في ذكرى 30 يونيو.. "المنايفة" كسروا شوكة الإخوان مرتين وعزلوا مرسي مبكرًا

محافظات

بوابة الفجر


لا يمكن أن تمر ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو دون ذكر ما فعلته محافظة المنوفية في تلك الثورة المجيدة حتى بات تاريخ يسطر كفاح أبناء المحافظة في مواجهة «الجماعة الغاشمة»، فقد بدأت محافظة المنوفية صراعها ضد الجماعة قبل توليهم الحكم، وبرزت قمة المعارضة بعد شهور قليلة من تولي الرئيس الأسبق محمد مرسي تقاليد الحكم وتعيينه للمهندس محمد شعراوي محافظًا للمنوفية.

بداية الكفاح ضد جماعة الإخوان

ساندت محافظة المنوفية جماعة الإخوان المسلمين خلال فترة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وجعلتهم في مجلس الشعب حينها، وبعد ثورة يناير مع بروز أنياب الجماعة ضد الشعب، قرر أبناء المنوفية تسديد الضربة الأولى للجماعة بانتخاب منافس الفريق أحمد شفيق على حساب «مرسي»، وأعطوه مليون صوت من المحافظة وحدها.

ورغم نجاح ممثل جماعة الإخوان في السباق الرئاسي ظلت المحافظة متحفظة على أفعال الجماعة، حتى تقرر تعيين المهندس أحمد شعراوى أحد أعضاء جماعة الإخوان ومسؤول عن بعض أمور المنتقبات، محافظًا للمنوفية، ونزل الخبر على أبناء المحافظة كالصاعقة واعتبروه بمثابة الإهانة والتقليل من شأنهم.

وقرر شبابها التوافد إلى ديوان عام المحافظة وحاولوا أيضًا الدخول إلى استراحته، مما سبب حالة من الرعب لـ "الشعراوي" وهرب حينها من المكان وقيل أنه ركب «لانش» في بحر شبين ينقله من المكان لصعوبة التنقل عبر شوارع مدينة شبين الكوم.

وتجهمر الشباب الثائر أمام أبواب ديوان عام المحافظة رافضين دخول المحافظ الجديد لمتابعة مهام عمله، واستمروا في تنفيذ ذلك دون اهتمام بأي عواقب، وشجع الأمر الآلاف من الشباب للتوافد إلى ديوان عام المحافظة ونظموا تظاهرات ووقفات احتجاجية ضد حكم الجماعة، وجابت سيارات ربع نقل مدينة شبين الكوم، حاملة أغاني وطنية لتشجيع المواطنين على النزول ومنع الجماعة من فرض سيطرتها على أرجاء الدولة المصرية.

وظهرت وقتها ما وُصف بـ"المواطنين الشرفاء" الذين قاموا تظاهرات الجماعة في شوارع مدينة شبين الكوم ووقعت بينهم العديد من الاشتباكات، أسقطت مصابين بالجملة من الطرفين، ورأى الأهالي طلقات الخرطوش تتناثر في الشوارع مُعلنة عن نشوء صراع جديد يطال أمن الجميع، مما دفعهم لرفض جماعة الإخوان ومطالبة الجميع لها بالتنحي عن المشهد، ومطالبتهم الرئيس حينها بترك المنصب.

نجاح "المنايفة" في التظاهرات وفرض كلمة "الثورة"

وقُدر وقتها عدد المتظاهرين في شوارع المحافظة بحوالي 300 ألف مواطن – حسبما صرح مدير الأمن وقتها لوسائل الإعلام – وبالفعل كان الزخم والحضور فوق المتوقع، وتحولت التظاهرات إلى أمسيات احتفالية تنتظر خبر نزول الجيش وإزاحة الإخوان عن المشهد المتردي أصلًا.

وكان أبرز مشهد مثير للفرحة هو نجاح المحافظة في التوقيع على استمارات «تمرد» وقتها بما يزيد عن 2 مليون توقيع، وإعلان الخبر للجماهير أمام ديوان المحافظة، وشعر الجميع أن مساعيهم باتت مسجلة عبر التاريخ، وأنهم بالفعل تجاوزوا نقطة وجود الإخوان في الحكم.

نصب الأهالي مسارح للغناء والهتافات وسط مشاركة واسعة للنساء، مما أضفى حالة عامة على ضرورة إنهاء فترة الإخوان، وفور إعلان الفريق السيسي وقتها تنحية «مرسي» عن المشهد، شهدت منطقة ديوان المحافظة احتفالات وفرحة عارمة، واعتلت الطائرات فوق المتظاهرين لنشر حالة الإطمئنان، وأكدت الشرطة على وقوفها بجانب المتظاهرين حامين لهم من براثن الجماعة.

وشجعت جموع المواطنين الغفيرة المشاهير للتواجد بينهم، حيث كان الاعتصام الأكبر والأقوى بين جميع المحافظات، إذ حضر إلى المحافظة كلًا من (وممدوح حمزة جورج اسحاق وشاهندة مقلد ومحمد سعيد إدريس ومظهر شاهين)، وغيرهم من الشخصيات التي أيدت ثورة 30 يونيه وناهضوا نظام جماعة الإخوان.

ولم تتوقف الاحتفالات في المحافظة ولم تقتصر تجمعاتها في مدينة شبين الكوم، بل بدأت كل مدينة من مدن المحافظة العشرة في تنظيم احتفالياتها الخاصة، وسطرت كلٍ منها مشهدًا يعبر عن موافقة المواطنين أجمعهم بما فعله الجيش لأجلهم، وزاد المشهد تأكيدًا لذلك الأمر، بعدما طلب «السيسي» نزول الجماهير للشارع وإعطاءه تفويضًا لمحاربة الإهمال المحتمل، لتعود الجماهير ثانية إلى ثكناتها في الشوارع لتؤكد دعمها للرجل حتى تنتهي فترة الجماعة لللأبد، دون محاولة يائسة منهم لتغيير ملامح المشهد.