"تأميم قناة السويس".. كيف رد ناصر كرامة المصريين بقراره التاريخي؟
في مثل هذا اليوم من كل عام، يحتفل المصريون بذكرى تأميم قناة السويس عام 1965، وهو اليوم الذي يمثل العزة والكرامة لكل مصري، بعد إعلان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بميدان المنشية بمحافظة الأسكندرية قراره بتأميم قناة السويس.
ذاكرة تلك اليوم تحمل العديد من الكواليس والأحداث المثيرة،
التي مازالت تروى حتى الآن وستظل تروى للأجيال القادمة لتذكرتهم باليوم الذي استردت
فيه مصر كرامتها وأبهرت العالم بأجمعه.
قرض السد العالي
بعد أن رفضت الولايات المتحدة الأمريكية، منح مصر قرض لبناء
السد العالي، والاستهانة بالدولة المصرية ثم تبعتها بريطانيا والبنك الدولي، قدمت حينها
بريطانيا احتجاجًا لكن رفضه جمال عبد الناصر على أساس أن التأميم عمل من أعمال السيادة
المصرية.
وأعقب ذلك القرار قيام هيئة المنتفعين بقناة السويس بسحب
المرشدين الأجانب بالقناة لإثبات أن مصر غير قادرة على إدارة القناة بمفردها، ولكن
على النقيض تماماً ماحدث.
اجتماع مجلس قيادة الثورة
فقبل خطاب التأميم، استدعى الرئيس عبد الناصر مجلس الوزراء
وأعضاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو للاجتماع، وأبلغهم بقرار تأميم القناة، فانقسم المجتمعون
حوله، وانتهى الاجتماع بقوله: "أريد أن أكون منصفًا لكم جميعًا، فأسجل هنا أننى
أتحمل مسؤولية قرار التأميم، وللشعب المصرى والتاريخ أن يحاسبنى عليه، فلست أريد لأحد
منكم أن يتحمل مسؤولية قرار خطير لم يعرف به إلا قبل إعلانه بوقت قصير".
خطاب عبد الناصر التاريخي
ثم بدأ الرئيس جمال عبد الناصر خطابه التاريخى، فى تمام الساعة
الثامنة والنصف من مساء يوم 26 يوليو، واستغرق 3 ساعات، وأنصت إليه العالم، وشمل شرحا
وافيا لقصة مصر مع القناة منذ حفرها بسواعد المصريين الفقراء، وسيطرة فرنسا وبريطانيا
عليها.
"ديليسبس" كلمة السر
و كانت كلمة "ديلسبس" فى الخطاب هى كلمة السر المتفق
عليها لبدء تنفيذ عملية التأميم فور نطق الرئيس الراحل عبد الناصر بها.
ثم خشى الرئيس عبد
الناصر أن تفلت كلمة السر من أسماع المجموعة المكلفة بعملية التأميم، فأخذ يكرر اسم
"ديلسبس" أكثر من مرة، حيث كرره 17 مرة، بلا ضرورة فى بعض الأحيان، ليتأكد
أن فريق التأميم تلقى الإشارة المتفق عليها.
فريق العملية
وشكل الرئيس المجموعة التى ستتولى عملية التأميم بقيادة
"محمود يونس"، والتي أعدت خطتها بسرية كاملة وحرفية هائلة، وشملت أماكن التنفيذ
كل مواقع القناة فى بورسعيد والسويس والإسماعيلية ومكتبها الإدارى فى "جاردن سيتى".
وقد تشكل فريق عملية التأميم من 28 فردا برئاسة المهندس محمود
يونس، ولم يكن يعلم أفراد المجموعة الغرض من الاجتماع وإلى أين سيذهبون، وتم إبلاغهم
فقط بأنهم مكلفون بمأمورية سرية من قبل الرئيس جمال عبد الناصر فى الصحراء.
أعمال حفر القناة
وقد بدأت أعمال حفر قناة السويس عام 1859 واستمر الحفر لمدة
عشر سنوات وانتهت فى 1869، وترأس قناة السويس 12 رئيسًا منهم 6 رؤساء أجانب حتى يوليو
1956، و6 رؤساء مصريين بعد قرار التأميم.
و كان أول رئيس لقناة السويس، من المصريين محمد حلمى بهجت
لمدة عام من(يوليو 1956 - يوليو 1957)، ثم محمود يونس الرئيس الثانى لمدة 8 سنوات متواصلة
(يوليو 1957 - أكتوبر 1965).
نصر للدول العربية
وعقب قرار التأميم، تلقت مصر ردود أفعال واسعة وتحركات دولية،
حيث اعتبرته مصر والدول العربية انتصار للدولة المصرية على قوى الاستعمار الخارجي،
بينما انفجرت براكين الغضب داخل الدول الغربية.