بعد التصعيد ضد إسرائيل.. كل ما تريد معرفته عن "يهود الفلاشا"
ظهرت قضية التمييز العنصري التي يعاني منها اليهود الإثيوبيون والتي يطلق عليهم "يهود الفلاشا" في إسرائيل مجددًا، لذا خرج المئات مطلع العام إلى الشوارع احتجاجا على "وحشية" وإجحاف الشرطة في تعاملها معهم، واشتعلت الأوضاع في تل أبيب، عقب مقتل فتى برصاص جندي إسرائيلي، حيث أضرم مئات الشبان، النيران في إطارات السيارات، ورشقوا قوات الشرطة الإسرائيلية بالحجارة.
وتشهد عدة مناطق في إسرائيل منذ الأحد الماضي، احتجاجات واسعة عقب مقتل شاب يدعى سلمون تيكا على يد شرطي إسرائيل، تخللت بعضها أعمال شغب وتحطيم سيارات للشرطة.
ويشتكي يهود الفلاشا من "أعمال عنصرية ممنهجة" ضدهم بسبب لون بشرتهم. وذكرت صحيفة يديعوت آحرونوت أن اليهود الإثيوبين هددوا بالزحف نحو ميدان رابين أشهر ميادين تل ابيب يوم السبت المقبل للمطالبة بالقصاص من قاتل الشاب الاثيوبي.
وتزامنًا مع تصاعد احتجاجات الإثيوبيين في إسرائيل، تستعرض "الفجر"، فيما يلي كل ما تريد معرفته عن يهود الفلاشا.
من هم يهود الفلاشا؟
هم المهاجرون من إثيوبيا أو الذين ينحدرون من أولئك الذين هاجروا من إثيوبيا إلى إسرائيل، ويطلق عليهم اسم "بيتا إسرائيل" وتعني جماعة إسرائيل، وباختصار هم يهود الحبشة، أو اليهود الفلاشا الذين تم نقلهم سرا في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، ويقدر عددهم بنحو 130 ألف.
ولا يتمتع يهود الفلاشا بنفس حقوق المجتمع الإسرائيلي حديث التشكل، الذي يعاني من مشاكل انقسام عرقي وديني حادة، وذلك بجانب اليهود الشرقيين عموما، لطالما رفعوا أصواتهم ضد التمييز العنصري الذي يتعرضون له في إسرائيل، وكانت من أبرز الحوادث العنصرية الاعتداء على جندي من أصل إثيوبي، وكذلك إلقاء أحد المراكز الطبية الإسرائيلية بدم تبرعت به نائبة من أصل إثيوبي في الكنيست في القمامة.
إسرائيل ترفض اليهود الإثيوبيين
ووفقا للمسؤول في الوكالة اليهودية يعقوب وينشتاين، الذي زار إثيوبيا عام 1949، وطالب بالاستعجال بهجرة يهود إثيوبيا، فإن الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت عارضت هذا المطلب، بزعم أن اليهود المهاجرين يحملون أمراضا وراثية معدية، لكن الحكومة نفت ذلك لاحقا بعد تعرضها لانتقادات شديدة اللهجة.
ورفض معظم رؤساء وزراء إسرائيل، وعلى رأسهم ديفيد بن غوريون وموشيه شاريت وليفي إشكول وغولدا مائير، هجرة اليهود الإثيوبيين الجماعية إلى إسرائيل، ووصل الأمر، في بعض الأحيان، إلى إبعاد من وصلوا إلى إسرائيل بالفعل خلال تلك الأعوام بحجة أنه لا ينطبق عليهم "قانون العودة" وأنهم "نصارى".
بداية وصلهم إسرائيل
بينما في عام 1975، قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين بتطبيق "قانون العودة" عليهم، وبدأت الهجرة الجماعية في الفترة بين عامي 1979 و1990، إذ وصل 16 ألف يهودي إثيوبي إلى إسرائيل، في أكثر من عملية سرية عرفت واحدة منها باسم "عملية موسى"، وتلتها "عملية سليمان" بين عامي 1990 و1991.
القادمون إلى إسرائيل عبر الهجرات الجماعية كانوا في غالبيتهم من الفقراء والأميين، كما كانوا يفتقدون المهارات الأساسية في الأعمال والمهن، وبلغت نسب البطالة بينهم في وقت من الأوقات حوالي 80 في المائة، وفي عام 2005، بلغ معدل البطالة بينهم حوالي 65 في المائة، فيما ظلت نسبة كبيرة منهم تعيش في مناطق معزولة عن باقي اليهود الأشكناز والسفارديم.
أوضاع الفلاشا بلإسرائيل
وكشف تقرير نشره مكتب الإحصاء المركزي في إسرائيل عام 2017 الحقائق التالية المتعلقة بالحالة الاجتماعية والاقتصادية ليهود الفلاشا، أن عدد الإسرائيليين من أصل إثيوبي يبلغ حوالي 140 ألف شخص، أي قرابة 2% من إجمالي التعدد السكاني لإسرائيل، ولد أكثر من 85 ألف منهم في إثيوبيا.
كما تشير معطيات المركز إلى الإنغلاق والانعزال النسبي لمجموعة اليهود الإثيوبيين، ورصد أن 88% من حالات الزواج تعقد ضمن الجالية الإثيوبية، ويحصل 55.4% فقط من طلاب المدرسة المنحدرين من إثيوبيا على الشهادة الثانوية، ينال 39% منهم الشروط اللازمة للالتحاق بالجامعات.
فيما أظهرت دراسة أعدها مركز "توبة" للبحوث الاجتماعية العام 2015 أن متوسط الدخل الشهري لعائلات اليهود الإثيوبيين أقل بنسبة 35% بالمقارنة مع المجموعات الأخرى في إسرائيل، وأن غالبية يهود الفلاشا يزاولون أعمالا منخفضة الأجور لا تحتاج إلى تأهيل علمي، مثل النظافة وقطاع الأغذية.
مواطنون من "الدرجة الثانية"
ويعتبر أبناء الجالية، أن الإسرائيليين لا يزالون ينظرون إلى المهاجرين الإثيوبيين نظرة فوقية لدواعي شتى، أحدها لون البشرة، كما يرى الإثيوبيون أن الشرطة تتعامل معهم بالعنف التعسفي وتستخدم القوة المفرطة ضدهم، إضافة إلى ذلك، يؤكد الإثيوبيون أنهم يعانون من التفرقة العنصرية في التعاملات اليومية، مشيرين إلى أن العنصرية والتمييز يعيقان تطور مجتمعهم ككل، ويبقيانهم عند مستوى اجتماعي اقتصادي منخفض.