حكومة قطر تواصل ممارسة سياسة "خلط الأوراق" بمنع القطريين من أداء فريضة الحج
كشفت السفارة السعودية بالقاهرة، أنه للعام الثالث على التوالي تواصل حكومة قطر ممارسة سياسة "خلط الأوراق" بمنع القطريين من أداء فريضة الحج، في الوقت الذي تبسط فيه المملكة العربية السعودية، ذراعيها لاستقبال جموع المسلمين من شتى بقاع الأرض دون قيد أو شرط.
وأضافت السفارة،
في بيان لها، اليوم الاثنين، أنه منذ عام 2017، إثر مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين
ومصر لقطر؛ بسبب دعمها للإرهاب والتدخل في شئون الدول الأخرى، لجأت الدوحة لوضع كافة
العراقيل أمام الحجاج القطريين وأولئك المقيمين على أراضيها، وحالت دون تسهيل وصولهم
إلى الأراضي المقدسة رغم المساعي السعودية لتذليل تلك العقبات دون جدوى.
وفي الوقت الذي
ترفض فيه المملكة مبدأ تسييس الحج، أو إقحام الخلافات السياسية في تلك المناسبة السامية،
تواصل الدوحة، القفز على تلك المبادئ وتسعى بكل قوتها لعرقلة وصول مواطنيها إلى المملكة
من أجل أداء خامس أركان الإسلام.
وتنتهج الدوحة،
سلوكًا ليس بجديد على العالم الإسلامي، وذلك بالنظر إلى أن ما تقوم به حاليا سبقتها
إليه طهران، ففي نهاية الثمانينيات بعد قطع العلاقات السعودية الإيرانية منعت طهران
حجاجها من أداء الفريضة لثلاث سنوات، وفي 2016، منعت إيران أيضا حجاجها البالغ عددهم
80 ألفا من أداء المناسك، ورفضت توقيع اتفاق ترتيبات الحج مع المملكة آنذاك.
وكشف البيان أن
المملكة العربية السعودية بقيمتها وقامتها في العالم العربي والإسلامي تُعلن بكل فخر
تشرفها بخدمة ضيوف الرحمن، وهو واجبها في إطار مسئولياتها الإسلامية التي شرفها الله
بها، وهو ما يؤكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على الدوام عندما
يقول "إن الله شرف السعودية بخدمة الحرمين الشريفين، ورعاية قاصديهما والسهر على
أمنهم وسلامتهم وراحتهم، وقد أعطت هذا الأمر كل العناية والاهتمام منذ أن أسس أركانها
الملك عبد العزيز، ومن بعده ملوك هذه البلاد لإيماننا العميق بأن خدمة ضيوف الرحمن
من الحجاج والمعتمرين والزوار، والقيام على شئونهم وتيسير أدائهم مناسكهم واجب علينا،
وشرف عظيم لنا، نفخر ونعتز به".
وقبل عدة أشهر
رفض وفد قطري زار المملكة التوقيع على اتفاقية الحج مع السعودية، رغم أنها دعته كغيره
من المسئولين في الدول الإسلامية للقدوم إلى المملكة لترتيب قدوم الحجاج القطريين في
خطوة تعكس ضعف النظام القطري، ولجوئه لأسلوب افتعال الأزمات في المنطقة.
وفي المقابل، قامت
السعودية بفتح مطاراتها وحدودها أمام جموع الحجاج من كل حدب وصوب، ولم تتوان في تسهيل
مهمة الحجاج القطريين الذين رفضت حكومتهم السماح لهم بأداء مناسك الحج للموسم الثالث
على التوالي؛ حيث قامت وزارة الحج والعمرة باستحداث موقع إلكتروني للمواطنين القطريين
الراغبين في أداء مناسك الحج لهذا العام وذلك في شهر مايو الماضي، إلا أن السلطات القطرية
قامت بحجب الروابط الإلكترونية، فقررت وزارة الحج والعمرة السعودية تخصيص رابط ثان
لنفس الغرض قبيل خمسة أيام، داعية السلطات القطرية إلى عدم حجب الروابط الإلكترونية
كما فعلت في السابق.
ومجددًا، تؤكد
المملكة العربية السعودية، عزمها الدائم على النأي بنفسها عن الانخراط في تلك الممارسات
التي تلجأ إليها بعض الدول للهروب من أزماتها الداخلية، كما تشدد على أن حدود المملكة
ستظل دائما مفتوحة أمام مسلمي العالم، من أجل أداء شعائر ركن الإسلام الأعظم.
وأعلنت السعودية،
تخصيص رابط إلكتروني جديد للقطريين الراغبين في أداء مناسك الحج لهذا العام، فيما دعت
وزارة الحج السلطات القطرية إلى عدم حجب الروابط الإلكترونية كما فعلت في السابق.
وذكرت وكالة الأنباء
السعودية أنه "إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز
آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير
الدفاع، أنهت وزارة الحج والعمرة كافة الترتيبات اللازمة لخدمة الأشقاء القطريين الراغبين
في أداء مناسك الحج لهذا العام 1440هـ، حيث خصصت الوزارة الرابط الإلكتروني ( https://qh1440.haj.gov.sa)، لتمكينهم من تسجيل بياناتهم واختيار الخدمات
التي تتناسب مع احتياجاتهم.
وأكدت الوزارة
أن الخدمات والتسهيلات كافة التي توفرها المملكة لضيوف الرحمن تأتي انطلاقًا من مبادئها
الراسخة بتسهيل وصول المسلمين من أنحاء العالم لأداء مناسك الحج والعمرة، وتجسد الدور
الريادي الذي شرف الله به المملكة في رعاية الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما من الحجاج
والمعتمرين والزوار، بمختلف جنسياتهم وثقافاتهم وانتماءاتهم ومن مختلف أنحاء العالم،
ولإتاحة الفرصة للأشقاء القطريين بالقدوم إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج والعمرة
في أمان وراحة واطمئنان.
ودعت وزارة الحج
والعمرة السلطات القطرية إلى عدم حجب الروابط الإلكترونية كما حدث في السابق، والتعاون
في تمكين الحجاج القطريين من أداء مناسكهم بيسر وسهولة.
وفي وقت تستنفر
فيه حكومة الرياض طاقاتها لاستقبال ضيوف الرحمن من جميع بقاع الأرض ومن مختلف الجنسيات
من بينها القطرية، وتأكيد المسؤولين السعوديون في أكثر من مناسبة على ترحيبهم بأشقائهم
من الشعب القطري في موسم الحج أو مواسم العمرة، إلا أن قطر تتجاهل كل ذلك وتحاول تصدير
مزاعم وجود عراقيل تواجه القطريين في موسم الحج.
وسبق أن اعترف
مندوب قطر في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بحجب دويلته الوصول إلى الرابط
السابق: https://qatariu.haj.gov.sa، الذي كان قد تم تخصيصه من قبل السعودية، لاستقبال
طلبات المعتمرين القطريين الراغبين في أداء مناسك العمرة.
وبعد ذلك، قررت
وزارة الحج والعمرة تخصيص رابط جديد https://qtumra.haj.gov.sa
لاستقبال طلبات القطريين الراغبين في أداء مناسك العمرة.
واعتبرت جهات حقوقية
ومراقبين أن نهج الحمدين في منع القطرين والمقيمين عن العمرة والحج، يؤكد استمرار مسلسل
الأكاذيب القطرية، وترويج أبواق عصابة فرية جديدة بحق المملكة العربية السعودية، بعد
ترويج منع المعتمرين القطريين من أداء مناسك عمرة رمضان، للمرة الثالثة منذ اندلاع
إعلان دول الرباعي العربي "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" قطع العلاقات
الدبلوماسية مع قطر.