خبير آثار يكذب إسرائيل: لا دليل على تأريخ مسجد النقب بالقرن السابع الميلادي
قال علماء آثار إسرائيليون إنهم اكتشفوا بقايا مسجد من أقدم المساجد في العالم ويعود بناؤه تقريبا إلى فترة وصول الإسلام إلى هذه المنطقة، وتعتقد هيئة الآثار الإسرائيلية أن المسجد يعود تاريخه إلى القرن السابع أو الثامن الميلادي، وقد تم اكتشافه قبيل البدء في أعمال إنشاء جديدة بمدينة رهط البدوية بصحراء النقب، وتناقلت المواقع العربية هذا الخبر.
ومن ناحيته أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء، أن المكتشف لم يقدم دليلًا واحدًا على صحة تأريخ المسجد والمتمثلة فى أسلوب بناء المسجد والتخطيط والمواد المستخدمة ومقارنتها بأمثلة معمارية أخرى مؤرخة في الموقع أو مواقع أخرى، كما لا توجد أى لوحات تأسيسية أو نقوش تؤرخ للمسجد.
وأضاف ريحان أنه لم يعثر على أي قطع أثرية تساهم في تأريخ المسجد ولم يحدد لنا المكتشف طبقة أثرية مؤرخة كشف بها المسجد يمكن الاعتماد عليها وكذلك لم يكن هذا المسجد متعلقًا بمبنى أو داخل مبنى كقلعة حربية مثلًا أو غيرها معروفة التاريخ يمكن من خلالها تأريخ المسجد.
وأوضح ريحان أن جدران المسجد التي تظهر في الصور مع الخبر لا توحي بهذا التاريخ بأي شكل من الأشكال بل هي أحدث بمراحل، وإذا كانت هذه أعمال تجديد بالمسجد فما هو تاريخ المسجد الأصلي وما الأدلة الأثرية على ذلك وبالتالي يمكن التعرف على أعمال التجديد ومتى تمت.
ونوه ريحان إلى أن المكتشف لم يقدم رؤية تاريخية عن سبب وجود مسجد بهذا الموقع وعلاقته الحضارية بالمكان والأماكن من حوله ويعطى أمثلة بالاكتشافات الأثرية الذى يعلن عنها فى مصر المكتملة للعناصر العلمى لتأريخ الآثار المكتشفة ويقارن بينها وبين الإعلان عن هذا الاكتشاف ليتأكد من عدم التزامه بالمنهج العلمى فى نشر اكتشافه وتوثيقه وتأريخه بالشكل العلمى قبل الإعلان عن ذلك.
ويعرض الدكتور ريحان نماذج لأقدم مساجد في العالم وقد بنيت أول عشرة مساجد على وجه الأرض بالمملكة العربية السعودية والقدس، أولها المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد الأقصى ومسجد قباء والمسجد النبوي ومسجد الجمعة ومسجد القبلتين يليه مسجد بني حرام ومسجد المصلى ومسجد الساقية والمساجد السبعة وكلها بالمملكة العربية السعودية أى هناك 9 مساجد بالسعودية ومسجد بالقدس هى أقدم مساجد على وجه الأرض.
ويتابع الدكتور ريحان بأن مصر تضم أقدم مساجد أفريقيا وأقدم من المسجد الذى أعلنت عنه سلطات الآثار بالنقب وهو مسجد سادات قريش الذي يقع بشارع بورسعيد بمدينة بلبيس محافظة الشرقية ويعود تاريخ إنشاؤه إلى فترة دخول عمرو بن العاص رضي الله عنه مصر عام 18هـ ويحتل المركز 13 عالميًا فى تاريخ بناء الجوامع فى الإسلام ويعد أقدم من جامع عمرو بن العاص بمصر القديمة بعامين.
وهناك مسجد مكتشف بحصن رأس راية الإسلامي 10كم جنوب مدينة طور سيناء وقد اكتشفته بعثة آثار مصرية يابانية مشتركة تحت إشراف منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية داخل الحصن موسم حفائر 1997، حيث عثر بطبقة الاكتشاف على لقى أثرية من شبابيك قلل، مسارج زيت، خزف، وزنات عملة وعملات تم تأريخها بالقرن الثاني والثالث الهجري أى الثامن والتاسع الميلادي.