ألمانيا تحذر من عملة فيسبوك "ليبرا"
أكد أولاف شولتس وزير المالية الألماني أنه يتعين على الهيئات التنظيمية ضمان أن العملات الرقمية مثل "ليبرا" التي تعتزم "فيسبوك" طرحها لا تهدد الاستقرار المالي وخصوصية المستهلكين.
وبحسب "رويترز"، قال شولتس قبل اجتماع لمجموعة السبع في فرنسا في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، "إصدار عملة يجب ألا يكون بيد شركة خاصة كونه عنصرا أساسيا لسيادة الدولة".
وأضاف "اليورو ما زال الوسيلة الوحيدة للمدفوعات في منطقة اليورو".
وأوضح أن برلين تنسق جهودها دوليا مع حلفائها لضمان الاستقرار المالي وحماية المستهلكين وسد أي ثغرات قد تسمح بغسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وبحسب "الألمانية"، ذكرت صحيفة "بيلد" الصادرة أمس، استنادا إلى مذكرة داخلية للوزارة، أن الحكومة الألمانية تدرس بالتعاون مع البنك المركزي الألماني كيفية الحيلولة دون إرساء عملة ليبرا كبديل عن عملات رسمية مثل اليورو.
ورفضت الوزارة التعليق على تقرير الصحيفة أمس، إلا أن مصادر حكومية ذكرت أن عملة ليبرا الرقمية تمثل بكل وضوح تحديا، ولا سيما بالنسبة للبنوك المركزية.
وكان مؤسس "فيسبوك"، مارك زوكربرج، أعلن في حزيران (يونيو) الماضي إطلاق عملة خاصة لـ"فيسبوك" على الإنترنت اعتبارا من عام 2020، التي يمكن عبرها شراء عملات مستقرة مثل الدولار الأمريكي أو اليورو، وتسديد مشتريات بها عبر الإنترنت بعد ذلك.
وتستهدف هذه العملة الأفراد الذين يريدون تحويل أموال عبر الحدود ويضطرون من أجل ذلك لدفع رسوم مرتفعة. وينظر خبراء حماية البيانات بتشكك إزاء هذا المشروع.
كما أعرب وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين عن تشككه إزاء العملة المشفرة، موضحا أن وزارته لديها مخاوف "جادة" من أن يساء التعامل مع عملة ليبرا من قبل غاسلي الأموال وداعمي الإرهاب ماليا.
كما أعلن جيروم باول رئيس البنك المركزي الأمريكي، وبرونو لو ماري وزير المالية الفرنسي، ومارك كارني محافظ بنك إنجلترا، معارضتهم لعملة ليبرا.
ومن المقرر أن يناقش وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى هذا الأمر خلال اجتماعهم اليوم بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس.
ويؤكد موقع فيسبوك نفسه أنه لن يتم تطبيق عملة ليبرا إلا عقب موافقة السلطات الرقابية، لتبديد أي مخاوف تجاه العملة قبل إطلاقها.
من جهة أخرى، أظهر مسح أمس، أن معنويات المستثمرين الألمان تدهورت على نحو حاد فاق التوقعات في تموز (يوليو) الجاري. وبحسب "الألمانية"، أشار معهد زد.إي.دبليو الألماني إلى النزاع التجاري المستمر بين الصين والولايات المتحدة فضلا عن التوترات الإيرانية.
وقال المعهد إن مسحه الشهري أظهر أن ثقة المستثمرين في الاقتصاد نزلت إلى - 24.5 من - 21.1. وتوقع اقتصاديون انخفاضا أقل حدة إلى - 22.3.