الخطوط الإرشادية العالمية الجديدة: علاج ارتفاع ضغط الدم بدوائين من بداية تشخيصه لتجنب مضاعفاته على الكلى والمخ
أكدت الجمعية المصرية لإرتفاع ضغط الدم، أن الخطوط الإرشادية العالمية الجديدة أوصت باستخدام قرص دوائى واحد يضم مجموعتين من العقاقير أو أكثر لعلاج ضغط الدم المرتفع منذ بداية تشخصية فى مراحله الأولى، مشيرة الى إعلان ذلك خلال مؤتمر الجمعية الأوربية لعلاج امراض القلب وارتفاع ضغط الدم والذى عقد بميونخ أغسطس الماضى.. جاء ذلك اليوم خلال المؤتمر الصيفى للجمعية المصرية لإرتفاع ضغط الدم حيث يضم أكثر من ٢٠٠ طبيب متخصص، فيما طالبت الجمعية الأطباء الالتزام بتلك التوصيات لضمان تقديم رعاية صحية أفضل لمرضي ارتفاع ضغط الدم في مصر.
وأوضح الدكتور محسن إبراهيم أستاذ امراض القلب ورئيس الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم أن دراسة حديثة شملت أكثر من ٤٤ ألف مريض بالضغط المرتفع في أوروبا عام ٢٠١٨ اثبتت ان استخدام أكثر من عقار لعلاج ارتفاع ضغط الدم حتي من الدرجة الاولي كان اكثر فاعليه في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والشرايين من العام الأول، مقارنة باستخدام عقار واحد.
وأشار الى أن مصر ومعظم دول العالم مازالت تعانى من مستوى معدلات التحكم في مستوى ضغط الدم المرتفع، حيث تتراوح نسبة التحكم بين ٨ الى٢٠٪ وهى أقل من المطلوب، لافتا الى ضرورة ضبط مستوى ضغط الدم لدى جميع المرضى الذين تقل أعمارهم عن ٧٠ عاما الي اقل من ١٤٠ على ٩٠ مم زئبق.
وأضاف بان هناك حاليا أكثر من ٥ مجموعات دوائية تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ورغم عدم وجود فروق جوهريه بين تلك المجموعات، الا ان استجابة المرضى لتلك المجموعات تختلف من مريض لآخر.
وأكد محسن ابراهيم على أهمية اجراء فحص طبى شامل لجميع مرضي الضغط المرتفع لاكتشاف وجود اضطرابات في الأعضاء الحيوية المحتملة نتيجة ارتفاعه، ومن بينها تضخم عضله القلب، واعتلال الشبكية، ووظائف الكلي، او الإصابة بتصلب الشرايين، لافتا الى ان تلك الإصابات، تستوجب سرعة العلاج لخفض ضغط الدم والوصل به الى المعدلات الطبيعية.
وأوضح أن أكبر مشكلة تواجه مرض ارتفاع ضغط الدم هو التشخيص الدقيق الذى يجب ان يعتمد على القياس بالجهاز المحمول لمدة ٢٤ ساعة حيث وجد ان ٢٥٪ من المرضى المشخصين في الحقيقة ليسوا بمرضى وتم تشخيصهم خطأ، وفى احد الدراسات بعد توقيف علاج الضغط لمدة عام، الضغط لم يتأثر، وهذا يعنى ان هؤلاء كانوا يتناولوا العلاج بدون اى داع.
كما أن العلاج المستمر امر هام وفى دراسة اجريت نهاية التسعينات كشفت ان حوالى ٧٥٪ من مرضى الضغط المصريين يتوقفوا عن علاجهم في اول عام، وفى اوروبا حوالى ٥٠٪ من المرضى يتوقفوا عن علاج الضغط والأسباب تعود الى المرضى لا يشعوروا بما يدعو للعلاج فهو مرض صامت، كما ان تكلفة العلاج كبيرة رغم ان هناك بدائل بتكلفة تتيح للمريض الاستمرار دون عبىء مادى.
وقال الدكتور سليمان غريب أستاذ امراض القلب كلية طب قصر العينى وسكرتير الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم ان التوصيات العالمية لعلاج ارتفاع ضغط الدم قد لا يناسب بعضها المرضى المصريين، ولأول مرة هذا العام يعرض المؤتمر لـ ١٦ حالة مرضية واجهت مشاكل في التشخيص والعلاج وكيف تم التعامل معها طبقا للإرشادات العلاجية المختلفة.
وأوضح أن تشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم يعتمد أساسا على دقة الأرقام التي تقوم أجهزة قياس الضغط بها، لافتا الى انه تم اجراء دراسة، ورسالة ماجيستير في قصر العينى للأطباء النواب وهم أوائل الدفعة واكتشف ان ٩٠٪ منهم قاموا بقياس الضغط بشكل خاطئ، وفي عام ٢٠١١ قام مجموعة من الباحثين الذين تم اختيارهم بعناية بدراسة لكشف مدى دقة أجهزة الضغط في مصر، وتم الكشف على معايرة ٧٦٢ جهاز لقياس الضغط داخل ٦٠ مستشفى تعليمى وتامين صحى، باستخدام جهاز كمبيوتر تم احضاره من الخارج خصيصا لهذا الغرض، وقام احد الأساتذة المتخصصين في المعايرة بذلك، واكتشف ان ٩٣٪ من أجهزة الضغط لا تعمل بدقة في القياس، ورغم محاولة الجمعية انشاء مركز لمراجعة معايرة الأجهزة في مصر مجانا الا انه لم يحضر احد.
ولذلك فان الجمعية توصى بان يكون ذلك من أصول العمل في وزارة الصحة، ويتم اجراء تدريب للأطباء المتواجدين بالمستشفيات على كيفية المعايرة وهو امر بسيط لا يستغرق أكثر من ٥ دقائق.
وقال ان في الوقت الذى يؤدى ارتفاع بسيط في ضغط الدم ٣ ملى قد يسبب تلف لعضلة القلب، او فشل كلوى، فيكون من الصعب ان تجد جهاز يوجد به اختلاف ٦٠ ملى عن المعايرة الصحيحة.
وأكد سليمان ان بحث استرالى كشف ان ٥٠٪ من أجهزة قياس ضغط الدم لديهم غير معايرة، ولكنهم عمموا بعد ذلك المعايرة والإصلاح، وفى إنجلترا كذلك وبالتالي فهى مشكلة عالمية ولكن الفرق انهم يقوموا بحلها.
وأشار الى ان نوعية طعام المريض المصرى هي المشكلة لانها تعتمد على كميات ملح كبيرة، وبالتالي علاجه يعتمد أساسا على تقليل تلك النسب، ويمكن تحقيق ذلك بطريقة عملية باستخدام الملح الطبي، وممارسة رياضة المشى داخل المنزل لمدة نصف ساعة متقطعة وهى تفى بالغرض.
وعلى صعيد اخر أكد ان دراسة علمية أجريت عام ٢٠٠٧ كشفت ان الارتفاع البسيط في الضغط ١١٥ على ٧٠ ويمثل ١٣٪ من المصابين يمكن ان يتسبب في فشل كلوى، وكان يعتقد من قبل انه يحتاج الى دواء واحد فقط، ولكن وجد انه لابد من استخدام اكثر من دواء لحماية الكلى والمخ فورا، ومنذ بداية التشخيص، لافتا الى ضرورة تبنى صغار الأطباء لتلك النتائج.
ومن جانبه قال الدكتور احمد عبد اللطيف أستاذ امراض القلب كلية طب جامعة الأزهر ان ارتفاع ضغط الدم بأى درجة امر لا يستهان به ولابد من علاجه بشكل فورى، لافتا الى ضرورة متابعة قياس الضغط بشكل منتظم بعد سن الأربعين، كما ان تناول الدواء واستمراره مهم للغاية في العلاج وعدم تأثر أعضاء الجسم، وان التشخيص السليم منذ البداية في غاية الأهمية لان قرار تناول العلاج سوف يكلف صاحبة الكثير من النفقات ولا يمكن التراجع فيه.
وأوضح انه في حالة تسبب الدواء لأثار جانبية للمريض فعليه ان يذهب الى الطبيب فورا وابلاغه بذلك لتغيير العلاج وهو امر متاح، وفى حالة ارهاق المريض ماديا نتيجة ارتفاع تكلفة الدواء فيمكن مراجعة الطبيب لإعطائه بدائل في متناول اليد.