"إسلام".. حكاية طفل شنق نفسه بسبب "تنمر" أصدقائه وشقيقه.. و"التأتأة" كلمة السر

حوادث

أرشيفية
أرشيفية


"مش مكسوف من نفسك عندك 12 سنة ومش عارف تتكلم".. الكلمة الطيبة صدقة فلتقل خيرا أو لتصمت... لم يعلم الكثير منا مدى تأثير الكلمة الطيبة على الآخرين فـ "الكلمة الطيبة" من الممكن أن تحول العدو إلى صديق، وتنهي خلافات بين أشخاص، والكلمة الخبيثة تحول أيضًا الصديق إلى عدو، وتسبب خلافات، وتثير عداوة بين الأشخاص.. لكن في هذه الحالة تسببت الكلمة الخبيثة في انتحار طفل لم يتجاوز عمره الـ 12 عاما، شنقا، لتنمر أصدقائه، وضرب شقيقه الأكبر له، لسبب لم يكن بيده، فكان ذنبه أنه ولد يعاني من "التلعثم" صعوبة في النطق.

بداية القصة
إسلام محمد سيد، طفل عمره 12 سنة، ولد يعاني من لعثمة، وبتقدمه في العمر كان أصدقائه يستهزئون ويسخرون منه، فكان ذلك يثير غضبه، لكنه لم يستطع التحدث وقول ما بداخله من غضب زملائه، فقرر أن يبتعد عنهم قليلا، ويعمل مع والده بـ" قطعة الأرض الخاصة بهم"، لإشغال وقته معتقدا أنه بذلك يحل مشكلته، فلم يعلم ما ينتظره من قساوة شقيقه الأكبر، حيث بدأ هو الأخر يسخر منه عند الحديث معه لصعوبة فهمه قائلًا له: "مش مكسوف من نفسك عندك 12 سنة ومش عارف تتكلم"، ويتعدي عليه بالضرب بين الحين والآخر.

عندما تسود الدنيا في عيون طفل
بدأت الدنيا تسود في أعين الطفل ضحية التلعثم وتنمر أصدقائه وضرب شقيقه الأكبر، ففكر في الانتحار للتخلص من كل هذه المشاكل التي تواجه، وفي يوم فكر في طريقة الإنتحار، وقرر أن ينتحر بربط رقبته بـ "حبل يستخدم لربط المواشي"، وشنق نفسه بشجرة.

ويوم الانتحار، توجه صحبه والده للعمل بقطعة الأرض الخاصة بهم كعادته اليومية، وبعد انتهائه من عمله وعودته إلى منزله، ذهب لقضاء بعض متطلبات لوالده، وبعد تسليمها له توجه إلى حظيرة المواشي الخاصة بهم، وربط "حبل المواشي" حول رقبته، وشنق نفسه، وبعد مرور عدة ساعات، لاحظت أسرته اختفائه، وبدأوا يبحثون عنه في كل مكان، لينتهي البحث عنه بالحظيرة، ويجدوه جثة هامدة، والحبل حول رقبته، وبمحاولتهم إسعافه وإنقاذه إعتقادا منهم أنه على قيد الحياة، باتت محاولتهما بالفشل، فأبلغوا مركز شرطة العياط.

تحريات المباحث
وكان وقتها العقيد علي عبد الكريم مفتش مباحث جنوب الجيزة، داخل مركز شرطة العياط، لفحص بعض القضايا، إذ يتلقى اتصالا بالعثور على جثة طفل مشنوقة داخل حظيرة مواشي بنطاق المركز، فترك مكتبه وتوجه لمكان البلاغ وصحبته الرائد أحمد صبحي رئيس مباحث المركز، والرائد محمد مصباح معاون مباحث المركز، وقوة أمنية من المركز، وبوصولهم عثروا على جثة الطفل، يرتدي كامل ملابسه، ووجود حبل حول رقبته، وبفحص جثته تبين وجود حز وإحمرار حول رقبتها، وعدم وجود أي إصابات ظاهرية بالجثة.

وبسؤال أهليته بمعرفة العميد علاء فتحي رئيس قطاع جنوب الجيزة، قرروا بأنه كان يعاني من أزمة نفسية خلال الفترة الأخيرة، لتنمر أصدقائه، وتعدي شقيقه الأكبر عليه بالضرب، لصعوبة نطقه الكلمات "التلعثم"، ولم يتهموا أحدا، نافيين وجود شبهة جنائية في وفاته، وتم التحفظ على الجثة تحت تصرف النيابة العامة، وحرر المحضر اللازم بالواقعة بإخطار اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، وأحالها اللواء رضا العمدة مدير مباحث الجيزة للنيابة العامة لتولى التحقيقات.