علماء قافلة الأزهر: النبي دعا إلى التيسير والبعد عن التشدد
انطلقت اليوم الجمعة، ثاني القوافل الدعوية المشتركة بين علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، إلى مدينة حلوان بمحافظة القاهرة لأداء خطبة الجمعة، وذلك في إطار التعاون المشترك والمثمر بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر الفكر الوسطي المستنير، وبيان يسر وسماحة الإسلام، ونشر مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية، وترسيخ أسس التعايش السلمي بين الناس جميعا.
وأكد أبو زيد الأمير نائب رئيس جامعة الأزهر خلال خطبة الجمعة فوق منبر مسجد شوقي المتيني بالتجمع، أن السماحة في الشريعة الإسلامية ليست كلمة تقال، أو شعارًا يرفع، إنما هي منهج رباني، ومبدأ من المبادئ التي عامل الحق سبحانه بها عباده، وأمرهم أن يتعاملوا بها فيما بينهم، فقال سبحانه: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا، وقال جل شأنه: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ.
ومن على منبر مسجد السيدة زينب بالتجمع أكد الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بالأوقاف، أن الحق سبحانه قد دعا عباده إلى العفو والتسامح في مواضع عديدة من كتابه الكريم، حيث يقول سبحانه: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ، ويقول سبحانه: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ، ويقول تعالى : وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ .
وبين الدكتور السيد حسين عبد الباري وكيل الوزارة لشئون الدعوة من على منبر المسجد الجامع، أن المتتبع لكتاب ربنا سبحانه، وسنة نبينا (صلى الله عليه وسلم) لوجد فيهما ضروبًا من التسامح والتيسير والرفق التي تقضي على كل صور التطرف والغلو والعنف التي يعاني منها العالم الآن، ففي جانب العقيدة نجد أن الإسلام لم يجبر أحدًا على اعتناقه ، بل كفل حرية الاعتقاد للجميع، فقال تعالى:لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ، وقال سبحانه : وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ.
ومن على منبر مسجد طلعت مصطفى بمدينة الرحاب، أكد الدكتور هشام عبد العزيز علي أن الشريعة الإسلامية قد حثت على السماحة والتيسير، ورفع المشقة والحرج بين الناس في البيع والشراء، والاقتضاء فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}، وقال تعالى :{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، ويقَول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى).