سياسيون لـ"الفجر": الإصلاح والحوثي يمارسان العمل السياسي والعسكري بالوكالة عن أطرف أخرى
انكشفت حقيقة العلاقة بين حزب التجمع اليمني للإصلاح، وميليشيا الحوثي الإنقلابية، حيث ظهرت حالات التقارب في العديد من المجالات.
ويرى مراقبون أن علاقة الإصلاح والحوثي، مرتبطة إرتباطاً أساسياً بالعلاقة التي تجمع قطر والنظام الإيراني، مشيرين إلى أن علاقة الأخير قائمة على إستهداف دول التحالف العربي التي تهدد المصالح الطائفية لهما في المنطقة.
وقال الفنان محمد الهجري أحد أفراد الجالية اليمنية بالقاهرة، حيث أن التيارين اسلاميين وفي اليمن يسيطر اللوبي الهاشمي السلالي العنصري على قياده حزب الاصلاح، فيسير أهداف الحزب لصالح الجناح السياسي للوبي الهاشمي السلالي في اليمن أو بما يسمى بتيار(الحوثيين).
وأضاف في تصريحات خاصة لــ "الفجر" بأن الجماعتين الاسلاميتين بفكريهما السني والشيعي يخدمان اجنده السلاله الهاشميه في اليمن ومخططاتها العنصريه للتفرد في حكم الشعب اليمني.
وقال الباحث السياسي اليمني محمود الطاهر لــ "الفجر"، إن كلا من التنظيمَيْن " حزب الاصلاح اليمني ومليشا الحوثي" ينتمون إلى تصنيف واحد، وإنْ اختلفت الواجهة. فكلاهما هو عبارة عن تنظيم أو جماعة أُسِّسَتْ على أساس ديني، تعمل من خلال منظومة من الأدوات من أجل تحقيق التغلغل المجتمعي، وأهمها العمل الاجتماعي والخيري الذي هو من أهم مفاتيح المجتمعات العربية والمسلمة، في ظل ارتفاع مستوى الفقر والعَوَز فيها.
وأضاف في تصريحات خاصه أن كلا التنظيمَيْن يشترك كذلك في أنه تنظيم وظيفي. فجماعة الحوثي، أسستها إيران، ضمن إستراتيجية النظام الحاكم حاليًا هناك، للتدخُّل في شؤون العالم العربي، والتأثير على الأحوال السياسية والأمنية والاجتماعية فيه.
وهي إستراتيجية تاريخية لإيران، وإن تبدَّلت الوجوه، منذ عهد الإمبراطورية الفارسية، وحتى الآن، مرورًا بتجربة الدولة الصفوية.
ويُعرَف هذا المشروع حاليًا بمشروع "تصدير الثورة" الذي تبناه الخوميني ونظام الملالي، تحت شعارات مثل "نُصرَة الشعوب المستضعفة" و"تحقيق سعادة الإنسان"، لإخفاء حقيقة نواياهم وخططهم التي – بالفعل – تُعتبر امتدادًا طبيعيًّا لسياسات الإمبراطورية الفارسية عبر التاريخ.
أمَّا تنظيم الإخوان المسلمين في جذره؛ فإن هناك الكثير من الدراسات الضافية التي قامت بها عددٌ من مراكز البحوث وأجهزة المعلومات والتقييم الإستراتيجي في العالم العربي، وجدت أن الاحتلال البريطاني هو الذي عمل على تأسيس التنظيم في مصر، ضمن إستراتيجية بعيدة المدى لمرحلة ما بعد خروج الاستعمار التقليدي من عالمنا العربي والإسلامي.
وإيجاد مثل هذا التنظيم، تم مع سياسات وإستراتيجيات أخرى، مثل إعادة تصحيح بعض غريب الحديث النبوي، وإعلاء قيمة فريضة الجهاد، ومن دون مسبباتها الحقيقية التي نصَّت عليها الشريعة الإسلامية، وأكدتها الممارسة النبوية، على حساب قضية العمران، وتزكية الانقسامات المذهبية بين أبناء الأمة، من أجل إضعاف الدولة الوطنية في مرحلة ما بعد الاستقلال من خلال هذه المجموعات، التي تقود إلى ظاهرة "ثنائية الدولة/ المجتمع" كما ذكرنا.
وقال ومن ذلك وبالعودة إلى نقطة الالتقاء بين الحوثيين مع جماعة "الإخوان المسلمون" تم خلال دعم الثورة الإيرانية التي أعلت من شأن المذهب الشيعي، لتحقيق التمايز المطلوب للدولة الجديدة في إيران، كما فعلت الدولة الصفوية، بالضبط.
واشار الطاهر في هذا الإطار، فإن الحوثيين والإخوان، ومَن ينحو نحوهما من جماعات ما يُعرَف بـ"الإسلام السياسي"؛ تُمارس العمل السياسي والعسكري بالوكالة عن أطراف أخرى، وتحشد عناصرها كمرتزقة في كثير من الأحيان.
وكشف خلال تصريحاته بأن اليمن بدا ذلك واضحا منذ انتفاضة الثاني من ديسمبر الذي قادها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ضد الحوثيي، وهو ما ظهر حقيقة الاخوان المسلمين، الذين يخوضون من قطر، عن طريق شبكة "الجزيرة"، ومن خلال القنوات الإخوانية التي تُبَثُّ من إسطنبول، حربًا ضروسًا ضد الحكومتَيْن الإماراتية والسعودية، يتهمونهما فيها بأبشع الاتهامات، لأنها غيرت لهجتها الإعلامية ضد الرئيس اليمني الراحل.
وأضاف: لكن بعد ظهور قوة طارق صالح، والتحام عدد كبير من صفوف الجيش اليمني الذي تم تسريحهم عقب أحداث 2011، إلى المقاومة الوطنية لتحرير اليمن والذي شكل محورًا مهما في إستراتيجية حرب التحرير وتلاه تحقيق نجاحات متتالية وسريعة سطرته القوات المشتركة في الحديدة.
واكد الطاهر بأنه بدا الانزعاج القطري وأدواتهم الإخوانية واضحًا من النجاحات السريعة التي تحققت في الساحل الغربي؛ لأن ذلك كشف عورة القوات المتواجدة في نهم وصرواح ومناطق أخرى في اليمن التي لم تحقق منذ أربع سنوات أي اختراق مهم لصفوف الحوثيين، وكانت تماطل في العمليات العسكرية لتحقيق المزيد من كسب الأسلحة والأموال من دول التحالف العربي أولًا، وثانية لخدمة الحوثيين، وثالثا انتقامًا من التحالف الذي سجل موقفًا مشرفًا ضد قطر وطالبها بحزم وقف دعم الإرهاب والتعاطي معهم.
ولأن الإخوان المسلمين ليس لهم انتماء لوطن محدد أو دين، وإنما منساقون وراء مصالح سياسية تقودها دول إقليمية، عملوا وبتوجيهات قطرية وتركية وإيرانية مشتركة على محاولة إحداث "شرخ مجتمعي"، تارة بين الإمارات العربية المتحدة والشعب اليمني، وتارة بينها وبين التحالف ذاته، وأخرى بينها وبين الحكومة اليمنية، بهدف تشويه دورها في تحرير اليمن.
واكمل حديثه بأنه في شهر فبراير ومارس الماضيَيْن، تواترت الكثير من التقارير عن تصعيد يقوم به الإصلاح ضد المصالح السعودية في اليمن، مع تقارب كبير مع الحوثيين.
وهناك تصريحات قيادات ميليشيات الحوثي، في أكثر من مناسبة، أكدوا فيها وجود علاقات أو جسور تواصل وقنوات مفتوحة مع حزب الإصلاح.
وما يؤكد ذلك، هو هدوء الجبهات التي يقودها الإخوان في مأرب وتعز وجبهة "نهم" في العاصمة صنعاء، ضمن القوات التابعة للحكومة اليمنية والتحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وقال بأن هذه ليست هي المرَّة الأولى التي تقوم بها الميليشات التابعة للإصلاح بذلك؛ حيث سلمت ميليشيات الإصلاح الإخوانية في نوفمبر 2015، منطقة "الشريجة" جنوب مدينة تعز إلى ميليشيات الحوثي.
كما تكرر ذلك في أكتوبر 2017م؛ حيث سلمت ميليشيات الإخوان لهم "جبل هان" في تعز، وهو المنفذ الوحيد الرابط بين تعز وعدن.
بشكل عام، فإننا نتخوف من اتساع نطاق الخيانات الإخوانية للحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي، وفي تعز والمحافظات الشمالية على وجه الخصوص، في ظل المواءمات بين الإخوان وميليشيا الحوثي، والدور القطري – التركي – الإيراني، في تأسيس علاقات جيدة بين الحوثيين والإصلاح، بما يمكن التحالف الثلاثي السابق من السيطرة على اليمن عبر الحوثيين والإخوان.