وزير الأوقاف: من حق المجتمع على أبنائه أن يراعوا مصالحه العامة
ألقى محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خطبة الجمعة بمسجد السلطان حسن بالقاهرة، تحت عنوان "الآداب والحقوق العامة للمجتمع وأثرها في رقيه وبناء حضارته".
وفي بداية خطبته أكد أن الإسلام دين السماحة والرقي، والذوق السليم، والقيم ومكارم الأخلاق، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: ”إِنَّ مِن أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ“، فكل ما يؤدي إلى الذوق السليم والرقي هو من صميم مقاصد الأديان، وكل ما يمكن أن يخدش الذوق السليم أو يخدش الآداب العامة فانفض يدك منه، وتناول ثلاثة من الآداب العامة التي تحافظ على القيم والذوق السليم، وتبين إلى أي مدى حافظ ديننا الحنيف على مشاعر الإنسان وهي: أدب الاستئذان، وأدب الطريق والأماكن العامة، وأدب التعامل مع كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضاف أن أدب الاستئذان من الآداب والحقوق العامة التي ينبغي على الإنسان مراعاتها قال تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا..” وقد علّمنا النبي صلى الله عليه وسلم الاستئذان وآدابه ، من ذلك أن يبدأ المستأذن بالسلام ، ويذكر اسمه، مستشهدًا بما روي عن سيدنا جابر رضي الله عنه ، قَالَ : أتَيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم) ، فَدَقَقْتُ البَابَ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا؟ ، فَقُلتُ : أَنَا ، فَقَالَ : أنَا ، أنَا ! ، كَأنَّهُ كَرِهَهَا ، وكذا من آداب الاستئذان غض البصر ، وعدم استقبال الباب ، قَالَ صلى الله عليه وسلم : (إنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئذَانُ مِنْ أجْلِ البَصَرِ) ، موضحًا أن من الاستئذان احترام خصوصية الآخرين ، فلا ينبغي أن يستخدم الإنسان أشياء غيره إلا بإذنه ، حتى ولو كان الأمر صغيرًا ، ليرتقي الإنسان بمشاعره إلى أعلى درجات الرقي العام والذوق السليم.
وفي ذات السياق أكد أن الطرقات العامة شرع لها الإسلام آدابًا عالية، وحقوقًا راقية، قال (صلى الله عليه وسلم ) : ” (الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ – أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ – شُعْبَةً ، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ”، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم:” بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَه”، ، فينبغي لمن يستخدم الطريق أو المنشآت العامة المحافظة على نظافتها ، وعدم إلقاء المخلفات في الطريق ، بل ينبغي وضعها في الأماكن المخصّصة لها ، كما يجب أن يرفع عنها الأذى .
وأكد أنه ينبغي على الإنسان إكرام من هو أكبر منه سنًا ، فليس منا من لم يوقر كبيرنا ، وشباب اليوم هم شيوخ الغد ، فالعادات تورث ، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم:” إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ تَعَالَى: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبةِ المُسْلِمِ”، وأمة يضيع فيها مقام الكبير وذوي الاحتياجات الخاصة أمة لا تطبق صحيح الدين.
وفي ختام خطبته أوضح أن من حق المجتمع على أبنائه أن يراعوا مصالحه العامة ، وذلك من خلال الاهتمام بتوضيح نظرة الإسلام لموضوع الزيادة السكانية ، وهو أمر يتجاوز قدرات الأفراد إلى إمكانات الدول في توفير الخدمات التي لا يمكن أن يوفرها آحاد الأفراد بأنفسهم لأنفسهم , وأن القلة القوية خير من الكثرة الضعيفة الهزيلة ، التي عبر عنها نبينا (صلى الله عليه وسلم ) أنها غثاء كغثاء السيل ، وهي كثرة تضر ولا تنفع ، ولا شك أن هذه الآداب الإسلامية العامة تسهم بشكل كبير في رقي المجتمع وبناء حضاراته.