كيف تستخدم إيران "الإخوان" وداعش لخدمة مخططاتها بالشرق الأوسط؟
"داعش.. الإخوان.. إيران" جمعيهم مسميات مختلفة متعددة الأوجه لخدمة مخططاتهم الشريرة في منطقة الشرق الأوسط، وتدميرها، فما يشهده العالم الآن، من محاربة للإرهاب ناتج من ارتباط ثالوث شيطاني مخرب، يتضمن ميليشات إيران الشيعية وجماعة الإخوان وتنظيم "داعش" الإرهابي، من أجل تحويل العالم العربي لدويلات متصارعة.
وبمرور الوقت تنكشف
مخططات تلك الجماعات المخربة، وتتساقط واحدة تلو الأخرى.
علاقة
مشبوهة
ترتبط إيران بعلاقة
مشبوهة مع جماعة الإخوان، وقد ظهر ذلك جلياً قبل أعوام قليلة جداً، وتحديداً في فبراير
عام 2013، عندما استضاف محمد مرسي العياط آنذاك، نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد،
خلال قمة إسلامية عقدها في القاهرة، بعد مظاهرات عمت البلاد ضد حكمه.
حينها خطب نجاد في
الأزهر الشريف معبرا عن عمق العلاقة بين الجانبين، ومعتبرا ضمنا، أن مصر باتت بوابة
تدخل إيران إلى المنطقة.
ولم تكن زيارة نجاد
للقاهرة الوحيدة حينها، فشخصيات استخباراتية وعسكرية عدة زارت مصر خلال فترة حكم الإخوان،
لعل أبرزها وبحسب صحف بريطانية، أبرزها التايمز، زيارة قام بها الجنرال قاسم سليماني،
بعد طلب مرسي المساعدة من إيران سرا، لتعزيز قبضة الإخوان على السلطة.
وفي هذا أكد طارق
البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن الجماعة تربطها علاقات قوية بإيران، وبالتالى
تستخدم إيران "الإخوان" كورقة ضغط ضد أمريكا في حال اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية الإخوان
تنظيما إرهابيا، حيث حينها سيهرب الكثير من عناصر الجماعة إلى إيران من أجل محاولة
الهروب من أى عقوبات قد تفرضها واشنطن على التنظيم.
وأضاف القيادى السابق
بجماعة الإخوان، في تصريحات صحفية سابقة، أن الجماعة ستصبح أحد الكروت التى ستستخدمها
إيران فى إطار التصعيد بين طهران وواشنطن، وبالتالى فإن دول مثل قطر وتركيا قد ترحل
عناصر الإخوان المقيمين فى أراضيها إلى إيران، باتفاق مسبق مع النظام الإيرانى، ومن
ثم تصبح إيران هى أحد أبرز الدول التى تستعين بها الإخوان بعد قطر وتركيا.
استغلال
العلاقة السيئة بين الإخوان وحكومات بلدانهم
ويقول خبراء إن طهران
طالما استغلت العلاقة السيئة بين الإخوان وحكومات بلدانهم، بهدف استقطابهم، في مصر
وتونس وأماكن أخرى.
وحتى في سوريا، التي
كان فيها النظام السوري حليفا لها، والذي استغلت إيران علاقتها الجيدة معه لتتوسط لديه
للإفراج عن عدد كبير من قيادات الإخوان وكوادرهم من السجون، مع بدايات الأزمة السورية.
"داعش" سلاح إيران لنفيذ مخططاتها بالشرق الأوسط
لم تهتم إيران بتجنيد"جماعة
الإخوان" فقط، فقد اعتمدت على "داعش" كذراع لها أيضاَ لتنفيذ مخططاتها
لتدمير منطقة الشرق الأوسط، ففس السنوات الماضية، استثمرت إيران عشرات المليارات في
الحرب في سوريا، وعملت على تجنيد جيل جديد من المليشيات السورية عن طريق الحرس الثوري
الإيراني وحزب الله، وذلك باستهداف مخيمات اللاجئين، وبالفعل قامت بتخريج مجموعات من
المتدربين مؤخرا، بالقرب من مدينة درعا جنوبي سوريا.
وفي العراق تقوم
مليشيات الحشد الشعبي المدعومة إيرانياً في المقابل، بتجنيد مقاتلي داعش من خلال منحهم
راتبا وبطاقة هوية عسكرية وسجلا نظيفاً، خاصة بالقرب من بلدة جلولة في محافظة ديالى،
حيث جند الحشد عشرات المسلحين، بحسب ما نقل مسؤول كردي، شاهدَ هؤلاء المقاتلين يرتدون
زيهم الجديد، وقد رُصد قياديان محليان من داعش قاتلا الأكراد في 2014، وهما يقاتلان
ضمن قوات الحشد الشعب
وتوضح المعلومات
التي أدلى بها منشقون عن قوات النظام السوري أن بشار الأسد وبدعم إيراني، قام بإطلاق
سراح قادة داعش بعد 2011، وتم استخدام التنظيم لإضعاف قوات المعارضة المسلحة.
وأكد الخبراء أن
تجنيد المقاتلين في سوريا والعراق يوضح يأس طهران في الوقت الذي تصارع فيه العقوبات
الأمريكية وتأمل من خلال وكلائها الإقليميين أن تكتسب نقطة، تُساوم بها الولايات المتحدة والغرب وتستعد لاستئناف
الحرب معهم في الوقت المناسب.
علاقة
إيران بداعش
وقد ألمحَ عددٌ من
الباحثين إلى وجود علاقة بين إيران وتنظيم الدولة الإسلامية داعش، وذلك لوجود عدد من
المصالح والأهداف المشتركة بين الجانبين، ومن أبرز الدلائل على ذلك، تجاهل البغدادي
لإيران في خطاباته رغم أنه ذكر دولا كثيرة منها دول إسلامية.
استهداف الشعوب العربية
والإسلامية منها مصر، وتفخيخ المساجد، وتكفير الأنظمة، وهو نفس اتجاه إيران، ويصبّ
في مصلحتها المباشرة.
وتعتبر إيران أن
لا شرعية للأنظمة السياسية في المنطقة وهذه نفس رؤية داعش، وقد وصلت داعش لحدود إيران
ولم تتقدم لاختراق الحدود الإيرانية. وكذلك في سوريا لم تستهدف داعش مليليشا إيران
الطائفية ولا النظام السوري، بل تصب كل جهودها ضد الثوار.
وهذا يدلّ على أن
داعش إن لم تكن مخترقة من إيران فهي تابعة لها، وتنفذ أجندتها، واستراتيجيتها وخططها
في الداخل العربي.
الجناح
العسكري للإخوان
وبهذا الصدد، أكد
ضاحي خلفان، قائد شرطة دبى السابق، أن داعش هي الجناح العسكري للإخوان, مضيفا عبر تغريده
له على حسابه بموقع التدوينات القصيرة"تويتر" المرشد الايراني والمرشد الإخواني صنعا داعش التي
نراها اليوم.
خدمة إيران
بكل طاقتها البشرية
ومن جهته، أكد المحلل
السياسي السعودي خالد الزعتر وجود علاقة قوية بين تنظيم الإخوان الإرهابي ودولة إيران.
وذكر في تصريحات له: "لو عدنا للخلف الوفد الإخواني الذي زار إيران لتهنئة الخميني مابعد سقوط الشاه، أكد للمرشد الإيراني بأن الجماعة ستظل على عهدها في خدمة الثورة في إيران بكل طاقاتها البشرية والعلمية والمادية".