الانشقاقات كلمة السر.. كيف انقلبت سياسات "أردوغان" الديكتاتورية على نظامه؟
يومًا بعد يوم، تتوالى الخسائر على رأس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب خسارته انتخابات بلدية اسطنبول، أمام منافسه المعارض أكرم إمام أغلو، والتي فاز بها، حتى تركه حلفاء الأمس ليرسموا نهاية عهد الديكتاتور العثماني، إذ أعلن بعض أعضاء حزب حزب العدالة والتنمية رسميًا عن عزمهم الانفصال عن الحزب، ومنهم الرئيس السابق عبدالله جول ، ونائب رئيس وزراء تركيا وزير المالية السابق علي بابا جان.
وباتت تحركات المنشقين عن حزب أردوغان جادة في اتجاه تأسيس حزب جديد معارض، وهو الأمر الذي يثير مخاوف الديكتاتور، ما دفعه لإعادة ترتيب سيناريو التخلص من صديقه القديم علي باباجان، بتهمة دعم حركة جولن, واصفًا كل من يخرج عن طوعه بـ "الإرهابي".
كثرة الأخطاء التي ارتكبها إردوغان أظهرت انتصار المعارضة الساحق، وهذه المعادلة يمكن لـ"حزب الشعب الجمهوري" والأحزاب الأخرى تكرارها على المستوى الوطني. وبالنسبة للأتراك الذين كانوا يائسين من تجاهل أردوغان المتزايد للمعايير الديمقراطية، كان النصر نقطة أمل، حتى الصحف المؤيدة لإردوغان كتبت: "الديمقراطية انتصرت".
كما أن المخاوف بشأن الاقتصاد الراكد والقضايا المعيشية كانت مهمة وبدأت بالفعل في تغيير المشهد السياسي، وهو ما تحمله الرئيس التركي، لذا استخدم سلطته في اتخاذ القرارات التي انعكست على شعبيته.
نائب رئيس وزراء تركيا وزير المالية السابق
وانشق باباجان عن الحزب الحاكم "العدالة والتنمية"، الذي يعد أحد مؤسسيه، بعد تقديم استقالته منه بعد 18 عاما من عضويته به. وقالت صحيفة "زمان"، التابعة للمعارضة التركية، إن أنظار الرأي العام في تركيا تتجه إلى أردوغان، وكيف ستكون خطواته في حال نجاح علي باباجان المنشق عن حزبه في تأسيس حزبه الجديد، موضحة أنه خلال رد أردوغان على أسئلة الصحفيين في الطائرة القادمة من البوسنة والهرسك، فضحه لسانه عما كان يفكر في حق علي باباجان، حيث أكد أنه عرض على باباجان الذهاب إلى أوزبكستان والعمل معها مهمة مشتركة، لكن يبدو أنه لاحظ نيته ورفض الاقتراح.
وأضافت الصحيفة التركية المعارضة، أنه بحسب تصريحات أردوغان الأولى على استقالة باباجان من حزبه، استعدادًا لإعلان تأسيس حزبه الجديد، فقد كان ينوي تكليف علي باباجان بمهمة رسمية في أوزبكستان، إلا أنه اكتشف خطة أردوغان لإبعاده عن المشهد السياسي ورفض العرض.
40 برلمانيا
وعلى وقع انشقاق باباجان، كشفت وسائل إعلام تركية، مؤخرًا، عن نية 40 برلمانيا منتمين للحزب الحاكم الانضمام إلى الحزب الجديد. ويُرجع النواب الذين يعتزمون الاستقالة من العدالة والتنمية، اتجاههم لهذه الخطوة، إلى إصرار أردوغان على سياساته القائمة حاليا في المجالات كافة. إذ يسعى كل من باباجان وجول، منذ 3 أشهر تقريبا، لإقناع نواب العدالة والتنمية بالانضمام لحزبهما الجديد.
4 وزراء سابقين
كما سارع 4 وزراء سابقين منتمين لحزب أردوغان، 10 يوليو، إلى تأييد باباجان في خطوته الجديدة، والتي سيتم إطلاقه بدعم من الرئيس التركي السابق عبدالله جول.
وبحسب صحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة، فإن المؤسسة التركية للبراءات والعلامات التجارية تلقت طلباً بتسجيل براءة "حزب الأمان" ليكون اسماً لحزب باباجان الجديد. وقالت مصادر مقربة من نائب رئيس وزراء تركيا السابق إن التقدم بالطب المذكور تم في 18 أبريل المنصرم، بعد خسارة الحزب الحاكم الانتخابات المحلية يوم 31 مارس الماضي.