واقعة لطالبة تكشف الفساد المنتشر بقطاع التعليم العالي في قطر
فضحت واقعة الطالبة حصة ناصر أحمد يوسف السويدي، الفساد المنتشر بقطاع التعليم العالي في قطر، بعدما رفضت كلية الطب التحاقها بها، بحجة عدم إجادتها للغة الإنجليزية، وهو ما تنفيه الشهادات الدراسية للتلميذة الحاصلة على المركز السابع في الإمارة الخليجية الصغيرة.
ورصد تقرير نشرته
صحيفة الراية القطرية واقعة الفتاة التي تتزامن مع رفض شعبي واسع في الداخل القطري
للفساد الذي يضرب قطاع التعليم، كان آخره هشتاج " ارحموا موظفين المدارس في قطر"
والذي أطلقه معلمو قطر للمطالبة بحقوقهم.
قضية الطالبة حصة
هي إحدى فصول الفساد الذي يشتكي منه غالبية الطلاب الحاصلين على المرحلة الثانوية في
قطر، لا سيما غياب المعايير الواضحة لقبول الطلاب في الجامعات الدولية الموجودة بالدوحة،
والتي تحظى برعاية مالية ضخمة من قبل حكومة الأمير الصغير تميم بن حمد.
ورفضت إحدى كليات
الطب قبول الطالبة المتفوّقة، حصة ناصر الحاصلة على المركز السابع في قائمة أوائل الطلاب
القطريين في الثانوية العامّة بنسبة 98.5% بحجة ضعف مستواها في اللغة الإنجليزية.
وقال والد الطالبة
المهندس ناصر السويدي في تصريحات صحفية، إنه قام بتقديم طلب الالتحاق لابنته بالكلية
قبل شهرين من ظهور نتيجة الثانوية العامة لحجز مكان لها بالكلية، ولكن تم رفض قبول
طلب الطالبة الحاصلة على المركز السابع بدعوى ضعف مستواها في اللغة الإنجليزية وهذا
الكلام غير صحيح فهي متفوقة في اللغة الإنجليزية ومستوفاة لجميع متطلبات وشروط القبول
بالكلية فيما يتعلق بالاختبارات المعيارية مثل «الأيلتس» واختبارات اللغة الإنجليزية
وحصلت على الدرجات التي تؤهلها لدخولها وهو ما "صدمنى وصدم البنت والأسرة كلها
بشكل كبير".
وأضاف: الكلية
قبلت طلبة مستواهم أقل من مستوى ابنتي والشروط تنطبق عليها وأريد سبباً واضحاً للرفض
لأن ابنتي في حالة نفسية سيئة لأنها كانت تمنّي النفس بدخول هذه الكلية على وجه التحديد
واجتهدت وسهرت الليالي وحصلت على مجموع كبير في الثانوية العامة وأوفت بشروط الكلية
مع العلم أن هناك كليات أخرى قبلتها بالداخل وكليات طب في بريطانيا فلماذا ترفضها هذه
الكلية ؟!.
وأضاف إن ابنته
قامت بتزويد إدارة الكلية بجميع إنجازاتها سواء محلياً أو إقليمياً أو عالمياً خاصة
أنها شاركت في العديد من المسابقات العلمية الدولية، حيث شاركت في مسابقة «صانع» بالاشتراك
مع زميلة لها ببراءة اختراع جهاز طبي لعلاج مرضى التشنجات، وحصلت على المركز الأول،
وشاركت بالجهاز في معرض الكويت بجانب تكريمها من معالي رئيس مجلس الوزراء وأيضاً وزارة
التعليم والتعليم العالي لمشاركتها في مسابقة ايتكس الدولية التي عقدت في ماليزيا العام
الماضي، فضلاً عن التدريب بمركز حمد الدولي للتدريب وحصلت على دورة إسعافات أوليّة
وأخرى طبية.
ويواصل: الأغرب
والمثير للدهشة هنا أيضاً أن ابنتي شاركت في برنامج طرحته كلية طب وايل كورنيل لتقديم
مواد علمية للطلاب من خلال الموقع الإلكتروني وحضور محاضرات شهرية بجانب المشاركة في
مسابقات علمية كثيرة كل ذلك وغيره للأسف لم يشفع لابنتي ولم يؤخذ بعين الاعتبار من
قِبل لجنة التقييم في الكلية وهذا أمر صادم بالنسبة لنا فابنتي الآن في حاله نفسية
سيئة للغاية بعد رفضها.
وأكد أن ما حدث
مع ابنته من كلية الطب أمر صادم ومؤسف جداً بعد أن فوجئنا برد الكلية برفض طلب ابنتي
للالتحاق بها رغم تفوّقها وانطباق الشروط عليها، الأمر شكل صدمة لنا جميعاً خاصة أنها
حصلت على جميع الدورات التدريبية الخاصة بالطب سواء في مؤسسة حمد أو الكلية نفسها التي
رفضت قبولها وكذلك حضرت الدورات الخاصة باللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم والفيزياء.
وقال: إذا لم أكن
واثقاً كل الثقة أن ابنتي جديرة بالالتحاق بهذه الكلية ومستوفاة الشروط ما تقدمت لها
بطلب الالتحاق من الأساس لأننا نتحدث عن طالبة ستتخرج وتعمل في مجال الطب فهذه أرواح
ناس لا يمكن العبث بها.
وتابع أنه علم
بقبول 22 طالباً وطالبة معدّل درجات بعضهم أقل من ابنته؛ ما يشير إلى أن الواسطة والمحسوبية
قد لعبت دوراً كبيراً في اختيار الطلبة الـ 22، لذلك هو يأمل أن تكون الكلية على قدر
المسؤولية وتراجع موقفها وتقبل ابنته.
وأكد أنه ليس لديه
أي مشكلة مع أحد أو اعتراض على اختيار الطلبة الذين تمّ قبولهم ولكن أين عدالة وضوابط
ومعايير الاختيار عندما يتم رفض قبول طالبة متفوقة حاصلة على نسبة 98.5% ومستوفاة الشروط
وقبول طلبة أقل منها؟، لذلك نحن نأمل ألا تدخل العلاقات والاستثناءات في مجال الطب
خاصة والتعليم عامة وإعادة النظر في رفض قبول ابنتي.