"الكارتة" وسيلة مواصلات أوشكت علي الانقراض بالبحيرة.. و"أبوحمادة": الفرد بجنيه (فيديو وصور)
"ولا تسأل ولا تحتار.. توكل علي الله" مجموعة من الكلمات تدون علي عربات الكارتات المصنعة من الخشب ويجرها الأحصنة، والتي تعتبر من وسائل المواصلات البسيطة في محافظة البحيرة على مدار سنوات طويلة لتوصيل المواطنين، وبرغم قدمها إلا أنها لا تزل محتفظة بقيمتها التي تمنحها القوة لمقاومة الاندثار.
بدأ استخدام "الكارتة" في السبعينات وكانت أول وسيلة مواصلات رسمية مرخصة بأجرة، وعمل بالمهنة عدد ليس بالقليل من المواطنين، وكان دخلها يساعد الأسر التي لا يوجد بها عائل، ولكنها أصبحت تواجهه الانقراض اليوم رغم أنها تبعث البهجة في نفوس راكبيها الذين يقبلون عليها بدلًا من ركوب وسائل المواصلات الأخري، وأحيانًا أخري هربا من زحام المواصلات وارتفاع أسعارها.
ويقول عم "أبو حمادة" صاحب كارتة حصان مواصلات بمدينة كفرالدوار بالبحيرة، أنه يعمل بتلك المهنة منذ 45 عامًا، وكانت هوايته في بداية الأمر حتى أصبحت مهنته الرئيسية، حيث يبدأ يومه بالعمل من الثامنة صباحًا وحتى الخامسة مساءًا، وأكد أن المواطنين يتجهوا لركوب "الكارته" لرخص ثمنها، حيث لا يتجاوز سعر الفرد جنيه واحد في المسافة ما بين منطقة المراكبية والموقف.
وعن التكلفة اليومية لغذاء الحصان، قال عم "أبو حمادة" أنه لا يكفي في اليوم الواحد 70 جنيهًا لشراء الفول والشعير للحصان "عنتر" ويأكل مرتين يوميًا، وأكد قائلا: "كل ما الحصان يأخذ حقه في النظافة والأكل يعطيك كل ما لديه ويحبك أكثر".
وأوضح أن "الكارتة" تصنع من الخشب عدا الهيكل والأعمدة من الحديد، وتسير على إطارين من إطارات السيارات القديمة، ويتضمن تصميمها فتحة من الخلف يركب منها الأفراد، وحمولتها تصل لـ 10 أفراد، يجلس اثنين منهم أو ثلاثة في المقدمة خلف السائق، وباقي الركاب يجلسون على مقعدين من الخشب في المؤخرة.
وأضاف أنه يتم تركيب عرقين من الخشب يعلق بدايتهما في مقدمة "الكارتة" بحلقتين من الحديد، ورباط مقوى يتم وضعه مع السرج الخشبي على ظهر الحصان، وتبلغ التكلفة الإجمالية لصناعة "الكارتة" بالحصان ما بين 12 إلى 15 ألف جنيهًا، واختتم حديثه قائلا: بالرغم من تطور عالم وسائل النقل والمواصلات، إلا أن صناعة "الكارتة" لا زالت موجودة ولكن بشكل ضئيل.
وأكد الحاج مسعد رجب، أحد المواطنين بكفرالدوار، أنهم يحبون ركوب "الكارتة" لرخص ثمن الأجرة والتي تصل لـ 1 جنيه ويتوقع زيادة الأجرة لجنيه ونصف، وأضاف أن سعرها مناسب للجميع وأرخص من سعر السيرفيس، كما أنها تبعث بالبهجة والفرحة للجميع.
