حكايات زوجات فقدن استقرارهم الأسري بسبب العنف الزوجي

حوادث

محكمة الأسرة
محكمة الأسرة


في محكمة الأسرة ترى وتسمع حكايات زوجات فقدن إستقرارهم الأسرى بسبب العنف الزوجي، بعد أن ينتهى بهن الحال للوقوف يوميا ليطلقن إستغاثات لعل أحد يستمع لهن ويمد لهن يد العون، والمساعدة، بعد أن دمرت حياتهن وفقدن كل ما يملكنه من شباب وصحة ومال وعمر قضينه وهن يتعرضن يوميا للجلد والحرق والاغتصاب والإجبار على العمل الحرام، ليجلبن أموالا لأزواجهن ينفقونها على المواد المخدرة والسهر وارتكاب العلاقات المحرمة مع فتيات الليل.

و فى السيدة زينب تعيش زوجة أخرى مسلسل عنف لا ينتهى بسبب ما وصفته بجبروت زوجها وما قالت إنه طمع واستعداد لبيع عرضه وشرفه من أجل المال لتمكث ” فايقة. ع ” طوال 14 عاما تتعرض للتعذيب والإجبار على العمل مستغلا جسدها فى بيع المواد المخدرات وسجنت لمدة عامين وخرجت لتجد زوجها قد استغل ابنتها وجعلها تكمل مسيرتها.

و روت الزوجة لمحكمة الأسرة فى دعوى الطلاق للضرر التى حملت رقم 234 لسنة 2017 السنوات التى قضتها وهى تجبر فى ارتكاب المحرمات لترويج البضاعة والمواد المخدرة لزوجها وحرمانها من الطعام والشراب، هى وابنها وابنتها ومعاقبتها بالضرب والعيش فى غرفة صغيرة، وعدم امتلاكها حتى لباب يحميها من تطفل الغرباء وطمعهم فى جسدها.

بداخل المحكمة تجد الزوجة بثينة محمد صاحبة الثلاثين عاما تفترش مقاعد القاعة، ومعها دوسيه من البلاستيك يحتوى على أكثر من ألف ورقة يلخص عنف زوجى دام طوال 8 سنوات قضتهم مع زوجها ” ن. ع ”، الذى تزوجته للهرب من شبح العنوسة، ومازالت تحاول الاقتصاص من زوجها والحصول على حقها بعد أن ضيع حياتها وحرمها من سماع كلمة “ماما ” بسبب ما قالت إنه داوم على ” اغتصابها ” وإجبارها على القيام بأفعال شاذة، حسب دعوتها، وبسبب ذلك دخلت المستشفى لأكثر من مرة وهى غارقة بنزيف وفاقدة للوعى ومكثت أسبوعين بين الحياة والموت.

خرجت بثينة من المستشفى بعد أن فقدت الرحم، وصارعت الموت لتجد زوجها يطلبها فى بيت الطاعة فى الدعوى رقم 6278 لسنة 2016، وهى لا تدرى ماذا تفعل للهرب من الظلم وما وصفته بالحياة البائسة التى تعيشها منذ أول يوم زواج، وكيف لها أن تطلب الطلاق وهى لا تمتلك ما تنفقه على المحاكم والمحامين ؟.

قررت الزوجة بيع بعض المصوغات الذهبية، وأقامت دعوى طلاق للضرر، وقضت 3 سنوات فى محكمة الأسرة، ومازالت دعواها تنظر فى المحكمة برقم 5688 لسنة 2014، وهى تتعرض للتهديد والوعيد وانتهى الأمر بمحاولة زوجها المتزوج من سيدتين أخريين ولديه 3 أطفال بسكب ” مياه نار ” على جسدها.

” مها.أ” ابنة الـ23 عام تزوجت وهى قاصر تبلغ من العمر 16 عاما، عاشت بكنف زوج تصفه بأنه ” مفترى ” يرى أن المرأة وسيلة لتفريغ طاقة الغضب المهولة التى يحملها تارة من ضغط عمله، وتارة أخرى من زوجته الأولى وأولادها.

كان مقابل زواجها 10 آلاف جنيه، ومن وقتها ويعتبرها زوجها ملكا خاصا به لا يقترب منها إلا عندما يعاشرها أو بالأحرى يغتصبها، وهو ما دفعت ثمنه عندما أصيبت بمرض يجعلها تفقد التحكم بالإخراج من كثرة اغتصابها.

بعد سنوات من العيش بصحبته، وما قالت أنه حرمان من الحياة الأدمية، قرر زوجها إلقائها فى الشارع، بعد أن أصبح جسدها هزيل وملامحها ترعب من يراه بسبب المرض والعنف وسلبها ابنتها، وحرمها من رويتها، وذهب ليتزوج من قاصر أخرى كما تقول بمبلغ مالى زهيد ليكرر مأساتها.

وأقامت الزوجة دعوى تمكين من حق الحضانة حملت رقم 2457 لسنة 2017 ومازالت تنتظر أن يعوضها القانون والقضاء العادل عن المأساة التى عاشتها.

أما ” سهام.ع ” فهى سيدة تعيسة الحظ عاشت لترى الموت بعينها بعد أن قام زوجها مدعى الدين بتطبيقه على طريقته بإشعال النيران بجسدها، عقابا لها على ارتكاب الإثم الأكبر – بحسب وصفه، وخروجها دون أخذ الاذن منه. ووقفت الزوجة التى تبلغ من العمر34 عاما تطلب الطلاق للضرر فى الدعوى رقم 1345 لسنة2017 والنجاة من بطش زوجها المدمن وتحدثت قائلة: ” استحملت الأذى 12 عاما ولم أشتكى ونفذت مقولة أهلى ” كل الرجالة كدا بس الأهم أن لاقيه حد يسترك، وعشت مع اللى بيقول قال الله وقال الرسول، وللآسف كان كل اللى يهمه أذاى يتفنن فى تعذيبى وهجرى وضربى”.

وتابعت: "تعبت مرة وطلعت من البيت مع أمى ويومها كان عقابى الربط بالحبل 3 أيام من غير أكل علشان أتعلم الأدب، وصبرى على عيشتى معه كانت هتسبب موتى وخرجت بعاهة، ووجهى وجسدى يحتفظ بمعالمه حتى الآن".

و يشمل العنف الضرب، الإهانة، الإيذاء النفسى ويرجع زيادته بشكل كبير حاليا للظروف المعيشة الصعبة كالفقر والبطالة والضغط النفسى والإحباط المتولد من طبيعة الحياة العصرية اليومية، سوء التربية والنشأة فى بيئة عنيفة فى تعاملها فالأفراد الذين يكونون ضحية للعنف فى صغرهم، يمارسونه على أفراد أسرهم فى المستقبل فالعنف سلوك مكتسب يتعلمه الفرد خلال نشأته، تعاطى الزوج للكحول والمخدرات، اضطراب العلاقة بين الزوجين نتيجة ضعف الوازع الدينى والأخلاقى وعدم الانسجام بين الزوجين فى مختلف جوانب الحياة التربوية والتعليمية والاجتماعية والفكرية والبيئية مما يؤدى لغياب ثقافة الحوار والتشاور داخل الأسرة، الفهم الخاطئ للدين والعادات والتقاليد التى تركز على قيادة الرجل لأسرته بالعنف والقوة.