مطالب أمريكية بمحاسبة قطر لانتهاكها اتفاقية السماء المفتوحة

عربي ودولي

بوابة الفجر


لفت تقرير لموقع "تاون هول" الأمريكي اليوم الأربعاء، إلى أن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في البيت الأبيض، ركز على الجوانب الاقتصادية فقط دون التطرق إلى الدور القطري في الأحداث والنزاعات الدائرة في العالم.

وأشار إلى أن استثمارات قطر في الولايات المتحدة شهدت زيادة ملحوظة، كان آخرها شراء الدوحة لـ 5 طائرات شحن أمريكية الصنع من طراز "بوينغ 777، مما أثار تساؤلات لدى الأوساط السياسية عن موقف ترامب من الاتهامات الأخيرة الموجهة للدوحة.

ففي حين أن هذا الأمر هو خبر جيد بالنسبة لشركة بوينغ التي لا تزال تعاني من تبعات حوادث طائراتها الـ "737 ماكس"، كان ينبغي على ترامب أن ينتهز الفرصة لمساءلة أمير قطر عن انتهاكاتها لاتفاقية السماء المفتوحة التي وقعها مع الولايات المتحدة في يناير(كانون الثاني) العام الماضي.

وتهدف الاتفاقية إلى تمهيد المجال بين شركات الطيران الدولية من خلال إلغاء الإعانات الحكومية لشركات الطيران والحد من المشاركة السياسية في القرارات التجارية مثل الطرق والتسعير، وكما تعتبر الاتفاقيات شائعة جداً، إذ تحافظ الولايات المتحدة على ترتيبات الأجواء المفتوحة لديها مع 126 دولة في جميع أنحاء العالم، وفي الغالبية العظمى من الحالات يتم اتباع الاتفاقات واحترامها، إلا أن الاتفاق مع قطر شكل استثناء نادراً مثيراً للقلق.

فالدوحة وقعت اتفاقية السماء المفتوحة وتعهدت بوقف الإعانات لشركات الطيران، بعد أن صرفت عشرات المليارات من الأموال الحكومية لضمان خطوطها الجوية، حيث اتهمت العام الماضي في استخدام أموال الضرائب وغيرها من الأموال الحكومية في دعم الخطوط الجوية القطرية.

ورداً على انتهاكات الدوحة، قامت إدارة ترامب بإعادة التفاوض حول بنود الاتفاقية من أجل إنهاء الإعانات غير القانونية، وزيادة الشفافية حول الأموال القطرية، فضلاً عن تجميد رحلات الخطوط الجوية القطرية الجديدة إلى الولايات المتحدة.

ولكن للأسف، عادت قطر إلى طرقها القديمة في المراوغة قبل أن يتم وضع الصيغة النهائية للاتفاق، حيث قام المسؤولون القطريون باختلاق طرق غامضة للابتعاد عن الاتفاقية عن طريق دعم شركات طيران أخرى بالإضافة إلى إطلاق خطوط جوية جديدة إلى أمريكا.

وقامت الخطوط الجوية القطرية بشراء حصة في شركة ميريديانا بنسبة 49%، وهي شركة طيران إيطالية إقليمية فاشلة، وكما أعادت تسميتها باسم Air Italy، التي تستخدم الآن كوكيل لطرق جديدة تدعمها الإعانات بين الولايات المتحدة وإيطاليا، متجاهلة كل القوانين والمبادئ التي نصت عليها الاتفاقية من خلال تقديمها خدمات لـ 5 مدن أمريكية وحصولها على ملايين الدولارات كإعانات من الحكومة القطرية.

ووفقاً للتقرير، فإن التمثيلية بين الخطوط الجوية الإيطالية القطرية، جعلت كلاً من الكونغرس والإدارة الأمريكية تبدو بمظهر"سخيف" للغاية.

وأوضح أن "air Italy" تستخدم طائرات تابعة للخطوط الجوية القطرية من أجل نقل أفراد طاقمها الذين يرتدون سترات حمراء، حيث ظهر الرئيس التنفيذي للعمليات في الخطوط الجوية الإيطالية، والرئيس التنفيذي للرحلات الجوية، ونائب الرئيس للمبيعات والتوزيع قبل بضعة أشهر بالبدل الحمراء الخاصة بالخطوط الجوية القطرية، مشيراً إلى أن الخطوط الجوية الإيطالية تعتمد اللون الأحمر التابع للخطوط القطرية، ما يعني بأن الحكومة القطرية تقدم دعماً مالياً وإعانات للشركة من أجل بقائها في سوق العمل.

ولفت إلى أن العلاقات القطرية الأمريكية باتت عرضة للخطر إثر تجاهل الدوحة لاتفاقية السماء المفتوحة مع الولايات المتحدة، موضحاً أن الوضع يشكل سابقة رهيبة قد تعمد من خلالها الولايات المتحدة للنظر في الاتجاه الآخر، وهو ما ينذر بعواقب وخيمة على المفاوضات التجارية والعسكرية بين البلدين في المستقبل.

ودعا التقرير الرئيس الأمريكي إلى محاسبة أمير قطر وإجباره على الالتزام باتفاق السماء المفتوحة، وأن يبعث رسالة للدوحة مفادها أن واشنطن لن تتساهل مجدداً مع الدول التي تتجاهل وتنكث بالاتفاقيات.