودانية بعد توقف دام نحو 6 أشهر نفذ طلاب تنظيم الإخوان أول نشاط علني
لهم منذ عزل البشير بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.
وضم النشاط طلابا
ينتمون إلى المؤتمر الوطني والشعبي، ملوحين بأن "تيارا إسلاميا عريضا" على
الطريق، وهو ما يعكس حقيقة مخططات الدوحة الخبيثة.
ووفق المعلومات
فإن المخطط القطري يسانده صحفيون سودانيون تابعون للتنظيم الإخواني، بعضهم مرابط في
الدوحة لأشهر، وآخرون موجودون بالداخل، ويعملون حالياً على تبييض صورة قطر داخل الخرطوم
من خلال كتابات مسمومة في الصحف المحلية.
ويرى مراقبون أن
التحالف الإخواني الذي تسعى إليه قطر سيكون على غرار ما حدث في تونس، بإعطائه اسماً
ليس ذا صلة بالحركة الإسلامية السياسية، بغرض التمويه وخداع الرأي العام السوداني والحصول
على مؤيدين.
لكن هذا الشيء
عصي على التحقق، حيث يشدد مهتمون بالشأن السوداني على أن الذاكرة السودانية تحفظ تماماً
رموز الإخوان ومعاونيهم في الحكم خلال 3 عقود ماضية، ولا يمكن أن تنطلي عليهم أي خدعة
جديدة.
ومنذ سقوط البشير
في 11 أبريل الماضي ظلت قطر في حالة تخبط سياسي ودبلوماسي من أجل استعادة نفوذها في
السودان، ولكن إلى الآن تواجه تحركاتها الفشل الذريع.
وبجانب سعيها للم
شمل بقايا الإخوان في كيان واحد، فإن دوائر سودانية تتهم قطر بالعمل على إفشال خطوات
التوافق السياسي بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، حتى يتسنى لهم العودة إلى
المشهد السياسي في السودان من جديد.