بطل ملحمة الدبابات في "الدفرسوار": لقنا العدو الصهيوني درساً قاسياً .. وخضنا أكبر معركة بتاريخ الشرق الأوسط
الجندي المصري كان يمتلك قدرات جسمانية خارقة وكان على درجة من الوعي والثقافة
استمريت بالخدمة بعد إصابتي لأخدم بلدي
لا زالت حرب أكتوبر المجيدة مليئة بالأسرار المشوقة حتي يومنا هذا، والتي كتبها أبطال تلك الملحمة الأسطورية من جنود وضباط وصف ضباط وحتي القادة، ليعبروا بكرامة المصريين لأبعد مدي تخيلته العلوم العسكرية في ذلك الوقت، ويسطروا لمصر تاريخًا جديدًا عنوانه ما أخُذ بالقوة لا يُسترد إلأ بالقوة وأن عقيدة القوات المسلحة لا تسمح بالتفريط في أي شبر من الأراضي المصرية.
وعلى مدار سنوات ظل جيل أكتوبر العظيم يفاجئنا بانتصارات ومعارك أسطورية، ظلت إلي الأن تدرس في أكبر الكليات العسكرية حول العالم، فعلي رغم الإمكانيات التي كانت متاحة لمصر في ذلك الوقت، إلا أن إرادة وعزم المقاتل المصري، قلبت كافة الموازين العسكرية، أثبتت أن المحارب المصري لا يستهان به، عندما يتعلق الأمر بالأرض والعرض.
وبكلمات واثقة وذاكرة لم تستطع أن تخونه في سرد كل ثانية في الحروب التي خاضها بداية من النكسة والاستنزاف وحتي العبور، تحدث البطل محمود عبد الستار، عن ملحمة سطرها أبطال المدرعات ليلقنوا العدو الصهيوني درسًا قاسيًا في الحروب التلاحمية ومعارك الدبابات.
"كان عندي شغف القتال والدفاع عن الوطن".. بتلك الكلمات بدأ البطل محمود عبد الستار، حديثه قائلًا، "حصلت علي الثانوية العامة، وقدمت في اختبارات الكلية الحربية والشرطة معًا واجتزت جميع الاختبارات، وعلي الرغم مما كانت تشهده المنطقة العربية من حروب وخروج مصر من حرب العدوان الثلاثي، إلا أنني فضلت دخول الكلية الحربية وأتشرف بالإنضمام للقوات المسلحة".
وتابع البطل "دخلت الكلية الحربية وتلقيت العلوم العسكرية، حتي جاء اليوم الذي استدعانا فيه مدير الكلية وجمع الطلاب حول حمام السباحة ليخبرنا، أن صدر قرار بتخريجنا قبل موعدنا المحدد بسبب عدم استقرار الأوضاع والأخطار التي كانت تحيط بمصر في ذلك الوقت، وشعرنا بالفرح وقتها لأننا سنقوم بواجبنا الذي حلمنا به منذ دخولنا الكلية".
وأكمل قائلًا، "فور تخرجي من الكلية الحربية تم اختياري للخدمة في سيناء وبالتحديد في الوسط في كتيبة (عبد المنعم واصل) وهي احدي الكتائب التي لقنت العدو الصهيوني درسًا قاسيًا خلال حرب الاستنزاف والعبور، وشعرت بالفخر وقتها أن اتولي مهامي في ذلك الوقت في سيناء، حتي جاءت اللحظة التي أبلغنا فيها القائد بأننما مكلفون بصد هجوم من العدو الصهيوني، فسارعنا بالاستعداد وتوليت مكاني في القتال مع زملائي حتي وصلنا لنقطة القتال والتلاحم، ودارت معركة شرسة بيينا وبين كتيبة مدرعات معادية بادرنا باطلاق النار والدانات وحطمنا العديد من مدرعاتهم".
واستطرد البطل حديثه، "من شراسة الهجمة طلب العدو إمدادات حتي يستطيع مواجهتنا واضطرينا للمراوغة لأن الاعداد لم تكن متكافئة، حتى استطعنا الابتعاد عن مدى نيارنهم، حتى أصيبت مدرعتي بدانة منعتها من الأستمرار فخرجت أنا وجنودي من المدرعة وبدأنا التلاحم باستخدام أسلحتنا الخفيفة ضد كتيبة من المدرعات الصهيونية حتي نفذت ذخيرتنا، وقررنا الانسحاب لشط القناة مع باقي القوات، وانسحبنا علي أقدامنا أيام بدون طعام أو شراب واجهنا فيها مخاطر الصحراء والعدو خلفنا إلي أن كتب لنا الله العودة سالمين لنستعد لمعركة العبور".
وتابع أنه "بعد عودتنا لشط القناة بأيام وتعافينا من الإصابات بدأنا الاستعداد لمرحلة جديدة، ربما كانت الاهم في حياتنا كلها، وهي الاستعداد لتلقين العدو الصهيوني درسًا لا ينساه، وأن نعبر بكرامة المصريين لأبعد مما تخيل العالم في ذلك الوقت، وطول ستة سنوات من النكسة خضعت لتدريبات شاقة والعمل كان علي قدم وساق طوال اليوم والأسبوع وكانت اجازتي يوم واحد في الشهر فقط، وباقي الأيام مناورات ودراسة وتدريب ومشاريع حرب، حتي خلقت منا التدريبات أبطالًا لا تخشي الموت وتنتظر العبور بفارغ الصبر، وفي ذلك الوقت كنت برتبه ملازم أول وشُرفت أن يخدم تحت قيادتي مجموعة من أفضل الجنود في وقتها".
وأورد "الجنود في ذلك الوقت كانت علي قدر من الوعي والثقافة، وكانت تمتلك قدرات جسمانية خارقة بمعني الكلمة، فأحد جنودي كان قادر علي أن يحفر حفرة كاملة للدبابة لتختبئ فيها في دقائق معدودات وهو مجهود لا يقدر عليه سوي فردان أو ثلاثة علي الأقل، إلا أن جنودي وباقي الجنود في ذلك الوقت كانوا لديهم هدف وهو أن يثبتوا للعالم أن المقاتل المصري قادر ويستطيع أن يعبر بمصر ويسترد كرامتها، وجاء الوقت الذي بدأنا فيه التدريب علي العبور في منطقة أبو رواش وحينها شعرت أن لحظة المواجهه اقتربت".
وأكمل "في يوم الخامس من أكتوبر حصلت على إجازة مرضية وفور وصولي المنزل، وجت جنديًا ينتظرني ويستدعيني للعودة فورًا، فعدت سريعًا فابلغني القائد بعدها أن القيادة السياسية صدقت علي خطة العبور، وتم اختياري قائدًا لسرية الدبابات التي ستهجم علي منطقة الدفرسوار، وبالفعل عبرنا بعد الضربة الجوية والمدفعية، وتخطينا الحاجز المائي بمدرعتنا حتي أصبحنا علي الضفة الشرقية من القناة، وحينها لم نتمالك أنفسنا من زهوة النصر والعبور، وقررنا أن نرجع خطوة للوراء بعد الآن".
واستكمل "اقتحمت بسريتي منطقة الدفرسوار في ذلك الوقت، ودخلنا معركة دبابات مع قوات صهيونية، وباعداد كبيرة هي الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط وقتها، وحطمت العشرات من المدرعات والدبابات المعادية، حتي أصبح النيل مني مطلبًا من القوات الإسرائيلية التي كبدتها خسائر فادحة في تلك النقطة، وأثناء تقدمنا في للقضاء مجموعة مدرعة ظهرت أمامنا قررت أن اتولي القيادة من أعلي الدبابة حتي أوجه باقي الدبابات للطريق الصحيح، وهنا استغل العدو الفرصة وأصابني بوابل من النيران، حتي أصبت في قدمي بطلقة نافذة فقدت علي إثرها قدرتي علي الحركة".
لا زالت حرب أكتوبر المجيدة مليئة بالأسرار المشوقة حتي يومنا هذا، والتي كتبها أبطال تلك الملحمة الأسطورية من جنود وضباط وصف ضباط وحتي القادة، ليعبروا بكرامة المصريين لأبعد مدي تخيلته العلوم العسكرية في ذلك الوقت، ويسطروا لمصر تاريخًا جديدًا عنوانه ما أخُذ بالقوة لا يُسترد إلأ بالقوة وأن عقيدة القوات المسلحة لا تسمح بالتفريط في أي شبر من الأراضي المصرية.
وعلى مدار سنوات ظل جيل أكتوبر العظيم يفاجئنا بانتصارات ومعارك أسطورية، ظلت إلي الأن تدرس في أكبر الكليات العسكرية حول العالم، فعلي رغم الإمكانيات التي كانت متاحة لمصر في ذلك الوقت، إلا أن إرادة وعزم المقاتل المصري، قلبت كافة الموازين العسكرية، أثبتت أن المحارب المصري لا يستهان به، عندما يتعلق الأمر بالأرض والعرض.
وبكلمات واثقة وذاكرة لم تستطع أن تخونه في سرد كل ثانية في الحروب التي خاضها بداية من النكسة والاستنزاف وحتي العبور، تحدث البطل محمود عبد الستار، عن ملحمة سطرها أبطال المدرعات ليلقنوا العدو الصهيوني درسًا قاسيًا في الحروب التلاحمية ومعارك الدبابات.
"كان عندي شغف القتال والدفاع عن الوطن".. بتلك الكلمات بدأ البطل محمود عبد الستار، حديثه قائلًا، "حصلت علي الثانوية العامة، وقدمت في اختبارات الكلية الحربية والشرطة معًا واجتزت جميع الاختبارات، وعلي الرغم مما كانت تشهده المنطقة العربية من حروب وخروج مصر من حرب العدوان الثلاثي، إلا أنني فضلت دخول الكلية الحربية وأتشرف بالإنضمام للقوات المسلحة".
وتابع البطل "دخلت الكلية الحربية وتلقيت العلوم العسكرية، حتي جاء اليوم الذي استدعانا فيه مدير الكلية وجمع الطلاب حول حمام السباحة ليخبرنا، أن صدر قرار بتخريجنا قبل موعدنا المحدد بسبب عدم استقرار الأوضاع والأخطار التي كانت تحيط بمصر في ذلك الوقت، وشعرنا بالفرح وقتها لأننا سنقوم بواجبنا الذي حلمنا به منذ دخولنا الكلية".
وأكمل قائلًا، "فور تخرجي من الكلية الحربية تم اختياري للخدمة في سيناء وبالتحديد في الوسط في كتيبة (عبد المنعم واصل) وهي احدي الكتائب التي لقنت العدو الصهيوني درسًا قاسيًا خلال حرب الاستنزاف والعبور، وشعرت بالفخر وقتها أن اتولي مهامي في ذلك الوقت في سيناء، حتي جاءت اللحظة التي أبلغنا فيها القائد بأننما مكلفون بصد هجوم من العدو الصهيوني، فسارعنا بالاستعداد وتوليت مكاني في القتال مع زملائي حتي وصلنا لنقطة القتال والتلاحم، ودارت معركة شرسة بيينا وبين كتيبة مدرعات معادية بادرنا باطلاق النار والدانات وحطمنا العديد من مدرعاتهم".
واستطرد البطل حديثه، "من شراسة الهجمة طلب العدو إمدادات حتي يستطيع مواجهتنا واضطرينا للمراوغة لأن الاعداد لم تكن متكافئة، حتى استطعنا الابتعاد عن مدى نيارنهم، حتى أصيبت مدرعتي بدانة منعتها من الأستمرار فخرجت أنا وجنودي من المدرعة وبدأنا التلاحم باستخدام أسلحتنا الخفيفة ضد كتيبة من المدرعات الصهيونية حتي نفذت ذخيرتنا، وقررنا الانسحاب لشط القناة مع باقي القوات، وانسحبنا علي أقدامنا أيام بدون طعام أو شراب واجهنا فيها مخاطر الصحراء والعدو خلفنا إلي أن كتب لنا الله العودة سالمين لنستعد لمعركة العبور".
وتابع أنه "بعد عودتنا لشط القناة بأيام وتعافينا من الإصابات بدأنا الاستعداد لمرحلة جديدة، ربما كانت الاهم في حياتنا كلها، وهي الاستعداد لتلقين العدو الصهيوني درسًا لا ينساه، وأن نعبر بكرامة المصريين لأبعد مما تخيل العالم في ذلك الوقت، وطول ستة سنوات من النكسة خضعت لتدريبات شاقة والعمل كان علي قدم وساق طوال اليوم والأسبوع وكانت اجازتي يوم واحد في الشهر فقط، وباقي الأيام مناورات ودراسة وتدريب ومشاريع حرب، حتي خلقت منا التدريبات أبطالًا لا تخشي الموت وتنتظر العبور بفارغ الصبر، وفي ذلك الوقت كنت برتبه ملازم أول وشُرفت أن يخدم تحت قيادتي مجموعة من أفضل الجنود في وقتها".
وأورد "الجنود في ذلك الوقت كانت علي قدر من الوعي والثقافة، وكانت تمتلك قدرات جسمانية خارقة بمعني الكلمة، فأحد جنودي كان قادر علي أن يحفر حفرة كاملة للدبابة لتختبئ فيها في دقائق معدودات وهو مجهود لا يقدر عليه سوي فردان أو ثلاثة علي الأقل، إلا أن جنودي وباقي الجنود في ذلك الوقت كانوا لديهم هدف وهو أن يثبتوا للعالم أن المقاتل المصري قادر ويستطيع أن يعبر بمصر ويسترد كرامتها، وجاء الوقت الذي بدأنا فيه التدريب علي العبور في منطقة أبو رواش وحينها شعرت أن لحظة المواجهه اقتربت".
وأكمل "في يوم الخامس من أكتوبر حصلت على إجازة مرضية وفور وصولي المنزل، وجت جنديًا ينتظرني ويستدعيني للعودة فورًا، فعدت سريعًا فابلغني القائد بعدها أن القيادة السياسية صدقت علي خطة العبور، وتم اختياري قائدًا لسرية الدبابات التي ستهجم علي منطقة الدفرسوار، وبالفعل عبرنا بعد الضربة الجوية والمدفعية، وتخطينا الحاجز المائي بمدرعتنا حتي أصبحنا علي الضفة الشرقية من القناة، وحينها لم نتمالك أنفسنا من زهوة النصر والعبور، وقررنا أن نرجع خطوة للوراء بعد الآن".
واستكمل "اقتحمت بسريتي منطقة الدفرسوار في ذلك الوقت، ودخلنا معركة دبابات مع قوات صهيونية، وباعداد كبيرة هي الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط وقتها، وحطمت العشرات من المدرعات والدبابات المعادية، حتي أصبح النيل مني مطلبًا من القوات الإسرائيلية التي كبدتها خسائر فادحة في تلك النقطة، وأثناء تقدمنا في للقضاء مجموعة مدرعة ظهرت أمامنا قررت أن اتولي القيادة من أعلي الدبابة حتي أوجه باقي الدبابات للطريق الصحيح، وهنا استغل العدو الفرصة وأصابني بوابل من النيران، حتي أصبت في قدمي بطلقة نافذة فقدت علي إثرها قدرتي علي الحركة".
واستطرد "اخرجني الجنود من الدبابة غارقنا في الدماء، لا استطيع الحراك وجعلوا المدرعة ساترًا لي ورفضوا تركي، وبعد أن قمت بتعنيفهم والاصرار علي تركي والاستمرار في القتال، انطلقوا ليكملوا المهمة حتي حطموا باقي الدبابات المعادية، وعدت زاحفًا للخلف حتي وصلت لنقطة مدفعية التقطتني لتعيدني لتلقي العناية الطبية".
وواصل البطل "خضعت لأكثر من عملية في قدمي، وأثناء توجدي في المشفي مع زملائي المصابين، كان الأهالي يقدمون لنا الملابس الجديدة والطعام المنزلي والورود والهدايا يوميًا، وكنت استقبل أناس لا أعرفهم جاءوا لتهنأتنا وشكرنا على ما بذلناه من تضحيات وبطولات، وفور استشفائي تم استدعائي للخدمة بإدارة المخابارت الحربية والاستطلاع وعلي الرغم من أن إصاباتي تجاوت الخمسون في المائة من جسدي إلا أنني فضلت أن أخدم بلدي حتي الرمق الأخير من عمري، وتوليت ملف تبادل الأفواج واسترداد الأراضي المحتلة، حتي جاء الوقت الذي ارسلت فيه لإسرائيل لاسترداد باقي أراضينا المحتلة، وأبلغت وقتها قائدي بنية العدو الصهيوني في افتعال أزمة طابا وكنت وقتها جزء من سلسلة طويلة في مفاوضات استرداد طابا حتى عادت لأحضان مصر مرة أخرى.
وواصل البطل "خضعت لأكثر من عملية في قدمي، وأثناء توجدي في المشفي مع زملائي المصابين، كان الأهالي يقدمون لنا الملابس الجديدة والطعام المنزلي والورود والهدايا يوميًا، وكنت استقبل أناس لا أعرفهم جاءوا لتهنأتنا وشكرنا على ما بذلناه من تضحيات وبطولات، وفور استشفائي تم استدعائي للخدمة بإدارة المخابارت الحربية والاستطلاع وعلي الرغم من أن إصاباتي تجاوت الخمسون في المائة من جسدي إلا أنني فضلت أن أخدم بلدي حتي الرمق الأخير من عمري، وتوليت ملف تبادل الأفواج واسترداد الأراضي المحتلة، حتي جاء الوقت الذي ارسلت فيه لإسرائيل لاسترداد باقي أراضينا المحتلة، وأبلغت وقتها قائدي بنية العدو الصهيوني في افتعال أزمة طابا وكنت وقتها جزء من سلسلة طويلة في مفاوضات استرداد طابا حتى عادت لأحضان مصر مرة أخرى.