اليمن: محاولات وإغراءات حوثية لاستعادة منسوبين سابقين من المقاتلين
في خطوة تؤكد وجود رغبة جماعية لرفض الحوثيين، تحاول مليشيا الحوثي إعادة العشرات من العناصر وتقديم إغراءات لهم.
وقال مصدر في ذمار،
إن قیادات حوثیة عسكریة عقدت عدة اجتماعات خلال الأیام الماضیة في منازل بعض قیاداتھا
بمحافظة ذمار، كاشفا في تصريحات نشرتها صحيفة «الوطن» الصادرة اليوم الخميس - تابعها
"اليمن العربي" - "أن توجیھات علیا صدرت لتلك القیادات بنقل معسكراتھم
إلى داخل الأحیاء المدنیة، وعقد اللقاءات والاجتماعات في منازل داخل الأحیاء التي یقطنھا
المدنیون، لأنھا تعلم أن قوات التحالف تستبعد وتتجنب أي ضربات داخل الأحیاء والمواقع
المدنیة أو القریبة من المدنیین.
وأضاف المصدر أن القیادات الحوثیة العسكریة تحاول
إعادة العشرات من منسوبي الجیش والأمن السابقین، إلا أنھم فشلوا في ذلك رغم تقدیم كثیر
من الإغراءات لھم، وذلك للمشاركة في القتال بسبب قلة عدد المقاتلین.
أكد المصدر أن
القیادات الحوثیة ناقشت خلال تلك الاجتماعات عددا من النقاط، أبرزھا أسباب عزوف المجتمع
عن القتال تحت رایتھا، وكیفیة توحید الصفوف.
وقال، إن ھناك محاولات حوثیة خلال الأشھر الماضیة
لاستعادة المنسوبین السابقین الذین طاردھم الحوثي ّ وخونھم، سواء ممن كانوا ملتحقین
بالجیش أو الأمن، إلا أن محاولات قیادات الحوثي بإعادة ھؤلاء باءت بالفشل، رغم تقدیم
كل الإغراءات. وأضاف، «ھذا یؤكد وجود رغبة جماعیة لرفض الحوثیین».
مشیرا إلى أن قائمة
الإغراءات شملت مرتبات ومنحا ومكافآت إضافیة، وأراضي سكنیة وزراعیة، وأولویات في العلاج،
وقبول أبنائھم في البعثات والتعلیم، وتوفیر خدمات صحیة خاصة، إضافة إلى تنفیذ ما یحتاجونھ
من مطالب أخرى.
وعود كاذبة
بین المصدر في حدیثھ إلى «الوطن»، أن عددا من الضباط
والقادة والأفراد الذین یحاول الحوثیون إعادتھم إلى مواقع القتال متقاعدون منذ سنوات،
والغالبیة منھم تابعون للجیش وقوات الأمن، وتم تسریحھم وطردھم وإھانتھم منذ سیطرة الحوثیین
على صنعاء، نظرا لعدم الثقة فیھم، واتھامھم بالولاء للرئیس السابق علي عبدالله صالح،
واستُبدلوا بموظفین جدد یدینون بالولاء للحوثي، ویقول ھؤلاء، إنھم لن یحاربوا مع الحوثي
تحت أي لواء، خصوصا بعض قیادات الجیش الیمني السابق الذین أكدوا أن الحوثیین عرف عنھم
الوعود الكاذبة، واستغلالھم الظروف والأوضاع، وتقدیم إغراءات كاذبة ومواعید زائفة،
فضلا عن استخدامھم الوسائل الإرھابیة في حال اختلف معھم أحد.
ترھیب المخالفین
أشار المصدر إلى أن القیادات الحوثیة بعد عدة لقاءات
واجتماعات وجولات وزیارات داخل المحافظة، مارسوا أسلوبھم القذر في التھدید والوعید
لكل من رفض المشاركة أو الدعم لھم، قائلا، إن عددا من القیادات الیمنیة السابقة أعلنوا
ّ تحدیھم علنا للحوثیین، وإنھم لن یكونوا أداة في أیدي عصابات تسببت فیما یحدث للیمن
من مصائب ومجاعة وقتل وتفجیرات.
وأضاف، إن الوعي بجرائم الحوثي داخل وخارج الیمن
باتت معروفة لدى كثیرین من الشعب الیمني، وأن أھدافھم وتوجھاتھم باتت واضحة، وفي مقدمتھا
إرسال أبنائھم إلى القتال في حروب لا مصلحة لھم منھا، وأن المستفید من كل ذلك ھي إیران
التي تزود الحوثي بالأسلحة والمتفجرات والألغام والصواریخ، ویتركونھم ضحایا وجثثا یقتلون
في كل الجبھات.
نقص مقاتلي الحوثي
أكد المصدر أن الحوثیین یعانون، خلال الفترات الأخیرة،
من نقص حاد وكبیر في صفوف المقاتلین، ولم تتبق لدیھم الأعداد الكافیة للقتال في بعض
الجبھات، خصوصا أن مخاوفھم من سقوط الحدیدة جعلتھم یستعینون بعناصر من الجبھات الأخرى
في صعدة ونھم وصرواح وغیرھا، ولدیھم مخاوف من انقلاب شعبي ضدھم نظیر ممارساتھم وانتھاكاتھم
التي طالت كل شرائح المجتمع الیمني.