القضاء الفرنسي يسعى لإثبات تورط ساركوزي في فساد مونديال قطر
أكد السويسري جوزيف بلاتر الرئيس الأسبق للاتحاد الدولي لكرة القدم إن السلطات الفرنسية تحاول إثبات تورط نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا الأسبق في منح قطر حق تنظيم كأس العالم 2022.
وبات الرئيس السابق
ساركوزي على اعتاب قضاء مدد بالحبس، بعد وقوعه في فخ الفساد القطري في أكبر الجرائم
الرياضية على مستوى كرة القدم والألعاب الأولمبية بجانب تهمة تمويل حملته الانتخابية
عام 2012 بشكل غير شرعي، من قبل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
وأشار بلاتر في
حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إلى أن السبب الرئيسي وراء
خضوع الفرنسي ميشيل بلاتيني الرئيس الأسبق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم للتحقيق من
قبل سلطات بلاده، هو التأكد من مدى تورط ساركوزي في الأمر.
وألقت السلطات
الفرنسية القبض على بلاتيني، في وقت سابق من الشهر الماضي؛ للتحقيق معه في تسهيل منح
قطر حق تنظيم كأس العالم 2022 عن طريق الحصول على رشاوى.
وكانت تقارير صحفية
كشفت أن نيكولا ساركوزي، بمعاونة اثنين من مساعديه، طلب من بلاتيني التصويت لصالح قطر
مقابل عمولات وصفقات مشبوهة.
وقال بلاتر:
"العدالة الفرنسية تبحث في مسألة تورط بلاتيني في الحصول على رشاوى مقابل منح
قطر تنظيم مونديال 2022".
وأضاف: "لكن
أعتقد أن الأمر ليس كذلك على وجه التحديد، حيث إنه مرتبط بشكل أساسي بالرئيس الأسبق
لفرنسا نيكولا ساركوزي، وليس بلاتيني بشكل مباشر".
وأكمل: "لقد
أمضى بلاتيني ساعات عدة تحت الضغط أثناء الاستجواب، لكن يجب ألا ننسى أن الشخصين الآخرين
معه كانا مرتبطين بشكل مباشر بالرئيس السابق ساركوزي".
وأتم: "لذا
كان الهدف مما حدث، هو عدم جعل بلاتيني في وضع سيئ، ولكن الحصول منه على مزيد من المعلومات
تخص إمكانية تورط رئيس فرنسا الأسبق في منح قطر تنظيم المونديال".
ولا تزال تهم الفساد
تحيط بالملف القطري لمونديال 2022، حيث تؤكد العديد من الوثائق أن "الدوحة"
حصلت على تنظيم كأس العالم عن طريق عمليات رشاوى وفساد منظمة.
يذكر أن كلا من
بلاتر وبلاتيني محظورين من ممارسة كرة القدم لسنوات عدة بسبب تهم فساد مالي.
وثبّت القضاء الفرنسي
وبشكل نهائي قرار إحالة نيكولا ساركوزي إلى محكمة الجنح على خلفية تهم استغلال نفوذ
وصفقات فساد مع تنظيم الحمدين مقابل الضغط على مسؤولين سابقين في الاتحاد الدولي لكرة
القدم (فيفا) من أجل منح الدوحة مونديال 2022، كما يواجه تهمة تمويل حملته الانتخابية
عام 2012 بشكل غير شرعي، من قبل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
ويأتي هذا القرار
بعد أن رفضت أعلى محكمة في البلاد مسعاه الأخير لتجنب محاكمة، حيث رفضت محكمة التمييز
الالتماسات الأخيرة التي تقدم بها الرئيس الفرنسي الأسبق ومحاميه تييري هرتزوغ والقاضي
الأسبق في محكمة التمييز جيلبير ازيبير، لتجنب محاكمة.
وتلاحق ساركوزي
عدد من الفضائح والقضايا التي يناهز عددها إحدى عشرة قضية أثناء توليه الرئاسة من
2007 إلى 2012، لكن اللافت هو قرار المحكمة، فهي المرة الأولى في تاريخ الجمهورية الخامسة
في فرنسا التي سيحاكم فيها رئيس سابق بتهم فساد.
وكان الرئيس الفرنسي
الأسبق جاك شيراك، حوكم أيضا بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ في عام 2011 بسبب إساءة
استخدام الأموال العامة، لكن جريمة شيراك ارتكبها أثناء توليه منصب عمدة باريس وليس
خلال فترة رئاسته من 1995 إلى 2007 في الإليزيه، خلافا لساركوزي.
وكانت صحيفة صنداي
تايمز قد وصفت ساركوزي بـ”رجل الفضائح”. ومن بين الفضائح المتعددة التي لاحقته تبرز
قضيتان رئيسيتان؛ صفقات الفساد مع قطر وقضية تمويل حملته الانتخابية من قبل الزعيم
الليبي الراحل معمر القذافي. ونجح المحققون في إيجاد أدلة تدين الرئيس الفرنسي الأسبق
بعد أن استغلوا الهواتف المحمولة التي استخدمها ساركوزي ومحاميه تيري هرتسوغ، بعد خروجه
من السلطة.
في قضية رئيس الاتحاد
الأوروبي لكرة القدم الأسبق لاعب كرة القدم الفرنسي الأسبق ميشيل بلاتيني، ذكرت الصحافة
الفرنسية أن مأدبة غداء فاخرة نظمها ساركوزي في قصر الإليزيه في 23 نوفمبر 2010، جمعته
مع بلاتيني والعديد من القطريين بمن فيهم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي كان وليا
للعهد في ذلك الوقت.
وذكرت التقارير
أن بلاتيني، الذي كان في ذلك الوقت في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم
(الفيفا)، وكان يميل نحو دعم أميركا لاستضافة بطولة 2022، قرر في نهاية اللقاء تحويل
دعمه نحو قطر.
ولفتت صحيفة ليبيراسيون
الفرنسية إلى أن الرئيس الأسبق، الذي أقام علاقات وثيقة مع القطريين أثناء رئاسته،
أنهى المأدبة بالاتفاق على منح قطر تنظيم نهائيات كأس العالم وشراء نادي باريس سان
جرمان والحصول على حق البث الحصري للمباريات لصالح مجموعة بي.إن.سبورتس، وكل ذلك بالتنسيق
مع ناصر الخليفي.