ليلة بكى فيها السلطان العثماني.. كيف احتفلت إسطنبول بفوز المعارضة على حزب أردوغان؟
شهدت شوارع المدينة التركية الكبيرة احتفالات كبيرة بإعلان فوز إمام أوغلو، في الانتخابات البلدية، أمام مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بن علي يلدريم، حيث خرجت مسيرات في شوارعها للاحتفال بفوز مرشح المعارضة التركية، مع وعود بـ "بداية جديدة" لكل من المدينة والدولة.
وخسر حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم معركة السيطرة على بلدية اسطنبول، بعد إعادة إجراء انتخابات البلدية، ويمثل هذا ضربة قاسية للرئيس أردوغان، ومع فرز معظم صناديق الاقتراع، تبين تفوق مرشح حزب المعارضة الرئيسي، أكرم إمام أوغلو، بـ775000 صوت، بزيادة كبيرة عما حققه في المرة الماضية، التي فاز فيها بـ13000 صوت أكثر من مرشح حزب العدالة والتنمية.
وتنهي هذه النتيجة- التي تمثل انتكاسة كبيرة، للرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية الحاكم، إذ راهن أردوغان على فوزه ببلدية اسطنبول ووصف التحدى من قبل، بأن الفوز بهذه البلدية التي يقطنها 16 مليون شخص هو فوز بتركيا، فجاءت نتائج الانتخابات مخالفة تماما لتوقعاته وحلمه نحو امبراطورية عثمانية، فقد كان الفارق في الانتخابات الأولى التي فاز فيها مرشح حزب الشعب المعارض إمام أوغلوا على مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم لا يتعدى 0.25 في المئة، بنتيجة 48.80 في المئة لصالح مرشح المعارضة مقابل 48.55 لصالح مرشح الحزب الحاكم.
ومع أن الانتخابات المحلية لا تكتسي أهمية بقدر الانتخابات البرلمانية والرئاسية، غير أن الذي أضفى عليها أهمية كبيرةً إلى هذا الحد هو انتقال إدارة كل من بلديتي إسطنبول وأنقرة إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض، بعد بقائها في قبضة الرئيس رجب طيب أردوغان مدة 26 عاماً، وهو الأمر الذي هز أردوغان لأول مرة منذ 17 عاماً من حكمه البلاد.
رقص على أنغام الطبول
واحتفل عشرات الآلاف من أنصار مرشح حزب "الشعب الجمهوري" التركي، أكرم إمام أوغلو، في شوارع وساحات إسطنبول، حيث نزل المشاركون في الاحتفالات إلى الأحياء الرئيسية في المدينة، حاملين الأعلام الوطنية، ورقصوا على أنغام الطبول والمزامير، محتفلين بفوز مرشح "تحالف الأمة".
وعود بالتطوير
من جانبه أعرب عن سعادته كمال كليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي، أكبر أحزاب المعارضة، بفوز مرشح حزبه في انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية اسطنبول، وفق ما قالت "روسيا اليوم".
وعلق أوغلو على نتائج انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية إسطنبول، من خلال تغريدة عبر "تويتر"، في إشارة منه إلى شعار الحزب في الحملة الانتخابية، قائلا: "كنا قلنا إن كل شيء سيصبح جميلا جدا، وها قد صار كل شيء جميلا جدا".
وأشار حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، إلى أن أولى الملفات المطروحة للتعامل معها من قبل إمام أوغلو القيادي بالحزب، هو فتح ملفات الفساد التي تورّط فيها حزب العدالة والتنمية، بقيادة أردوغان خلال رئاسته لمدينة إسطنبول.
"بداية جديدة"
وفي خطاب الفوز، قال إمام أوغلو- الذي يعد من النجوم الصاعدين في سماء السياسة التركية، وينتمي إلى جيل الشباب نسبيا بعكس قيادة حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه ويتزعمه كمال كليجدار أوغلو البالغ من العمر 71 عامًا-، إن النتيجة تمثل "بداية جديدة"، لكل من المدينة والدولة، مضيفًا "نحن نفتح صفحة جديدة في اسطنبول. في هذه الصفحة الجديدة، ستكون هناك عدالة ومساواة وحب".
صفعة ثانية للنظام التركي
في سياق متصل، قال بشير عبدالفتاح، باحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هزيمة حزب "العدالة والتنمية" في انتخابات أسطنبول يمثل الصفعة الثانية للنظام التركي، خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، متابعًا: "النظام التركي أصبح محاصر بالمشاكل والأزمات، خاصة بعد تراجع المؤشرات الاقتصادية بسبب سياسات أردوغان، وسوء إدارته للملف الاقتصادي وفساد حزب العدالة والتنمية".
وأضاف "عبد الفتاح"، خلال لقاء مع قناة "إكسترا نيوز"، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما طعن في انتخابات أسطنبول الماضية، لم تكون هناك مبررات موضوعية لهذا القرار، لكنها كانت محاولة منه لإعطاء الفرصة لمرشح حزبه من أجل النجاح في أسطنبول.