خادم الحرمين الشريفين يدعو لاتخاذ إجراءات حازمة لتأمين حركة النقل في الممرات المائية
دعا مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال الجلسة التي عقدها بعد ظهر اليوم الثلاثاء في قصر السلام بجدة المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته المشتركة واتخاذ إجراءات حازمة لتأمين حركة النقل في الممرات المائية في المنطقة تحسباً للتداعيات الخطيرة لمثل تلك الحوادث على أسواق الطاقة وخطرها على الاقتصاد العالمي
وفي مطلع الجلسة شكر خادم الحرمين الشريفين الله عز وجل وحمده على ما من به على ملايين المعتمرين والزوار من مختلف أنحاء العالم والمواطنين والمقيمين من أداء مناسك العمرة والزيارة خلال شهر رمضان في أجواء إيمانية وفرتها المملكة بعد توفيق الله تعالى لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين والاهتمام بوفادتهم وراحتهم وسلامتهم منذ قدومهم حتى عودتهم ووجه شكره لجميع الأجهزة المعنية على القيام بهذا الشرف العظيم، وما بذلوه من جهود كبيرة يسرت على ضيوف الرحمن أداء مناسك العمرة والزيارة وصلاة التراويح والقيام خلال الشهر الكريم. كما أعرب عن شكره وتقديره لقادة الدول الخليجية والعربية والإسلامية على ما بذلوه من جهود مباركة وموفقة أسهمت في نجاح القمتين الخليجية والعربية الطارئتين والقمة الإسلامية في دورتها العادية الرابعة عشرة، التي عقدت في رحاب مكة المكرمة بجوار بيت الله العتيق أواخر شهر رمضان المبارك.
وأوضح تركي الشبانة وزير الإعلام في بيانه عقب الجلسة أن مجلس الوزراء هنأ خادم الحرمين الشريفين وولي العهد على نجاح أعمال القمم الثلاث وما تضمنته البيانات الختامية والقرارات وإعلان مكة المكرمة من مواقف حول مختلف القضايا التي تهم الأمتين العربية والإسلامية وما اشتملت عليه من تأييد وتضامن مع المملكة ودعم غير محدود لجميع الإجراءات التي تتخذها لحماية أمنها الوطني وإمدادات النفط وتثمين لجهودها المستمرة وتجربتها الفريدة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وما أشارت إليه من إشادة بالدور القيادي لخادم الحرمين الشريفين ودعوته لانعقاد هذه القمم سعياً إلى جمع الكلمة وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات التي تتعرض لها المنطقة والحفاظ على الأمن والاستقرار فيها.
وأكد المجلس أن تدشين خادم الحرمين الشريفين برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد أهم البرامج التنفيذية لرؤية المملكة 2030 بمشاركة ما يزيد على 32 جهة حكومية ومئات الجهات من القطاع الخاص يعد تأكيدا على اهتمامه الجلي والواضح بالإسلام والمسلمين وعنايته المستمرة بضيوف الرحمن وامتدادا لجهود المملكة منذ تأسيسها في تطوير خدمة قاصدي الحرمين الشريفين لتسهيل رحلتهم من عقد العزم والنية في بلدانهم حتى عودتهم سالمين بمشيئة الله. وشدد مجلس الوزراء على تأكيد خادم الحرمين الشريفين، على التمسك بمنهج الإسلام المعتدل لأن الأمة الإسلامية أمة وسط فلا تشدد ولا غلو وأهمية اجتماع كلمة علماء الأمة الإسلامية وتجاوز مخاطر التحزبات والانتماءات التي تفرق ولا تجمع والتعاون وتوحيد الآراء في القضايا المهمة خاصة ما يتعلق بمواجهة أفكار التطرف والإرهاب وذلك لدى تسلمه وثيقة مكة المكرمة الصادرة عن المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي وأقرها 1200 شخصية إسلامية من 139 دولة يمثلون 27 مكونا إسلاميا من مختلف المذاهب والطوائف.
وبين وزير الإعلام أن المجلس ثمن مضامين الحوار الصحفي لولي العهد وما اشتمل عليه من تأكيدات حول مواقف المملكة الثابتة والواضحة تجاه تطورات الأحداث في المنطقة وعلاقاتها الاستراتيجية، وأوليات مصالح المملكة الوطنية وتحقيق تطلعات شعبها من خلال أهداف رؤية المملكة 2030 وما عبر عنه من فخر وثقة بالمواطن السعودي ودور الشباب في الحراك الذي تعيشه المملكة. وتناول مجلس الوزراء مستجدات الأحداث وتطوراتها وجدد استنكار الأعمال والممارسات الإرهابية وغير الأخلاقية التي تقوم بها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين وآخرها المقذوف الذي استهدف صالة القدوم بمطار أبها الدولي والطائرات بدون طيار باتجاه المطار نفسه ومحافظة خميس مشيط، كما جدد استنكار المملكة لجميع الأعمال العدائية والإرهابية التي تهدد حرية الملاحة وأمن الإمدادات النفطية وسلامة البيئة ومنها الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له ناقلتان في خليج عمان. داعيا المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته المشتركة واتخاذ إجراءات حازمة لتأمين حركة النقل في الممرات المائية في المنطقة تحسباً للتداعيات الخطيرة لمثل تلك الحوادث على أسواق الطاقة وخطرها على الاقتصاد العالمي.
وجدد المجلس استنكار المملكة للهجومين الإرهابيين في مدينة طرابلس اللبنانية ومدينة العريش في مصر والتفجيرات الإرهابية في العاصمة الصومالية وشمال شرق كينيا وشمال شرق نيجيريا وقدم العزاء والمواساة لذوي الضحايا ولحكومات وشعوب جمهوريات لبنان ومصر والصومال ونيجيريا وكينيا. مجددا وقوف المملكة وتضامنها مع الدول الشقيقة والصديقة ضمن جميع أشكال الإرهاب والتطرف.