نشطاء يتهمون الآثار بتغيير لون واجهة "خوند أصلباي".. و"سنبل": "أرجعناه للأصل" (صور)
تداول عدد من المهتمين بالآثار، صورة قديمة لجامع خوند أصلباي على مواقع السوشيال ميديا، حيث تظهر الصورة بلون مخالف لصورة حديثة ملتقطة للجامع بعد انتهاء ترميمه، وافتتاحه للصلاة اليوم.
وهاجم عدد من متخصصي الآثار الإسلامية الصورة الحديثة، ووجهوا الاتهام للمرممين أنهم قاموا بتغيير لون الواجهة الأصلي إلى لون جديد.
ومن ناحيته قال غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للترميم بوزارة الآثار، في تصريحات خاصة للفجر، إن جامع خوند أصلباي حال الإنشاء لم يكن بهذا التخطيط وإنما كان هناك جزء من الجامع ممتد فوق قنطرة الوداع والتي تعبر فوق مجرى مائي يعبر أمام بالقرب من المسجد، حيث كان تخطيطه كما هو الحال في باقي الجوامع المملوكية صحن وأربع ظلات.
وأكمل سنبل أنه وقع فيضان تسبب في سقوط قنطرة الوداع والتي سميت بهذا الاسم لأنها كانت الواصلة بين البلدة ومقابرها، ومع سقوطها سقط الجزء الذي يعلوها من المسجد، وقامت لجنة حفظ الآثار العربية قبل 120 عام تقريبًا، بإزالة الجزء المتهدم، والرجوع بالمسجد إلى الخلف، وبناء حائط جديد على نفس تصميم ونسق الجامع، وتحول الجامع من ذو صحن وأربع ظلات، إلى جامع مغلق.
وأضاف أن لجنة حفظ الآثار العربية قامت بتقليد اللون الأصلي للمسجد، والذي يوجد بقايا أصلية منه في كتلة المدخل، كما أنه بعمل دراسات على الواجهة، اكتشفنا أن هناك ترميم بعد ترميم لجنة حفظ الآثار العربية، وتسبب هذا الترميم في تغطية ما قامت اللجنة بعمله بطبقة من الملاط، وما حدث هو إزالة طبقة الترميم الحديث وإظهار الطبقة التي تركتها لجنة حفظ الآثار، والتي تحمل اللون الحالي الظاهر في الصور.
وأوضح سنبل أن ما حدث هو إعادة الواجهة للونها الأصلي الذي تركته لنا لجنة حفظ الآثار العربية، وبالطبع لم يتم دهان الواجهة بلاستيك حسب ما قاله متداولو الصور على الفيس بوك، وإنما ما تم هو معالجة الواجهة بطبقة ملاط مخلوطة بأكاسيد حسب اللون الذي كشف عنه الترميم، والصور التي تم التقاطها خادعة ولا تظهر حقيقة الترميم.
وختم سنبل تصريحاته للفجر أن ما تم في الجامع سواء في الواجهة أو في الداخل من أعمال ترميم المحراب والمنبر والعقود والحوائط، مطابق المواثيق العالمية للترميم.
يذكر أن الترميم انقسم إلى مرحلتين مرحلة الترميم الإنشائي وتضمنت حقن أساسات المسجد والأعمدة الحاملة للعقود، وتسوية مناسيب الأرضيات، وإزالة طبقات الملاط المتهالكة، وحقن الحوائط بمواد عازلة للرطوبة بالإضافة إلى تزرير وحقن الشروخ بالجدران والعقود.
وأعمال الترميم الدقيق التي شملت الكشف عن العناصر الزخرفية أسفل طبقات الطلاء الحديثة، وإعادة إحيائها وإبراز تفاصيل ألوان العناصر الخشبية بالمسجد من الشبابيك والأبواب والأربطة الخشبية والمنبر وكرسي المقرئ ودكة المبلغ، كما تم تنظيف الأعمده الرخامية، وتذهيب العناصر الزخرفية بالمحراب وإعاده إحياء ألوانه، بالإضافة إلى عمل سور من الحديد حول المسجد لحماية واجهاته.
والجدير بالذكر أن اليوم الجمعة افتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، واللواء عصام سعد محافظ الفيوم، مسجد خوند أصلباي الأثري بمدينة الفيوم الشهير بمسجد قايتباي للصلاة.
كما أقيمت فيه شعائر صلاة الجمعة بحضور النائب أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية، وعاطف الدباح ومحمد الصغير عضوي المكتب الفني للأمين العام، وقيادات وزارتي الآثار والأوقاف والمحافظة وعدد من أعضاء مجلس النواب، ولفيف من كبار المسئولين.