قطر تستقطب حركة مسلحة لإفشال مفاوضات السودان
يبدو أن تنظيم الحمدين الحاكم في قطر، يمضي في طريق المؤامرات والشر لجر السودان إلى الهاوية مرة أخرى، حيث يخطط للانتقام لسقوط نظام البشير الإخواني، عبر السعي لإفشال مفاوضات تقاسم السلطة بين العسكري والفصائل السودانية.
واستقطب نظام الدوحة زعيم حركة العدل والمساواة المسلحة جبريل إبراهيم لتنفيذ المخطط، ليتبنى اللعبة القطرية على الفصائل السودانية والمجلس العسكري، إذ التقى وفد مخابرات قطرية بسفارة الدوحة في أديس أبابا أثناء التفاوض، واتفق مع أذناب تميم العار على عرقلة الوساطة الإثيوبية الأفريقية وجر السودان لساحة الفوضى.
لكن حرص أديس أبابا على استكمال الاتفاق في السودان، أحبط مخطط الحمدين الذي كان سينطلق من أراضيها، لتقرر السلطات الإثيوبية استدعاء جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة السودانية، وحققت معه على خلفية لقاء جمعه بالسفير القطري في أديس أبابا، بغية إفشال جهود السلام بالسودان.
وقالت مصادر، وفقاً لـ "شبكة رؤية" إن جبريل التقى مسؤولين قطريين آخرين في مقر سفارة الدوحة بأديس أبابا، بينهم عناصر من المخابرات والخارجية.
وأضافت المصادر أن هذه المعلومات توفرت لدى أجهزة الأمن الإثيوبية، وسارعت إلى استدعاء جبريل، والتحقيق معه بشأن هذا اللقاء الذي كان يهدف لإفشال المفاوضات التي حققت تقدما كبيرا بين الجبهة الثورية السودانية وقوى إعلان الحرية والتغيير.
ويشارك وفد من قيادات الجبهة الثورية السودانية وقوى إعلان الحرية والتغيير في محادثات بأديس أبابا برعاية إثيوبية من أجل التوصل إلى توافق بين الأطراف السياسة في السودان.
وذكرت المصادر أن هناك وجودًا مخابراتيًا قطريًا بكثافة يحاول استقطاب قادة المعارضة السودانية بهدف إفشال هذه المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي في السودان.
وأشارت إلى أن السلطات الأمنية الإثيوبية ترصد هذه التحركات التي تسعى إلى إفشال الوساطة الإثيوبية التي حققت نجاحًا كبيرًا في العملية السياسية الجارية بين المجلس العسكري السوداني وقوي إعلان الحرية والتغيير.
ولفتت المصادر إلى أن السلطات الإثيوبية أطلقت سراح جبريل، بعد تدخل الوسيط الإفريقي، محمد الحسن لباد، الذي أجرى اتصالات بمسؤولين كبار في إثيوبيا، الأمر الذي أدى إلى عودته إلى المفاوضات الجارية بأديس أبابا وإلغاء ترحيله.
وفي السياق ذاته، كشف أحد قيادات الجبهة الثورية أن جبريل إبراهيم تعرض للتوبيخ من جانب قادة الجبهة وحملوه ما حصل، كما تم تحذيره من تكرار هذه الأمور والابتعاد عن القطريين.
وتتهم جهات عديدة حركة العدل والمساواة التي يترأسها جبريل إبراهيم بأنها الجناح العسكري لحزب المؤتمر الشعبي (حزب الترابي سابقا) الذي يرأسه حاليًا علي الحاج، والذي أعلن رفضه لأي اتفاق بين قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي السوداني.
وكانت السلطات الإثيوبية قد قررت ترحيل جبريل، لكنها تراجعت عن القرار بعد تدخل وسطاء من الاتحاد الإفريقي، إذ اصطحبت زعيم الجماعة المسلحة في إقليم دارفور ورفاقه إلى مطار أديس أبابا، لدى مشاركتهم في اجتماعات مع قوى المعارضة المدنية السودانية.
وأكد مسؤول من قوى إعلان الحرية والتغيير السودانية أن السلطات الأثيوبية حاولت ترحيل إبراهيم، لكن تدخل وسطاء من الاتحاد الأفريقي حال دون ذلك.
ويوجد ممثلون لعدة جماعات سودانية متمردة في أديس أبابا، لحضور اجتماعات مع قوى الحرية والتغيير، وهي حركة الاحتجاج السلمية، التي وقعت الأربعاء الماضي اتفاقا لتقاسم السلطة، مع المجلس العسكري الحاكم في السودان.
وأفادت تقارير بأن جبريل إبراهيم عاد إلى مقر المفاوضات، بعد تدخل رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي، ووسيط الاتحاد بشأن السودان محمد الحسن ولد لبات.
وكشف الصحفي السوداني منعم سليمان، تفاصيل علاقة جبريل إبراهيم مع النظام القطري، مشيرا إلى أن الدوحة تعتبر حاضنة للإسلامويين من مشارق الأرض ومغاربها، حيث تعمل بكل ثقلها وعن طريق الرشاوى على تخريب أي إتفاق يؤدي إلى انتقال السلطة لحكومة مدنية في السودان، حيث انها تسعى لعودة نظام الإنقاذ الإسلاموي للسلطة ولكن بوجوه جديدة.
وأوضح سليمان إلى أن مصدر أمني خارجي موثوق أكد له قيام قطر بتقديم رشاوى لعدد من السياسيين السودانيين لمعارضة الاتفاق، وبث الانقسامات والتخريب داخل التنسيقية، وقد تم إفتضاح أمره وتم فصله لاحقاً من التنسيقية.
وأكد أنه بعد أن تم التفاهم بين وفد قوى الحرية والتغيير بأديس أبابا والجبهة الثورية على كافة بنود مذكرة التفاهم حول الإعلان السياسي والدستوري وإدارة المرحلة الإنتقالية، ولم يتبق سوى إعلان ما تم الإتفاق عليه، قام الدكتور جبريل ابراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، بتلبية دعوة عشاء في مقر السفارة القطرية بأديس أبابا أقامها له السفير القطري بأديس أبابا على شرف وفد قطري رفيع يضم مسؤولين من المخابرات والخارجية يزور إثيوبيا.
وتابع: "بعد حفل العشاء الذي لا يعلم أحد ما تم فيه، أجرى جبريل إتصالات أعلن فيها تنصله عن ما تم الإتفاق عليه، ما أدخل الوساطة الأفروإثيوبية التي كانت على وشك الإنتهاء من كتابة الإتفاق في أزمة بالغة".
وأشار إلى أن المخابرات الإثيوبية رصدت عدة اتصالات لجبريل إبراهيم مع أطراف قطرية وسودانية بداخل السودان وخارجه، يتعهد فيها بالعمل على عرقلة الاتفاق، وبحسب المصدر تحدث جبريل في إتصالاته عن معلومات تتعلق بهشاشة الوضع الإثيوبي الداخلي محقراً دور الوسيط الإثيوبي.
وتتهم جهات عديدة حركة العدل والمساواة بأنها الجناح العسكري لحزب المؤتمر الشعبي – حزب الترابي سابقا- الذي يرأسه حالياً "علي الحاج" المتهم بسرقة أموال طريق الإنقاذ الغربي، قبل فراره إلى ألمانيا، والذي أعلن رفضه لأي إتفاق بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري في مؤتمر صحفي عقده يوم 7 يوليو الماضي بدار حزبه، أقامه باسم تنسيقية القوى الوطنية، وهي تجمع لشخصيات إسلاموية تتبع لنظام الرئيس المعزول.
وشارك في ذلك المؤتمر الصحفي: الطيب مصطفى – خال عمر البشير- والداعشي محمد علي الجزولي. هذا ويتردد على نطاق واسع ان "علي الحاج" يعمل بالتنسيق مع دولة قطر.