محمد رزق يكتب: إدارة التغيير المؤسسي وثقافة النهوض للأفضل

ركن القراء

بوابة الفجر


    يعتبر التغيير من أكثر المفاهيم التي حظيت بدراسات عميقة للوقوف على أبرز أدواته وطرقة, خاصة التغيير المؤسسي الذي يواجه العديد من العقبات التي يتمثل أبرزها في رافضي التغيير لانتفاعهم من الوضع القديم والمخاوف من فقدان مصادر النفوذ التي كانوا يمتلكونها عند حصول التغيير, أو رفضهم التغيير لعدم فهمهم للوضع الجديد وأثاره المختلفة, لاعتياد العاملين على نمط معين في أداء أعمالهم يصعب معه تغييره, الأمر الذي يقود في النهاية لفشل إدارة التغيير على الرغم من النتائج الإيجابية التي من الممكن كانت أن تصاحب هذا التغيير حال حدوثه.
     وتشهد مصر في المرحلة الحالية اتجاها كبيرا للتغيير في مختلف القطاعات بما يعمل على الاستفادة من الكفاءات وتصعيدها خاصة الشباب منهم, بما يعمل على بث ثقافة حديثة ورح جديدة في الكيان الذي يحدث فيه عملة التغيير, ومن المعروف أن أي خطة للتغيير قد تحدث عديدا من التغييرات في البنية التنظيمية للمنظمة وأجهزتها وهياكلها التنظيمية والوظيفية، إضافة إلى التغييرات في الإجراءات والسياسات والعمليات المختلفة، فإنه من الطبيعي جدا أن تتولد داخل المنظمة وخارجها تيارات تقاوم التغيير وأخرى تشجعه وتسعى إليه, وهناك الأغلبية الصامتة التي لا تتفاعل مع التغيير لا سلبا ولا إيجابا إلا بعد مرور فترة من الوقت، بناء على مواقفها من نتائج التغيير، فإن كانت النتيجة الإجمالية تسير في الاتجاه الإيجابي، بدأت هذه المجموعة في انتهاج نهج إيجابي للتغيير، وإن كانت النتيجة سلبية بدأت بالتمركز خلف مقاومي التغيير.
ولضمان نجاح عملية التغيير بالشكل الأنسب في المؤسسة الساعية للتغيير يجب توافر عدة شروط يمكن تحديد أبرزها في التالي:
- وجود أسباب مقنعة للتغيير: فعملية التغيير إذا تمت لمجرد التغيير فقط فسوف يكون هناك تحدى كبير بالنسبة للمؤسسة في الحصول على الدعم من الموظفين والعملاء, فيجب أن يكون هناك سبب جيد ومقنع لكل تغيير يتم به حتى تكون المؤسسة أو القيادة العليا صاحبة قرار التغيير قادره على شرح أسباب التغيير.
- الحصول على الدعم من العاملين بالمؤسسة: هذا الأمر حيوي جدا في تيسير نقل المؤسسة نحو التغييرات التي يرغب في إحداثها، فكلما زادت القدرة على الحصول على دعم الموجودين بالمؤسسة كلما كان أفضل, فيجب أن يكون هناك ثقافة للحوار والاستماع  للخبرات من خلال دعوة كل الموظفين والعاملين بالمؤسسة وطلب أراءهم في الرؤية أو التغيير الجديد، والعمل على كسب دعمهم .
- التواصل ونقل الحقائق علنا قدر الإمكان: يرافق التغيير في أي مؤسسة الكثير من الشائعات فيجب أن يتم اخبار الموظفين بالتغييرات قبل أن يسمعوا بها في مكان أخر، فيجب أن يكون هناك نوع من التواصل مفيد في نقل الأخبار التي يرغب في مشاركتها مع أفراد المؤسسة لمنع انتشار الشائعات بما يضر باستقرار المؤسسة.
- استيعاب عملية التغيير: يتم التغيير على مراحل متعددة، وتكون اثارة مختلفة على العامليين كما أن هناك عواطف مختلفة ترتبط بفكرة التغيير المؤسسي, وهو الأمر الذي يجب ملاحظته والتعامل معه باحترافية لضمان استمرار عملية التغيير بشكل سليم. 
      وفيما يتعلق بمراحل برنامج إدارة التغيير المؤسسي: فتبدأ من تصميم برنامج إدارة التغيير المؤسسي بشكل يناسب هيكل واحتياجات المنظمة، ويكون موائما لبرنامج التغيير بما يحقق تطلعاته، من خلال:
- الإعداد والتحضير: وهي المرحلة التي يتم من خلالها التحضير لإطلاق البرنامج، و تحديد جهة عليا للتوجيه والإشراف، وتشكيل فريق عمل رئيس لإدارة التغيير.
- التصميم والتطوير: وهي المرحلة التي يتم من خلالها تحديد أهداف البرنامج وتطوير مكوناته المختلفة، وخطط العمل الخاصة به، وتطوير خطة لإدارة المخاطر، وإعداد وسائل القياس والتقييم وأنظمة التقارير والمراقبة، وتأهيل فرق العمل المختلفة لإدارة أنشطة البرنامج.
- تنفيذ البرنامج: وهي المرحلة التي تعنى بإطلاق أعمال البرنامج رسميا من خلال الأنشطة المختلفة التي تصاحب بدء العمل في التنفيذ، وذلك من خلال الحملات التوعوية، وإطلاق مبادرات التغيير وتدريب جميع العاملين على مستوى المنظمة.
- وكلاء التغيير: وهو قيام فريق التغيير الرئيس في المنظمة بتدريب فرق المستوى الثاني المختارة، ثم قيام فرق المستوى الثاني بتدريب عدد أكبر من فرق التغيير المحلية في المستوى الثالث، وهكذا.
- المراقبة والتقييم: وهي مرحلة قائمة بالتزامن مع المرحلة الثالثة، وتهدف إلى القياس المستمر لأنشطة برنامج التغيير والوقوف على النتائج المباشرة وتحليلها بغرض تحسين أعمال البرنامج بالتحديد المستمر للفجوات ومناطق التحسين، وإجراء التعديلات اللازمة، وتوثيق الأعمال ونقل المعرفة.
     إن عملية التغيير المؤسسي من أصعب العمليات الخاصة بالتغيير الهيكلي, وعليه يجب التعامل مع الأمر بصورة احترافية عبر برنامج قصير ومتوسط وطويل المدى لضمان تحقيق برنامج التغيير أهدافة المطلوبة وأثارة الإيجابية.