تحالف دعم الشرعية في اليمن.. استراتيجيات مثمرة في محاربة الإرهاب

عربي ودولي

بوابة الفجر


تعتمد استراتيجية تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، على إعادة الأمن والاستقرار إلى البلد الذي عانى من حالة عدم استقرار منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، فشكل تدخله في دعم شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أهمية استراتيجية كبيرة.

الرياض وأبوظبي، ومن خلفهما القاهرة والكويت والمنامة، يدركون أن الحرب في اليمن لا تعني محاربة الحوثيين الموالين لإيران وما يشكله إرهاب الذراع الإيرانية في اليمن من تهديد لليمن ودول الجوار فقط، وإنما فهناك تهديد لا يقل خطورة، ويتمثل في التنظيمات الإرهابية.

وخاضت دول التحالف العربي حربين أحداهما ضد الحوثيين، والأخرى ضد التنظيمات الإرهابية التي استغلت الانقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية، لتعلن عن إقامة إمارات لها في حضرموت، وشبوة، وأبين، وعدن، ولحج.

أبرز العمليات
في مارس (آذار) 2016، دشنت القوات المسلحة الإماراتية التي أشرفت على تأمين الجنوب، عملياتها العسكرية في عدن التي كانت أجزاء منها في قبضة التنظيمات الإرهابية، عن طريق تدريب ودعم قوات الحزام الأمني التي تم تشكيلها لتنفيذ المهمة، ليتم تأمين عدن ولحج وأبين، قبل أن تطلق عملية عسكرية كبرى في حضرموت التي كانت فيها العاصمة الإقليمية المكلا تشكل أكبر إمارة للتنظيم في الجزيرة العربية.

وبعدها بشهر تقريباً، انطلقت عملية تحرير ساحل حضرموت في عملية عسكرية كبرى اشتركت فيها مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية وبإشراف عملياتي من القوات المسلحة الإماراتية، وقيادات عسكرية تمتلك خبرة طويلة في المجال، أبرزهم اللواء فرج البحسني محافظ حرموت الحالي وقائد المنطقة العسكرية الثانية، والجنرال أحمد سعيد بن بريك محافظ حضرموت السابق، إلى جانب قيادات أخرى.

وفي أغسطس (آب) 2016، أطلق التحالف العربي عملية عسكرية كبرى لتأمين محافظة أبين التي كانت تنشط فيها الجماعات المتطرفة، أنتهت بتأمين المدن المحررة بشكل كامل، إلى جانب عمليات دقيقة لملاحقة العناصر الإرهابية في الجبال والأودية في أبين وشبوة.
والعام الماضي، أطلق التحالف العربي عملية "السيف الحاسم" لتأمين محافظة شبوة، وهي العملية العسكرية التي حققت نجاحاً كبيراً نظراً لصعوبة التضاريس الجبلية، ولم يبق اليوم إلا معقل أخير للتنظيمات الإرهابية، والمتمثل في وادي حضرموت، حيث تنشط العناصر المتطرفة التي ارتكبت العديد من العمليات الإرهابية كان أخرها مقتل نحو 8 جنود ومدنيين خلال هجوم نفذ منتصف الشهر الجاري.

ملاذات آمنة للتنظيمات
تقول قوات النخبة والحزام الأمني، إن العناصر الإرهابية التي فرت من حضرموت وشبوة وأبين، لجأت إلى محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الإيرانية، في الوقت الذي أفرجت فيه الأخيرة عن العشرات من العناصر الإرهابية التي تم اعتقالها خلال السنوات الماضية، في صفقة تبادل، كما أعلن عنها، لكنها في الحقيقة عمليات دعم للتنظيمات الإرهابية، خاصة بعد ظهور التحالفات القطرية الإيرانية إقليمياً وإخوان اليمن والحوثيين محلياً.

مقاطعة قطر
وفي مطلع يوليو (تموز) 2017، أعلنت السعودية والإمارات ومصر والبحرين مقاطعة قطر المتورطة في دعم التنظيمات الإرهابية، وإثارة الفوضى في العديد من البلدان العربية، لتشكل ضربة قاصمة للتنظيمات الإرهابية، في الوقت الذي لجأت فيه الدوحة إلى المنظمات الدولية الحقوقية للدفاع عن الإرهابيين الذين تم ضبطهم.
وعمد النظام القطري على نشر فتن وأخبار زائفة، حيث مولت تقارير زعمت وجود سجون سرية وتعرض معتقلين للتعذيب والاغتصاب في المناطق المحررة في اليمن، قبل أن يتم تفنيد كل هذه المزاعم من قبل الحكومة اليمنية ووزارة الداخلية والمنظمات الحقوقية.

استراتيجية دقيقة في محاربة الإرهاب
أخذت السعودية والإمارات وبدعم من الأشقاء والأصدقاء، على العاتق محاربة الإرهاب والتطرف، وأعلن في السعودية عن "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب"، والذي يهدف إلى محاربة الإرهاب والتطرف عسكرياً وفكرياً وثقافياً وإعلامياً واقتصادياً، من خلال تجفيف كل موارده المالية والاقتصادية، للقضاء عليه بشكل نهائي.
ويعتمد التحالف العسكري الإسلامي على القوات المحلية والنزعة القبلية الرافضة للتنظيمات الإرهابية في جنوب اليمن، والتي سبق أن خاضت حروباً طويلة ضد التنظيمات لعل أبرزها حرب قبائل لودر ومكيراس ضد تنظيم القاعدة الإرهابي في العام 2012.

ويتطلع التحالف العربي إلى إعادة الاستقرار للمنطقة بالقضاء على كل أشكال الإرهاب، وهي مهمة ليست مستحلة في ظل توفر كل الظروف وأبرزها الرفض الشعبي لكل أشكال التطرف والإرهاب.