محمد الباز يكتب: فقه خلع الرئيس الفاشل

مقالات الرأي

محمد الباز يكتب:
محمد الباز يكتب: فقه خلع الرئيس الفاشل

فى أدبيات من ينسبون أنفسهم للإسلام كذبا وزورا وبهتانا، بعض الفتاوى التى يلصقونها للإسلام بحرمة الخروج على الحاكم، وهناك من ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قولا بعدم الخروج على الحاكم الظالم ولو جلد ظهرك وسلب مالك، وهو كلام لا يمكن أن ينطق به رسول عظيم جاء بدين ثار به على الظلم والاستبداد.. بل ظل حتى آخر يوم من حياته محرضا على التغيير وإزالة من يريدون أن يستغلوا البشر.

ولذلك فإننى سأترك أصحب الفتاوى الشرعية لضلالهم وأكاذيبهم وسقوطهم وانحطاطهم، وأتوقف قليلا مع الفتاوى السياسية التى يطلقها المتمردون فى الشارع، هؤلاء الذين قرروا خلع مبارك لأنه كان مستبدا وديكتاتورا ولصا سرق أوقات الناس وأعمارهم من أجل أن يظل هو وعائلته فى الحكم حتى آخر نفس، وهم أنفسهم الذين روجوا فتاوى سياسية أخرى ليخلعوا بها الرئيس الإخوانى، ليس لأنه مستبد فقط، وليس لأنه ديكتاتور فقط، ولكن لأنه فاشل أيضا، أخفق فى تحقيق أى وكل شىء وعد به هو نفسه دون أن يطالبه أحد به. يمكن أن يسألك عابر أو متحفظ أو أحد المترددين، عن الذى يجعلك تنزل الشارع فى 30 يونيو من أجل أن تعلنها :لا، واضحة وصريحة ضد محمد مرسى، سيقول لك أنه منتخب، وأنه جاء إلى منصبه بالصندوق،وليس من حق أحد أن يخلعه.. وهو كلام يمكن أن تتفاعل معه لو أن محمد مرسى جاء إلى منصبه فى ظروف عادية، إنه قادم على جناح ثورة، التزم بأن يحقق أهدافها، لكنه وها هو يقترب من عام كامل فى السلطة لم يحقق شيئًا يذكر، ولم يقدم للمصريين إلا الأكاذيب والفشل.

إذا أردت أن تعرف لماذا يجب أن تخرج، أن تصرخ فى وجه الإخوان، أن تزيح الرئيس الإخوانى فهذه بعض الأسباب

خان قسمه أمام الشعب

أقسم محمد مرسى أن يحترم الدستور والقانون، ولم يفعل شيئًا إلا انتهاك الدستور والقانون، بل دلس على الشعب كله ومرر دستورا معيبا، فصله من أجل جماعته ومن أجل الانتقام من خصومه، ولم يحترم كثيرا من الأحكام القضائية التى صدرت، وكأنه قرر أن يجعل نفسه فوق القانون والدستور.

أضاع سيناء وفرط فى أمنها

فى عهده تحولت سيناء إلى مرتع للإرهابيين الذين تشجعوا على ارتكاب أعمال إجرامية منها قتل جنودنا واختطافهم، وذلك بعد أن أفرج مرسى عن جهاديين ومحكوم عليهم بالإعدام، بل إنه وفر غطاء سياسيا للإرهابيين عندما امتنع عن استمرار التحقيقات فى قتل الجنود وإعلانها رغم أن الجيش طلب إعلانها أكثر من مرة.

قتل المتظاهرين

تعهد محمد مرسى أن يقتص للشهداء الذين سقطوا خلال الثورة، إلا أنه تورط فى قتل المتظاهرين الذين خرجوا ليقولوا كلمة حق فى وجهه، والكارثة أنهم سقطوا على بوابة قصر الاتحادية الذى يسكنه دون أن يتحرك أو يدين أو يعلن مسئوليته السياسية عما جرى.. بل خرج ليكرر نفس الكلام الذى أعلنه مبارك من قبل بأن هناك مؤامرة ضده.

قمع الشعب وإرهابه

بعد أحداث بورسعيد الثانية التى سقط فيها أكثر من أربعين شهيدا، لم يخرج مرسى ليعتذر ولكن قرر أن يفرض حظر التجول وتفعيل قانون الطوارئ، محاولا فرض سيطرة وهمية على الشعب، معيدا بذلك سيرة سلفه الديكتاتور الذى كان يهمه فقط الحفاظ على نظامه وسلطانه وليذهب المصريون جميعا إلى الجحيم.

أخونة الدولة

رغم كل ما يعلنه محمد مرسى من أنه رئيس لكل المصريين، إلا أن التجربة أكدت أنه يحاول إحلال الإخوان مكان المصريين فى كل مكان، مؤكدا أنه يتعامل مع من لا ينتمون إلى الإخوان على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، وها نحن نرى الكفاءات تخرج من مناصبها ليحل محلها إخوان بلا كفاءات على الإطلاق.

التفريط فى الأراضى المصرية

عندما ذهب إلى السودان أبدى استعداده للتنازل عن أرض حلايب بحجة أنه يريد جلب استثمارات سودانية، ورغم أنه أنكر ذلك إلا أن هناك تسجيلات تؤكد ما جرى هناك، وكأننا أمام رئيس لا يعرف ما هو أمن مصر القومى، ولا ما هى أهمية حدودها.

التفريط فى مياه النيل

ثبت بالأدلة القاطعة أن فشل محمد مرسى وإدارته فى التعامل مع ملف مياه النيل هو الذى جرأ إثيوبيا على بناء السد، بل إن الدولة التى كانت تستضيفه على أرضها لم تعره اهتماما وقررت تحويل مجرى النهر بعد زيارته لها مباشرة، ولو كان للرجل هيبة أو كرامة أو كفاءة ما تعاملت معه إثيوبيا بهذه الطريقة المهينة.

يحترف الكذب

فى كثير من الملفات لا يقول محمد مرسى الحقيقة، يحاول أن يخدع المصريين بإنجازات وهمية واهية لا يراها إلا هو ومن معه، وراجعوا ما يقوله عن إنتاج مصر من القمح أو انتهاء أزمة انقطاع الكهرباء.. فالمشكلات قائمة على الأرض وهو وحده من ينكرها.

إفقار المصريين

اعتقد المصريون أن الرئيس المدنى المنتخب سيأتى لهم بالخير، هو وعدهم بذلك، لكن الواقع يقول إن الأسعار فى ازدياد دائم، لدرجة أن المواطن العادى أصبح عاجزا عن الحياة بشكل كريم أو آدمى، وجولة قصيرة فى الأسواق ستتأكد من خلالها أن الفقراء لم يعد لهم مكان فى هذا البلد.

هو بالجملة فاشل

إذا لم تكن كل هذه الأسباب مقنعة، فيكفى أننا أمام رئيس فشل فى إدارة كل الملفات، وقبل أن يتم عامه الأول خرج الملايين من شعبه ليقولوا له ارحل.. هو لن يستجيب.. وهم لن يتراجعوا.. فلا تتراجع أنت أيضا.. انزل وشارك، فمصر أكبر من أن يحكمها رئيس فاشل.