فابيو بيكولي: تقنية بلوك تشين تعزز الأمن الرقمي لقطاع البناء في الشرق الأوسط البالغ 97 مليار دولار
سلّطت اليوم تريند مايكرو، إحدى أبرز الشركات العالمية في مجال حلول الأمن الالكتروني، الضوء على دور تقنيات بلوك تشين في تعزيز الأمن الرقمي لقطاع البناء في الشرق الأوسط والذي من المتوقع أن تصل قيمة المشاريع فيه إلى 97 مليار دولار.
وأشار فابيو بيكولي، العضو المنتدب في دول مجلس التعاون الخليجي لشركة تريند مايكرو، إلى أن قطاع البناء والتشييد في الشرق الأوسط يشهد اليوم استثمارات قوية في مشاريع متنوعة، بداية من إكسبو 2020 دبي ومدينة نيوم الذكية وحتى مشروع مترو الرياض الأكبر على مستوى العالم.
وفي أنحاء مواقع مشاريع البناء تلك، أصبحت منظومة العمل المعمارية والهندسية والإنشائية تتبنى حلول إنترنت الأشياء بسرعة بغية إحداث نقلة نوعية في العمليات وترشيد التكاليف ورفع الانتاجية والكفاءة وتعزيز سلامة العمال.
فمثلاً، يمكن لعمال البناء في الشرق الأوسط استخدام أجهزة استشعار قابلة للارتداء وتطبيقات الهواتف الذكية لأجل مراقبة السلامة وتجنب الحوادث. كما يستطيع مدراء المشاريع استخدام التقنيات الناشئة - مثل تحليلات البيانات الضخمة في الزمن الحقيقي وصب الخرسانة أوتوماتيكيًا ونمذجة معلومات البناء - لأجل تحديد الجدول الزمني للمشروع والإشارة إلى أي تعارض في التصميم قبل حدوثه.
ومن إحدى أكثر التقنيات إثارة التي تدخل الاتجاه العام لقطاع البناء في الشرق الأوسط هي بلوك تشين، حيث تشهد تقنية السجل المتوزع هذه - والتي يجري فيها التحقق من البيانات بأمان في كل خطوة من الإجراءات - حالات استخدام تطبيقية في عمليات نمذجة معلومات المباني والعقود الذكية للمقاولين بأنواعهم والمشتريات الرقمية وسلاسل التوريد والتحقق من هوية الموظفين العاملين في المواقع.
إلا أن مواقع البناء التي تعتمد إنترنت الأشياء تعرض شبكاتها أيضًا للتهديدات السيبرانية. وهذه ليست نقاشات أكاديمية نظرية. ففي الواقع، أصبحت مواقع البناء في أنحاء العالم تواجه وطأة تهديدات سيبرانية. ومن أمثلة ذلك، قيام أحد فرق البحوث مؤخرًا باختراق أجهزة التحكم بالترددات اللاسلكية المستخدمة لتحريك رافعات البناء وآلات ضخمة في مواقع البناء، وإن تمت أنشطة الاختراق تلك عن نية خبيثة فيمكن أن تؤدي إلى أضرار وأخطار كبيرة على السلامة.
الوعد الأكبر الذي تحمله بلوك تشين لقطاع البناء هو خفض مخاطر أجهزة إنترنت الأشياء وضمان أمن عملية دمج تقنيات التشغيل مع تقنيات المعلومات. فمثلاً، تستطيع تقنية بلوك تشين عند نشر إنترنت الأشياء تمكين اللامركزية في اتخاذ القرارات الأمنية في الشبكة، مما يتيح لشبكات الأجهزة حماية ذاتية. كما تستطيع الأجهزة التواصل فيما بينها بغية تحقيق توافق حول نوعية الحركة الطبيعية في الشبكة، وبالتالي كشف أي أمر غير اعتيادي فور وقوعه.
وتستطيع بلوك تشين على وجه الخصوص خفض مخاطر الهجمات المتخصصة في حجب الخدمات الموزعة ، والتي يمكن أن تصيب عدة أجهزة في وقت واحد. ومع تقنية بلوك تشين، لا يؤثر حدوث انقطاع في أحد الأجهزة إلى تعطيل باقي الأجهزة، مما يضع حدًا للهجمات في مهدها. وهذا يعد أمرًا بالغ الأهمية في الحفاظ على البنية التحتية الوطنية الحساسة - من إشارات المرور وحتى مزودي الخدمات العامة - إضافة إلى المدن الذكية الأوسع التي باتت تربط كل جانب من حياتنا المدنية اليومية.
مع ذلك، قد يساور قطاع البناء في الشرق الأوسط التردد حيال الاستثمار في التقنيات الناشئة نظرًا لأن الوضع الراهن قد أدى عمله على ما يرام نسبيًا لعقود. الخبر السار هو أن إنترنت الأشياء وبلوك تشين تشهدان المزيد من حالات الاستخدام العملية في أنحاء العالم والتي يمكن توطينها محليًا، فضلاً عن أن التكاليف في انخفاض. وتشهد كذلك منطقة الشرق الأوسط ارتفاعًا في عدد شركاء قنوات التوزيع وشركات تكامل الأنظمة التي تستطيع رسم خارطة طريق رقمية لقطاع البناء، وإيجاد سبل تمكن المؤسسات من إظهار العائد على الاستثمار في مشاريع إنترنت الاشياء والبلوك تشين بسرعة.
ومع صعود قيمة مشاريع البناء في الشرق الأوسط إلى 97 مليار دولار وفي ضوء تقرير حديث عن الصناعة، يعد 2019 عامًا حاسمًا لشركات المقاولات لتضمن أمن مواقع عملها وعمليات التشغيل فيها. وفي الوقت الذي أصبحت فيه إنترنت الأشياء وبلوك تشين أكثر انتشارًا، فإن الجمع بين هاتين التقنيتين يمكن أن يعد بمواقع بناء أكثر أمانًا وسلامة في أنحاء الشرق الأوسط.