الأوقاف تنظم ندوة عن الحقوق العامة للمجتمع في مسجد السيدة زينب

أخبار مصر

جانب من الندوة
جانب من الندوة


نظمت وزارة الأوقاف نـــدوة للـرأي بعنـوان :" الآداب والحقوق العامة للمجتمع وأثرها في رقيه وبناء حضارته " بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بالقاهرة.

حاضر في الندوة خالد غانم مدير إدارة الإعلام بالوزارة ، والدكتور أسامة فخري الجندي مدير إدارة المساجد الحكومية ، والدكتور عبد الخالق صلاح إمام وخطيب مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) ، بحضور لفيف من القيادات الدينية بالوزارة ، وجمع غفير من رواد المسجد.

وفي كلمته  أكد مدير إدارة الإعلام أن الآداب الإسلامية عمدتها حــب الخير للغيــر، قال الله (عز وجل) :” قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”، وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما  أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم) فَقَال : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا ، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ – يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ – شَهْرًا ، وَمَنَ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامِ .

وبين أن النبي صلى الله عليه وسلم غرس مبادئ عظيمة، وآدابًا جليلة في نفوس صحابته، من أهمها حب الخير للغير الذي هو جماع الآداب الإسلامية، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال :”مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) : أَنَا، قَالَ: فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ): أَنَا، قَالَ: فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ): أَنَا، قَالَ: فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ): أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) : مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وبمثل هذا تبنى الحضارات .

وفي كلمته أكد الدكتور أسامة فخري الجندي أن الدور الرصين والأساس لوزارة الأوقاف في رسالتها التنويرية والتثقيفية بالتعاون مع الهيئة العامة للإعلام ، يؤصل لرقي حضاري وأخلاقي لبلدنا مصر ، مؤكدًا أن الحقوق المجتمعية ليست تقييدًا لحركة الإنسان ، بل هي قوانين يُصنع بها جمالًا في الدنيا ، وليصل من خلالها إلى جمال الآخرة ، قال تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”، وفي سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) نماذج رائعة للآداب والحقوق العامة من خلال التأصيل لحقوق الوطن ، وبناء حضارة رائعة ، منها : أنه (صلى الله عليه وسلم) حقق مجتمعًا واحدًا مع اختلاف أصنافه وأطيافه ، موضحا أنه من الآداب العامة التي ينبغي أن يتحلى بها المؤمن تطهير النفس من الحقد والحسد والغل ، وتصفيتها من تلك البواعث والصفات الذميمة ، ليصنع سلامًا مع النفس ، وسلاما مع الآخرين .

وفي ختام كلمته أوضح أنه من الآداب والحقوق العامة أن ننشر بين الناس ثقافة الابتسامة ، فالإسلام لا يعرف الوجوه العابسة ، وإنما يقدم ثقافة الألفة والإخاء والمحبة بكل السلوكيات التي تهدف إلى التآلف لا التصادم ، والبناء والتعمير لا القتل والإرهاب والتدمير .

وأشار الدكتور عبد الخالق صلاح إلى أن الغاية والهدف من الآداب والحقوق العامة الوصول لأعلى مراتب الأخلاق، وعظيم الآداب الإسلامية ، فالآداب مفردها أدب وهو رياضة النفس بالتهذيب والتعليم على ما يجب فعله ، وأما الحقوق فمعناها المبادئ الأخلاقية، والمعايير الاجتماعية التي تُعد أنموذجًا للسلوك البشري الراقي الذي يفهم منه أنه من الحقوق الأساسية التي لا يجوز المساس بها، مؤكدًا أن الآداب العامة في صدر الإسلام تمثلت في القدوة الحسنة والمثل الأعلى وهو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتناقلها الأوائل من المسلمين كـ “سيدنا أبي بكر الصديق، وسيدنا عمر ، وأم المؤمنين خديجة رضي الله عنهم ، ثم توسعت دائرة النقل من خلال أهل مكة، وجميع المصلحين في كل مكان وزمان يجب أن يتحلوا بالآداب العامة ؛ لأن الناس يضعونهم أمام أعينهم مثاًلا يُحتذى به.
 
وأوضح  أنه من الآداب والحقوق العامة حب الأوطان، فحب الوطن والانتماء إليه من أوجب الواجبات ، وأن بلدنا مصر بقعة مباركة من عند الله (تعالى) ، فقد أقسم الله ببعض أماكنها بيانًا لمكانتها ، قال تعالى: “وَالطُّورِ ، وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ، فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ” ، بل ذكرها الله صراحة في القرآن الكريم ، قال تعالى:” ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ” ، كما أن جيشها باركه رسول الله (صلى الله عليه وسلم )، فقال في حقه :” إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندًا كثيفا فذلك خير أجناد الأرض”، وكم قدمت مصر من أبنائها الأعزاء والشهداء الكرام الذين يقدمون أرواحهم فداءً لوطنهم .