الإمارات توضح خلفيات إعادة إنتشار قواتها في اليمن
قال مسؤول إماراتي رفيع أن الإمارات العربية المتحدة تقوم بعملية إعادة انتشار لقواتها في اليمن من أجل دعم المسار السياسي، إضافة إلى إفساح المجال للقوات اليمنية لأخذ دورها في عدد من المناطق المحررة، مشدداً على أن الإمارات تعمل في اليمن ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وذكر المسؤول بحسب ما نقلت عنه صحيفة البيان «لدينا خطة لإعادة الانتشار في اليمن، من أهدافها
الرئيسية إعطاء دفعة أقوى للعملية السياسية وإنجاحها من أجل إحلال السلام في اليمن،
إضافة إلى إفساح المجال للقوات اليمنية لتستلم زمام الأمور على الأرض».
90 ألف عسكري
وأوضح المسؤول أن دولة الإمارات أشرفت على
تدريب نحو 90 ألف عسكري يمني أصبحوا يشكلون اليوم قوة على الأرض ضمن قوات الشرعية اليمنية
التي أثبتت جدارتها وقدرتها على تولي المسؤولية وحفظ الأمن في المناطق المحررة، خاصة
في محافظة الحديدة، إلى جانب قوات التحالف العربي التي من المهم جداً وجودها في المحافظة.
وأضاف: «نحن جزء رئيس وفعّال في التحالف
العربي لإعادة الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، وأي قرار نتخذه يكون
بالتنسيق مع الملكة ودول التحالف». وقال المسؤول الإماراتي في تصريحه لـ«البيان» إن
التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ومنذ إطلاقه
عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» أعلن أن هدفه الرئيس هو إعادة السلام إلى ربوع
اليمن، ودولة الإمارات تعمل منذ ذلك اليوم من أجل هذا الهدف، ولكن ما قامت به الميليشيا
الحوثية وما زالت تمارسه هو ما حال دون ذلك. وقال: «تصرفات الحوثي تشكل خطراً على الالتزام
بالعملية السياسية، ويمكن أن تقوض اتفاق استكهولم».
مبادئ راسخة
كما أكد أن الميليشيا لم تستطع إحراز أي
تقدم ملموس على الأرض خلال العامين الماضيين.
وشدد المصدر المسؤول على المبادئ الراسخة
لتحالف دعم الشرعية الذي تقوده مع المملكة العربية السعودية في اليمن، كما أكد دعم
الإمارات لجهود المبعوث الأممي لإحلال السلام في اليمن وفق مرجعيات القرارات الأممية
والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، مشدداً في هذا السياق على أن الإمارات منخرطة
بشكل رئيس إلى جانب السعودية في تحالف دعم الشرعية اليمنية وترى ضرورة إيجاد مخرج سلمي
للأزمة اليمنية وتدعو إلى حماية الجهود الأممية التي توصلت في العاصمة السويدية ستكهولم
من اتفاقات بشأن مدينة الحديدة. وجدد المسؤول الإماراتي التأكيد على أنه لولا وجود
التحالف العربي في اليمن لكانت ميليشيا الحوثي تمكنت من السيطرة على كامل الأراضي اليمنية
ومكنت إيران من السيطرة على المنطقة، مشدداً على أنه بالرغم من أن جماعة الحوثي تعد
مكوناً يمنياً فإنها وكيل إيران في المنطقة.
تحالف استراتيجي
وأكد المسؤول الإماراتي الرفيع في تصريحه
لـ«البيان» التحالف الاستراتيجي بين الإمارات والمملكة العربية السعودية، موضحاً أن
عمق العلاقات بين البلدين لم يكن وليد معاهدات أو اتفاقات، بل هو تاريخ أرسى دعائمه
مؤسسو الدولتين، ومصير مشترك في العديد من الأحداث والوقائع.
وشدد على أن استمرار استهداف ميليشيا الحوثي
المدعومة من إيران للمملكة العربية السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة يشكل تهديداً
حقيقياً لعملية السلام في اليمن، كما أنه يستدعي تحركاً عاجلاً من قبل الأمم المتحدة
والمجتمع الدولي لوقف هذه الممارسات العدائية. وأوضح المسؤول الإماراتي أن تأمين وحماية
باب المندب يجب ضمانه من قبل المجتمع الدولي وجميع الأطراف المعنية، وذلك لأهميته الاستراتيجية
في مسار التجارة الدولية، وذلك بالتزامن مع مسار عملية السلام في اليمن.
وبشأن التنظيمات الإرهابية في اليمن شدد المسؤول الإماراتي على أن الإمارات ضمن قوات التحالف العربي استطاعت تطويق قدرات تنظيمي «القاعدة» و«داعش» في اليمن، مؤكداً أن محاربة الإرهاب من أهم أولويات دولة الإمارات العربية المتحدة، أينما وجد، مُشدداً على أن «القاعدة» يشكل خطراً على العالم بأكمله، وليس منطقة معينة.