بأياد ملطخة بدماء الأبرياء.. قطر تتمكن من بناء قاعدة استثمارات بالصومال
أياد ملطخة بدماء الأبرياء تمكنت قطر من بناء قاعدة استثمارات في الصومال، مستغلة الظروف الإنسانية الصعبة التي عاشها بلد منكوب منذ تسعينيات القرن الماضي، لتنفيذ أجندة عدائية تستهدف ضرب استقرار الدول العربية.
وبحسب تسجيل صوتي
مسرب حصلت عليه "نيويورك تايمز" لرجل الأمن خليفة كايد المهندي، المقرب من
أمير قطر تميم بن حمد، فإن الدوحة ترتبط بعلاقات وثيقة مع الإرهابيين، وتدعم المتطرفين
الذين يشنون عمليات إرهابية في هذا البلد الأفريقي الممزق بهدف تحويل عقود عمل لحساب
الإمارة الصغيرة.
بلغ حجم الأموال
التي حصل عليها الرئيس الصومالي محمد عبد الله محمد فرماجو من قطر منذ توليه الحكم
في فبراير/ شباط 2017، نحو 73 مليون ريال قطري، فضلا عن 20 مليون دولار حصل عليها بداية
العام الجاري بهدف دعم الاستثمار وتحقيق التنمية التي لم تعرف أموال الدوحة إليها طريقا
في مقديشو.
لكن السؤال الأهم
في ملف العلاقات الصومالية القطرية هو؛ هل تحاول قطر فعليا إنقاذ الصومال من ظروف صعبة،
أم أنها أداة جديدة بيد نظام الحمدين لضرب الأشقاء وتعطيل مصالحهم مستخدما في ذلك أدوات
يجيد تطويعها مثل المال والسلاح؟
الحقيقة أن سياسية
قطر في الصومال ليست بعيده عن سياستها العامة التي باتت مكشوفة للجميع، فهي الدويلة
ذات الوجهين، تدعم التنمية والسلام والاستقرار أمام الكاميرات داخل الاجتماعات الدبلوماسية،
بينما جند آخر من رجالها يمولون الإرهاب ويغذون الحركات المسلحة ويسفكون الدماء دون
رحمة.
ويمكن الاستدلال
على ذلك بالنظر إلى اللقاء الذي تم بين رئيس الوزراء الصومالي، حسن خيري والسفير القطري
حسن بن حمزة هاشم يوم 18يوليو/تموز الجاري، والذي ركز على مسارات الدعم والتنمية وفقا
لما أعلنته الحكومة القطرية.
بينما في اليوم
ذاته جرت مكالمة هاتفية للسفير القطري مع رجل الأعمال القطري، كايد المهندي، تضمنت
حديثًا لا يقبل التأويل، بشأن دور الدوحة في تفجيرات إرهابية.
وقال "المهندي":
إن مسلحين نفذوا تفجيرات في ميناء بوصاصو لتعزيز مصالح قطر، وذلك بحسب التسجيل الذي
حصلت عليه صحيفة "نيويورك تايمز".
ومنذ عام 2010
قدمت قطر للصومال 210 ملايين دولار أمريكي كمساعدات "إنمائية"، فيما وقعت
الدوحة مع الحكومة الصومالية اتفاقية ثنائية بقيمة 200 مليون دولار بتاريخ 28 نوفمبر/تشرين
الثاني، بزعم خلق فرص العمل، ودعم البنية التحتية، والتعليم والتمكين الاقتصادي، وغيرها
من القطاعات الاقتصادية.
فيما قدمت قطر
مساعدات ضخمة للنظام الصومالي، بينها مساعدات عسكرية لدعم الشرطة الوطنية، تتكون من
30 سيارة للدفع الرباعي، خصصت لمهام قوات الشرطة القمعية.
جمعيات تمويل الإرهاب
تحت غطاء العمل
الخيري والإنساني تمكنت قطر من ضخ مليارات الدولارات لدعم وتمويل الإرهاب في العالم،
ومن أبرز المؤسسات الخيرية التي تطوعها قطر في الصومال، الهلال الأحمر القطري، قطر
الخيرية، ومؤسسة راف.
وكشفت "المجموعة
الدولية للأزمات"، في تقرير لها في أغسطس/أب العام الماضي، أن قطر مولت إرهابيين
في الصومال في إطار تدخلها التخريبي في منطقة القرن الإفريقي، من خلال مؤسسات خيرية.
فيما ذكر موقع
"جاروي أون لاين" الإخباري الصومالي، أن الدوحة تستغل الأوضاع الأمنية المزرية
التي يخلفها الإرهاب في الصومال، وعمل بعض الشباب في صفوف المليشيات لكي تجندهم للعمل
كمرتزقة لديها.
وتعتمد حركة الشباب الصومالية الإرهابية في التمويل
على شيوخ قطر كمصدر أساسي، حيث تلقت تمويلاً من القطري عبدالرحمن النعيمي، المتهم الأبرز
في تمويل تنظيم القاعدة في سوريا والعراق والمصنف إرهابيًا، بمبلغ 250 ألف دولار.
ونشر موقع
"ذا كريستال آيز" المعني بمكافحة التطرف والإرهاب تقريراً حول محاولات تركيا
وحليفتها قطر الرامية إلى نشر الفوضى والعمليات التخريبية بالصومال عبر دعم التنظيمات
الإرهابية في البلد الذي يعج بالمشاكل الاقتصادية والفقر، من أجل إضعاف مؤسسات الدولة
الصومالية، التي تعاني أزمات كبرى بالأساس.
ومن ثم تحقيق واحد
من أهم أهداف المشروع الاستعماري الجديد في القارة السمراء، بالسيطرة على سواحل الصومال.
أهداف قطرية تخريبية
ترتكز على دعم العنف وتوسيع دائرته، من خلال الدعم المستمر لحركة الشباب الإرهابية
ومساع لتأسيس تنظيم مسلح جديد في مقديشو.
ودأب تنظيم الحمدين
عبر عملائه في مقديشو على تنفيذ مخططاته التخريبية والقضاء على حكام الأقاليم المعارضين
لهيمنته، ومن ثم تفتيت النظام الفيدرالي من أجل تقوية نفوذ الدوحة في البلد الواقع
شرق قارة أفريقيا.
ويخوض الصومال
حربا منذ سنوات ضد حركة "الشباب" التي تأسست مطلع 2004، وهي حركة مسلحة تتبع
فكريا تنظيم "القاعدة" وتبنت العديد من العمليات الإرهابية التي أودت بحياة
المئات.