شيوخ التريند.. دورة "الوقاية من الإلحاد" بـ 40 إسترليني وكورسات جلب الرزق بالدولار
«فى عالم السوشيال ميديا» الكل يبحث عن «الترند»، حيث أصبح هذا المصطلح الفانوس السحرى لجلب الأموال أو على الأقل لزيادة عدد المتابعين وجلب شهرة أكبر لأصحاب الصفحات المختلفة، وهو ما يعنى الحصول على أموال أكثر فيما بعد، فلم يكتف مرتادو هذه المواقع بتتبع صيحات الموضة وفضائح المشاهير والأخبار الرياضية لتحقيق هدفهم المنشود، ولكن ذهب البعض إلى البحث عن أفكار أخرى من الممكن أن تصبح حديث الساعة.
وخلال الآونة الأخيرة انتشرت العديد من الفيديوهات الدينية الدعوية التى يسعى مقدموها إلى توصيل المحتوى بشكل مبسط لغيرهم من الشباب، تتماشى مع «التريند»، حتى أُطلق عليهم «شيوخ التريند»، يظهرون بشكل أكثر احترافية من غيرهم، يرتدون ملابس موردن، ويظهرون بـ«لحى خفيفة»، ويعتبرون أنفسهم «الدعاة الجدد» لرواد مواقع التواصل الاجتماعى.
ولـ«شيوخ التريند»، نشاطات متعددة فى «البيزنس»، حيث يعملون بين الدعوة والتنمية البشرية، وإصدار الفتاوى اللايف، إضافة إلى سبوبة الكورسات وتأليف الكتب، ومؤخرًا استغلوا شهرتهم فى المجال الدعوى، لإعطاء محاضرات فى التنمية البشرية.
«الفجر»، دخلت عالم «شيوخ التريند»، من خلال رصد أبرزهم، وتفاصيل البيزنس الذى يقومون به، حيث دخل أمير منير، المجال الدعوى على السوشيال ميديا من خلال صفحة باسمه عبر «فيسبوك»، تضم قرابة مليون ونصف المليون متابع، ويُصنف نفسه فيها على أنه داعية مصرى شاب، يتمنى توصيل صورة الإسلام الصحيح للعالم كله، ويظهر فى فيديوهات دينية، يطرحها بلغة وطريقة شبابية، بلحية خفيفة حالقًا لشاربه.
وعبر حساباته، لا توجد أى معلومات عن نشاطاته قبل عام 2015، إلا أنه ينتمى للفكر السلفى، حيث اشتهر فى بداياته عندما كان يظهر فى لقاءات وندوات مع الداعية السلفى الشاب محمد الغليظ، المعروف بعلاقته بحزب النور والمتزوج من ابنة الداعية السلفى فاروق شحاتة، وحضر حفل زفافه قيادات حزب النور والدعوة السلفية، إضافة إلى أنه سبق واعتبر نفسه تلميذًا للداعية السلفى حازم شومان، وأنه تعلم منه الكثير.
وبحسب معلومات حصلت عليها «الفجر»، يعتمد أمير منير على التبرعات والدعم المالى فى فيديوهاته، حيث دشّن صفحة عبر منصة Patreon يتلقى من خلالها الدعم، حيث تبرع نحو 77 شخصًا، إلا أنه يتنكر لذلك، ويعتمد أمير على تريند «الإسلاميك اللايف كوتشنج».
مصادر «الفجر» أكدت أن أمير بدأ حياته كصيدلى، إلى أن تكسب أرباحًا كبيرة من الفيديوهات، حيث بدأ المحاضرة بسعر ١٠٠ جنيه إلى أن تطور الأمر إلى كورس عن التربية السليمة للمراهقين، ويبلغ سعره 3 آلاف جنيه، وكورس خاص بحل المشاكل الزوجية وكيفية اختيار الزوجة الصالحة، ويبلغ ألفى جنيه.
ومن أبرز شيوخ التريند أيضًا شخص يُدعى كريم إسماعيل، بدأ حياته كلاعب كرة قدم فى نادى الزمالك بفريق الناشئين، إلى أن ترك الكرة وانتهج الأسلوب الدعوى والتنمية البشرية، ولكريم صفحة على الفيس بوك بها مليون و700 ألف متابع، إضافة إلى جروب يضم قرابة الـ84 ألف عضو، وبدأ رحلته مع الفيديوهات التى تتناول التنمية البشرية ثم دخل المجال الدعوى.
ويعتمد كريم، فى ظهوره على اللحية الخفيفة والشعر الطويل، والملابس المودرن الشبابية، وحدث تعارف بينه وبين أمير منير، حيث تلاقت الأفكار والبيزنس الخاص، سواء بمشاركته فى افتتاح مطعم أو الاستعانة به فى المحاضرات.
يعتمد أمين محمود صبرى، على طرح فيديوهات دينية قصيرة يتناول فيها السنة النبوية، والعبادة والتفسير، وله بيزنس خاص به، يقوم على إصدار الكتب ومنها: «القانون الأعظم»، كما أنه يُحاضر فى كورسات عن «جلب الرزق»، و«كيف تعالج نفسك من الاكتئاب»، ويتقاضى فى هذه الكورسات بالدولار.
«دورة الوقاية من الإلحاد بـ40 جنيها إسترلينيًا»
يعد هيثم طلعت، «مكافح الشبهات» كما يطلق على نفسه دائمًا، من أبرز مشاهير الدعوة على السوشيال ميديا، إلا أنه قرر أن يسلك طريقًا مختلفًا عن غيره، حيث لم يكتف بالمحاضرات والدورات، فافتتح عيادة لعلاج الملحدين بجانب تأليف الكتب والتى منها: «أربعين غلطة فى نظرية التطور»، وله فيديو شهير يتحدث عن فوائد السبى للنساء، ووصل سعر دورات الوقاية من الإلحاد إلى 40 جنيها إسترلينيًا.
منحت هالة سمير، نفسها لقب «الدكتوراة» دون وجه حق، وتُحاضر فى الدجل، كما تُحاضر فى كورس عن «إصلاح العلاقات الزوجية»، وتقبض بالدولار أيضًا، وفى أبريل الماضى أعلنت محاضرتها فى ندوة عن «الدلال وسحر الأنوثة»، لتعليم المرأة أن تكون أنثى فى كلامها ونظرة عينيها، وكيفية التخلص من هرمون الذكورة فى لمساتها وأفعالها، وأسرار الدلال، وبلغت هذه المحاضرة 300 جنيه مصرى، أو 50 دولارا.