أزمة تسويق "الخيار".. مُزارع بالبحيرة: "الكيلو بـ50 قرشا ومش بيتباع وهنأكله للمواشي" (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر


لم يكن يعرف حين جاء من أقصي صعيد مصر باحثًا عن فرصة عمل بمحافظة البحيرة قاصدًا باب كريم للرزق الحلال لتربية أبناؤه، أن القدر سيقوده للعمل وسط صغار المزارعين في مركز بدر ليواجه معهم عدد من الأزمات التي تهدد المحاصيل الزراعية وأدت إلي تلفها وتعرضهم للخسارة.

بهذه الكلمات تبدأ حكاية الحاج أحمد حجاج ابن محافظة سوهاج والذي يعمل مزارعًا في مركز بدر بمحافظة البحيرة، والتي تكمن أزمته الرئيسية في ركود تسويق المحاصيل الزراعية التي يزرعها مما جعلها عرضه للتلف وأنتهي به الأمر للخسارة، مناشدًا المسئولين بالاهتمام بصغار المزارعين قبل ضياعهم.

وقال الحاج أحمد حجاج في لقاؤه لبوابة "الفجر" أن إيجار الفدان الواحد يتراوح سعره ما بين 17 إلي 25 ألف جنية في السنة، ويقوم بزراعة بعض المحاصيل منها الفاصوليا، السوداني، الخيار، والكوسة للحصول علي رزق حلال يربي به أبناؤه.

وأضاف "حجاج": كنت أشتري شكارة الكيماوي "نترات" بمبلغ 75 جنيهًا ووصل سعرها اليوم لـ 300 جنيهًا، كما وصلت أجرة العامل في اليوم الواحد 120 جنيهًا حيث يوجد عندي 15 عامل، وفوجئت بعد تحمل كل هذه الصعوبات بعدم طلب التجار في الوكالات للمحاصيل  التي أزرعها، وأصبح اعتمادهم علي شركات مستثمرين حيث يقوموا بإيجار مئات الأفدنة لزراعتها وتسويق محاصيلهم وتصديرها في أغلب الأحيان.

كما أوضح "حجاج": أذهب يوميا ببضاعتي للوكالات في العصافرة بالإسكندرية و6 أكتوبر بالجيزة، فيكون رد صاحب الوكالة "أتركها ولو اتباعت تعالي خد فلوسها" وفوق كل هذا يقوم بتحميلي الزراعة التالفة التي تتبقي عنده ويحولها للمخالفات، وذلك رغم أن سعر الفرزة الأولي للخيار أعرضها بـ 50 قرش للكيلو الواحد في حين أنها تباع بـ 5 جنيهات في الأسواق، وتصل سعر الفرزة الثانية للخيار إلي 25 قرش وكنت أبيعها لمصانع المخللات، ولكن دون جدوى حتى أصبحنا نبيعه لتجار المواشي برخص التراب.

من جهته، أكد اللواء هشام آمنة محافظ البحيرة، أن المحاصيل الزراعية تحتاج إلى الدعم في عملية التسويق من مشروع دعم القدرات التسويقية لصغار المزارعين والبالغ عددهم 242853 مزارع لمساحة 108 ألف و771 فدان على مستوى المحافظة.

وأوضح "أمنه" أن مشروع تعزيز القدرات التسويقية لصغار المزارعين بالريف المصري "برايم" الذي بدأ عام 2013 والذي لم يتم تنفيذه بالشكل المرجو، يستهدف مساندة صغار المزارعين ودعم إنتاجيتهم وتدريبهم على اختيار المنتج المناسب لزراعته وكذا تدعيم قدراتهم التسويقية لتسويقه والمنافسة في الأسواق المحلية والعالمية لزيادة دخل الأسرة الريفية عن طريق تدريب أعضاء الجمعيات من الرجال والسيدات على تكوين روابط تسويقية لتسويق منتجاتهم دون الحاجة إلى وسطاء مما ينعكس على زيادة الدخل.

وأشار إلي أن المشروع يقوم بتنفيذ حقول إرشادية للمحاصيل عالية القيمة "محاصيل الخضر" وتنفيذ أيام حقل وأيام حصاد لحث المزارعين على زراعة الأصناف عالية الإنتاج ذات القابلية للتصدير، كما يتم تنفيذ ندوات خاصة بمعاملات الحصاد وما بعد الحصاد والمعاملات الزراعية التي تؤدى للحصول على منتج ذو جودة تسويقية لينافس في الأسواق المختلفة.