صراع الأجنحة في قطر.. إعلام حمد بن جاسم يطارد منصات عزمي بشارة

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


مع وصول الشيخ تميم بن حمد للسلطة في قطر 25 يونيو 2013، بعد ذروة صراع بينه، وبين ولي العهد سابقا، ورئيس الوزراء حينها حمد بن جاسم، اختار الأمير الجديد معاونيه بعيدا عن رجال والده ومؤسساتهم، وفضل صناعة إعلام مغاير للمؤسسات التي صنعت على يد بن جاسم وإشراف من حمد بن خليفة أثناء وجوده في السلطة.

على عكس الظاهر، ينقسم الإعلام القطري، لجبهتين الأولى تابعة للأمير الأب، حمد بن خليفة، يشرف عليها رئيس الوزراء السابق، حمد بن جاسم، ويحركه على خطوطه التي رسمها مع حمد بن خليفة منذ إطلاق الجزيرة في الأول من نوفمبر لعام 1996 أي بعد عام واحد من إطاحة الأمير السابق بوالده خليفة بن حمد، وإعلام ثان تابع للأمير الحالي يديره ويحركه الإسرائيلي الفلسطيني عزمي بشارة.

منذ اليوم الأول لوصول أمير قطر للحكم عمد إلى خلق أبواق تابعة له، كان الهدف وقتها تبيض وجه إمارته أمام المجتمعات العربية التي فقدت الثقة في الجزيرة بسبب لعبها على أوتار الفتنة وخدمة مخططات تنظيم الإخوان المسلمين الظلامي.

وعملت المؤسسات الإعلامية القطرية القديمة على دعم تجمعات الإخوان المسلمين في البلدان العربية، وفتحت شاشاتها لممثليهم لترويج أفكارهم الظلامية، لتسقط أوراق الجزيرة مع أحداث الثورات العربية، بعدما فضح مخططها المواطن العربي.

 وفي مفارقة بين التوجيهين الإعلاميين لم يكتف إعلام الأمير الذي انطلق معظمهم بعد العام 2015 حاول استقطاب عشرات الإعلاميين العاملين في صحف ومحطات دولية، في محاول لإضفاء نوع من الاستقلالية على منصاته، ولم ينطلق كسابقه من الدوحة.  واختار عزمي بشارة، مستشار الأمير الصغير ، سياسية إعلامية لا تقف على الدعاية للإسلاميين أو بالأخص حركات الإسلام الراديكالي، وامتد الأمر لاستقطاب عدد من نشطاء الثورات العربية المغمورين وتصديرهم على الشاشات، لنفي اتهامات المشاهد العربي لإعلام أبيه بتبني وجهة نظر تنظيم الإخوان. 

على عكس ما تمناه تميم لم تمش الأمور كما خطط فبدأ الإعلام الجديد " التلفزيون العربي، موقع العربي الجديد" الذي صنعه واختار له لندن لتكون مقر الانطلاق، وحتى لا تتهمه الحكومات العربية برعاية أفعى جديدة بالدوحة، بدأت حالة الصراع الذي اختفى لسنوات تطفوا على السطح، بين إعلام عزمي بشارة، وإعلام حمد بن جاسم.

وقاد التلفزيون العربي حملة ممنهجة منذ تدشينه مطلع 2016، حملة ممنهجة للهجوم على السلطات المصرية، وبحلول الخامس من يونيو 2017 دخل على خط الأزمة القطرية متضامنا مع الترسانة الإعلامية القطرية للهجوم على دول الرباعي العربي التي أعلنت الحرب على الإرهاب.

وانتقلت حلبة الصراع القائم بين تميم بن حمد، متمثل في عزمي بشارة، وغريمه القديم حمد بن جاسم، بعدما شن إعلاميون من المحسوبين على الحرس القديم في ترسانة الإعلام القطري هجوما حادا على التلفزيون العربي، واتهموه بمعاداة الإسلام السني، وفتح المجال لبعض أقطاب التنوير العربي على حساب الإسلاميين.   وللحظة وجد العاملون في التلفزيون العربي أنفسهم مطالبين بالرد على الانتقادات الساخنة التي وجهت لهم من قبل زملائهم العاملين بالجزيرة، حيث دشن أتباع حمد بن جاسم وعلى رأسهم محمد المختار الشنقيطي، حملة واسعة النطاق للنيل من عزمي بشارة ومؤسساته، وترديد اتهامات لدوحة التطرف برعاية أفكار العلمانية والتفريض في ميراث الإسلام السياسي الذي بناه بن جاسم ورجاله عبر شاشات الجزيرة.

 وأطلق المتناطحون في قطر  هاشتاج، "تمسيح الإسلام" متهمين العربي الجديد والتلفزيون العربي، بالإساءة للدين الإسلامي، بعدما ناقش فكرة الإسلام والدولة في حلقة من برنامج "قراءة ثانية" الأسبوعي، واستضافة الكاتب المصري أحمد صبحي منصور، الذي تطاول على الصحابة، ووصفهم بالجواسيس، والمنافقين.   وتعليقا على الأزمة القائمة بين فريقي الإعلام القطري، علق الصحفي السعودي عبدالعزيز الخميس قائلا: " ما يحدث في قطر الآن من هجوم على عزمي بشارة بسبب قناته وشتم الصحابة، ليس انتصارا للدين".

وأضاف في تغريدة له عبر حسابه بتويتر: "هو استعدادا لمرحلة "ما بعد حمد".. مرض حمد بن خليفة سيضعف موقف الإخوان ويقوي الجناح المقابل الماثل بعزمي.. لذا هدفهم إضعاف الجناح الإسرائيلي بعد تعاون وتحالف استمر عقدين من الزمن".

 وتابع: "الخلافات المستشرية بين الجناحين الإخونجي والإسرائيلي تعني في النهاية أن بقاء التحالف المزدوج سينتهي قريبا... المثير للبؤس استخدام شباب قطريين في المعركة.. بعد أن كانوا يستخدمون شبابا في دول عديدة ضد أنظمتهم.. ها هم يقتتلون .. اللهم أحم أهلنا في قطر من معارك الإخوان والإسرائيليين.".  وفضحت التوجهات الأخيرة للإعلام القطري الخاص بالأمير الصغير حالة الخلاف الكامن بين الطرفين، والتي يرى مراقبون أنها خلافات قديمة بدأت مع اقتراب تميم بن حمد من السلطة في 2013، خصوصا بعدما أطاح بحمد بن جاسم من منصبه.

 وذكرت تقارير صحفية وقتها أن أمير قطر منع بن جاسم من التصرف في بعض ممتلكاته، إضافة لمنع أفراد من أسرته من السفر لضمان بقائه في قطر.