"سيرتها الطيبة عاشت بعد قتلها".. حكاية "أم هاجر" ضحية الـ 20 جنيه في إمبابة (صور)
"أم هاجر كانت بتحفظ الأطفال والنساء القرآن الكريم في مسجد الهدي وشقتها من غير فلوس، ربنا يجعله في ميزان حسناتها، كانت منتقبة وطيبة في حالها طول عمرها، بقالها أكثر من 20 سنة ساكنة في المنطقة، عمرنا ما سمعنا منها غلط، مكنش عندها غير إبنتها "هاجر"، متزوجة بمحافظة دمياط".. "يوم الجريمة كانت بتزور أحد أقاربها، ورفضت الإقامة معها بسبب دروس تحفيظ القرآن"، والمتهم "لو كانت أمي عايشة مكنش حصل ده كله".. هذه لمحة بسيطة عن حكاية " الست أمل"، ضحية الـ 20 جنيه، بشارع ترعة السواحل، بمنطقة إمبابة.
"خرجت تزور أحد أقاربها"
خرجت "أمل عبد القادر"، صاحبة الـ52 عاما، من شقتها صباح يوم الجمعة الماضية لزيارة أحد أقاربها والإطمئنان عليها، وبعد زيارتها وحديث دام لعدة ساعات، طلبت منها قريبتها المكوث معها عدة أيام، بدلا من أن تقيم بمفردها بين أربعة حيطان لوفاة زوجها منذ حوالي عامين، وزواج إبنتهما الوحيدة هاجر بمحافظة دمياط، لكنها رفضت أن تمكث صحبتها، خوفا من تأخرها عن دروس تحفيظ القرآن الكريم، فلم تكن تعرف أنه أخر يوم لها في الحياة وأنها ستقتل بـ 14 طعنة متفرقة بجسدها، بعد خنقها بـ " إسدال الصلاة".
"أم هاجر منتقبة وكانت بتحفظ القرآن الكريم"
ذهبت "الفجر" إلى العقار محل الجريمة، بشارع ترعة السواحل بمنطقة القومية العربية، في إمبابة، وإلتقت مع صاحب محل أخشاب بالعقار محل الواقعة، الذي بدأ حديثه قائلا: " الست أمل كانت ساكنة في المنطقة من أكثر من 20 سنة، مكنتش أعرف شكلها لانها كانت منتقبة، وعندها إبنتها هاجر "متزوجة بمحافظة دمياط"، دائما كانت تزورها، خصوصا بعد وفاة زوجها منذ حوالي سنتين، وكانت دائما تذهب إلى المسجد لتحفيط القرآن الكريم، ويوم الجريمة رجعت البيت أخر النهار، وكانت معاها أكياس، كان وقتها المتهم نازل من العمارة، وعرض عليها المساعدة، قائلا لها، "عايز حاجة يا حاجة، أساعدك وأطلع لك الأكياس"، فوافقت مضيفا، أنه أثناء صعودهما سمعها تتحدث في هاتفها المحمول، وتخبر محدثها بأنها سوف تنام، وبعد توصيلها للطابق الأول، تركها ونزل، وجلس في الشارع عدة ساعات.
ثم صعد مرة أخرى، لسرقتها، وفتح باب شقتها، بعد نزع "العين السحرية"، ووجدها نائمة بصالة الشقة، فتركها وتوجه إلى غرفتها، وبفتحه حقيبتها بحثا عن أموال، لم يعثر على أي أموال سوى 20 جنيها، وحال خروجه، إستيقظت "أم هاجر" فحاولت الصراخ لتستنجد بجيرانها، لكنه خنقها بـ "إسدال صلاة" كانت ترتديه، ثم توجه إلى مطبخ الشقة، وأحضر سكين وطعنها 14 طعنة، أسقطها قتيلة، وسرق هاتف محمول ماركة نوكيا وأخر ماركة سامسونج، خاصين بها وفر هاربا، متابعا "كاميرات المراقبة المركبة في المحل عندي، كانت طرف الخيط اللي ساعدت المباحث في الوصول إلى المتهم".
"الجيران خايفين يدخلوا العمارة من يوم الجريمة"
وإلتقط عامل بورشة ميكانيكي، الحديث قائلا: "أنا شغال هنا بقالي 15 سنة، عمري ماشفت من "أم هاجر" حاجة وحشة، ربنا يرحمها كانت ست تعرف ربنا، وبتحفظ الأطفال القرآن، "كانت متزوجة الأستاذ صابر، ولديها إبنة وحيدة إسمها هاجر، وأستاذ صابر كان لديه 3 أبناء أخرين من زوجة أخري، وكان ينزل من العمارة، للجلوس على المقهي قليلا والصعود مرة أخري، وكان إبنه " محمد" يزورها دائما خاصا بعد وفاة والده من حوالي سنتين"، موضحا،: " من يوم جريمة القتل خايف أدخل العمارة، كنت بملاء المياة من داخلها، دلوقتي بروح أملاء المياه من القهوة".
"صوت القرآن الكريم يصدر من شقتها"
وبالصعود إلى الطابق الأول حيث مكان الجريمة، سُمع صوت أيات القرآن الكريم تخرج من شقة المجني عليها، رغم عدم تواجد إبنتها هاجر وزوجها بالشقة، كما تبين عدم تواجد أحدا بالشقة المقابلة لها، وبالصعود إلى الطابق الثاني، والتقابل مع "أم عبد الرحمن"، صديقة المجني عليها روت ما تعرفه عن صديقتها، قائلة "أم هاجر" كانت ست حاملة القرآن الكريم، أنا واحدة من الناس كنت بستفاد منها، مكنتش بتقول غير قال الله وقال رسوله، وكانت بتذهب إلى مسجد الهدي، حوالي الساعة 8، لتحفيظ الأطفال والنساء القرآن، وزوجها الله يرحمه كان شغال مأمور ضرائب، وإبنتها هاجر حاصلة على ليسانس حقوق، لكنها لا تعمل محامية، لزواجها في محافظة دمياط.
جارتها: كانت بتحفظ القرآن لوجه الله
وأوضحت: "كانت بتحفظ الناس من غير فلوس، كانت بتعمله لوجه الله، ربنا يجعله في ميزان حسناتها، وكانت ناوية تحفظ الناس كلها هنا القرآن، أنا واحدة منهم حفظتني أيات قرآنية، وحفظت أولادي"، مواصلة يوم الجمعة كانت في زيارة لإبنة خال زوجها، وطلبت منها تقيم معها عدة أيام، لكنها رفضت بسبب دروس تحفيظ القرآن، ويوم السبت حضر إبن شقيقتها للإطمئنان عليها، بسبب إغلاق هاتفها، فطرق باب شقتي وسألني عن مفتاح شقتها، لانها معتادة تركه عندي، فقلت له، أنه ليس لدي، وبنزوله، وطرقة باب شقتها، لم تستجب، فإضطر إلى كسر باب الشقة صحبة إبني، ونزلنا إلى الشقة ووجدناها مخنوقة بـ"إسدال الصلاة"، والسجادة غارقة بالدماء، وملابسها ملطخة بدمائها.
وأشارت أن الجارة في الشقة المقابلة لي شعرت بتواجد شخص بشقتها، لكنها لم تهتم، لظنها أنه أحد إبنائها، ودخل الشقة المقابلة لشقة " أم هاجر"، عن طريق المنور بعد كسره الشباك الحديدي، المركب، وبعثر محتويات الشقة للبحث عن أي أموال لكنه لم يجد لعدم تواجد سكان بها، فسرق بنطلون من الدولاب، وفتح باب الشقة وفر هاربا، حسبي الله ونعم الوكيل فيه، اللي عمله فيها يتعمل فيه.
"بلاغ بالعثور على جثة محفظة قرآن داخل شقتها"
وتلقى اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة إخطار من العقيد محمد عرفان مفتش مباحث شمال الجيزة، بورود بلاغا للمقدم محمد ربيع رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة من شرطة النجدة، بالعثور على جثة سيدة داخل شقتها بنطاق القسم، وانتقلت قوة أمنية لمكان البلاغ برئاسة المقدم أمثل حرحش وكيل فرقة شمال الجيزة، والرائد محمد بهاء معاون مباحث القسم، وعثر على جثة قاطنة الشقة وتبين أنها تدعي أمل.ع، في العقد الخامس من عمرها، "محفظة قرآن كريم"، مصابة بـ 14 طعنة متفرقة بجسدها.
وتوصلت التحريات رجال مباحث إلى أن السيدة المعثور على جثتها داخل شقتها بمنطقة إمبابة، كانت تقيم بمفردها بعد وفاة زوجها، وتعمل محفظة قرآن كريم، كما تبين أنها عثر على جثتها ملقاة على الأرض، ومصابة بـ 14 طعنة، متفرقة بجسدها، وبالفحص تبين وجود بعثرة بمحتويات الشقة، وكلف اللواء محمد الألفي نائب مدير مباحث الجيزة، العميد عمرو طلعت رئيس قطاع شمال الجيزة، بتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة، وتوصلت جهوده إلى أن عاطل وراء قتلها لسرقتها، وبإعداد عدة أكمنة تمكنت قوة أمنية من القبض عليه، وبمواجهته أقر بارتكاب الجريمة على النحو المشار إليه.
المتهم: لو كانت أمي عايشة مكنش حصل كل ده
كشفت تحقيقات رجال مباحث الجيزة عن أن المتهم بارتكاب الجريمة، يدعي فتحي، في العقد الثاني من عمره، الشهير بـ" حمبوصة"، ومقيم بقرية طناش بمنطقة الوراق، صادر ضده 5 أحكام قضائية في قضايا "سرقة مسكن، سرقة متنوعة مشاجرة، سلاح أبيض " آخرهم القضية رقم 6562018 جنح قسم الوراق "سلاح أبيض" موضحة إلى أن والدته متوفية ووالده متزوج غيرها.
وأضافت التحقيقات إلى أنه يوم الجريمة كان متواجدا بالعقار سكنها لسرقة إحدي الشقق السكنية ولدي محاولته فتح الباب لسرقة الشقة، إستشعرت به قاطنة الشقة، فحاول الفرار هاربا، ولدي نزوله، تصادف صعود، المجني عليها، فعرض عليها مساعدتها في حمل "الأكياس"، وبإعطائها له، وصعوده إلى شقتها سمعها تتحدث مع أحد في هاتفها المحمول، وتخبره، بأنها سوف تنام، لشعورها بالإرهاق.
وتابعت التحقيقات، أنه بعد نزول الشهير بـ"حمبوصة"، عقد العزم على سرقتها، ومكث في الشارع، بضع الوقت، ليتأكد من نوم المجني عليها، وبصعوده إلى شقتها مرة أخري وفتحه الباب، وجدها نائمة بصالة الشقة، وبتفتيش الشقة لسرقتها، لم يعثر على أي مبالغ مالية سوي 20 جنيها، وحال خروجه، إستشعرت به المجني عليها، وحاولت التوجه إلى الباب لتستغيث بجيرانها، ما دفعه إلى التعدي عليها بالضرب، وإصابتها بـ 14 طعنة، أسقطها قتيلا، ثم سرق هاتفين محمول خاصين بها وفر هاربا.
وأشارت التحقيقات إلى أن إحدي كاميرات المراقبة المركبة بالشارع مكان الجريمة، رصدت لحظة هروب المتهم مسرعا، وبتتبع الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليها تم الوصول إليه، وبالقبض عليه ومواجهته، أقر بارتكابه الجريمة، لعدم إنفاق والده عليه، وطرده خارج المنزل، بعد وفاة والدته، للزواج من أخري، قائلا " لو كانت أمي عايشة مكنش حصل كل ده".